حميد زيد كود ////

منذ ليلة الرابع من شتنبر وأنا أحاول التقرب إلى العدالة والتنمية ولا أعرف كيف.

المغرب يتغير، والنخب تتجدد، وأنا دائما في الآوت.

أفكر أن أمدح بنكيران، لكن الآلاف سبقوني، ولا يمكنني أن ألحق بهم، ولا أن أنتظر دوري، ولن يصدقني رئيس الحكومة، وسيقول عني أيها المحتال، أيها الانتهازي، لماذا لم تدعمنا من قبل، حين كنا نتدافع.

وقد كبرت، ولم يعد بإمكاني أن أبدأ من الصفر، وأن أنضم إلى الحزب، وأتدرج، وأشارك في حملة حجابي عفتي.

والكارثة أني لا أحفظ آية ولا حديثا ولاشعرا، وكل ما أقرؤه أنساه في الحين، وذاكرتي ضعيفة، وعندما أرى مولاي عمر بنحماد، أضحك رغما عني.

أنا غبي، ولم أدرس المرحلة جيدا.

وحتى لو قررت أن أمدح العدالة والتنمية وأهجو خصومه، وأتحول إلى مفكر، فلست عالما ولا دكتورا، ولن يصدقني أحد، ولن يهتم بكلامي أحد، كما يفعلون مع محمد الناجي.

سيفطنون إلى حيلتي، وسيكتشفون أني متملق، وأريد أن أستفيد من اكتساح العدالة والتنمية.

حين كان الأذكياء يغيرون مواقفهم، ويستشعرون القادم، كنت أنا أسخر وأتسلى، ولم أتوقع يوما أن ما حصل كان يمكن أن يحصل.

لا موقف يشفع لي.

وكل ما كتبته في كود، لا دليل فيه على أني تعاطفت يوما مع بنكيران، وحاربت التحكم.

حتى الربيع العربي لم أكن أحب أن أذكره بالاسم.

وأحاول أن أصيح تكبير، تكبير، لكنهم سيسخرون مني، ولن يلتفتوا إلي.

لهم الآن أقلام كثيرة، وجريدة مستقلة ناطقة باسمهم، ولهم مدن عديدة، ولا نصيب لي في هذا الفوز.

وأرغب في أن أقترح عليهم خدماتي، لكني متردد، وأخاف أن يفتضح أمري، وتنكشف مطامعي.

عندي أفكار جيدة تصلح لتدبير المدن الكبيرة، لكني أخشى القيل والقال.

عندي أفكار جهنمية تخص المهرجانات في المدن، وكيف يساهم فيها العدالة والتنمية ويدعمها بالمال دون أن يشعر بأدنى حرج، وعندي شاكيرا إسلامية، مثل الدمية فلة، وعندي موازين في الرباط بفنانات ملتزمات، وعندي حانات تقدم اللبن للسكارى، وعندي قمار حلال، لكني محتاج إلى قيادي في الحزب يقتنع بي، ويهيء لي موعدا.

لقد أخطأت.

وكنت مغفلا، أنتظر عودة الاتحاد الاشتراكي لأصوت عليه.

لكن الاتحاد لم يعد.

أنا موضة قديمة، ولا حزب لي، ولا مدينة لي، ولا فكرة لي، بعد أن أخذ العدالة والتنمية كل شيء.

أنا سلفي أنتظر عودة الموتى، بينما الموتى لا يعودون إلا في الأحلام، وفي أفلام الزومبي.

أنا زومبي

في مدن تشع نورا

أنا جثة يعميها ضوء المصباح

أنا أغبى صحفي في المغرب، لم أستشرف المستقبل، ولم أتابع الأخبار في قناة الجزيرة، وراهنت على الأوهام، ولم أفهم ما كان يكتبه زملائي الأذكياء.

لكن لا بأس

وجل من لا يخطىء

وأعترف لكم بذنوبي

أنا معكم

الآن

وبعد أن اكتسحنا المدن

سنكتسح البرلمان

فلا حزب إلا نحن

ولا حكومة إلا نحن

وعفا الله عما سلف

ومن الغد

سأكون شخصا آخر

قلما محترما

رزينا

ملتزما
خلوقا

وسأستيقظ في الصباح الباكر

وسأغير كل عاداتي السيئة

وسأشرب رغما عني الحليب وعصير لافوكا

ولا ضحك بعد الآن

ولا سخرية

إنه وقت الجد

والمعقول

أنا لسانكم في كود

ولا أطلب منكم إلا أن تقبلوني

وتجربوني

مجرد فترة اختبار

ولن تندموا

ولا تتركوني أغرق

مع الكفار

ومع المنهزمين

ضموني إليكم

خذوني معكم

خذوني

الله أكبر

الله أكبر.