عمر اوشن – كود//

كنت أعرف أن 8 مارس هو عيد المرأة..

وفي كل العالم نسمع إنشائيا يجوز فيه الوجهان عن المرأة والحياة بمناسبة الذكرى ثم ننساه في اللحظات الموالية ونعود لعاداتنا القديمة ..

المجتمعات التي تحترم المرأة معروفة و ماركة مسجلة ولها أسباب ذلك والمجتمعات المتخلفة التي تعيش فيها المرأة مثل دابة للحرث والسقي والاشغال الشاقة معروفة هي أيضا..ويصعب الانتقال بين من رضع إحترام المرأة من يوم مولده و بين من تربى على أنها خلقت من ضلع أعوج. سوق مطيار.و ناقصة عقل و دين وغيرها من أقوال السب والتقريع والإهانة.

كنت أعرف ثامن مارس فقط لكني اليوم أقرا تعليقات وشعارات و تبادل التحايا بين الرجال والنساء بمناسبة يوم وطني للمرأة .

يوم لتوزيع وتبادل بعض الكلمات والدعوات ثم إقفال القوس مثلما يحدث في اليوم الوطني للإعلام واليوم الوطني للرياضة و المسرح و اليوم الوطني للممرض و اليوم الوطني للنخيل و شجرة الاركان التي تطحن و يوم البحر و قردة الأطلس والأنهار….
ماذا سيضيف يوم للشفوي وسط واقع عنيد لا تغير.؟

هناك فئة من النساء قليلة جدا تملك كفاءات عالية وتعيش مستوى راق فيما الغالبية من نساء المغرب فقيرات معوزات محطمات منسيات في البوادي والقرى المعزولة و أحياء هامشية  يواجهن مصيرهن القاسي وحيدات لا ينفع لهن يوم وطني و لا شهورا و و لا سنوات..
نساء باب سبتة ..نساء حقول الزراعة .. ربات البيوت اللواتي لا ينتهي عملهن الشاق
المستمر ليلا ونهارا سوى بزفرات الموت الاخيرة..
نساء الرغايف و بغرير و القزبور و البقدنوس..
نساء عاملات البيوت..نساء عاملات مصانع ..نساء المقاهي السربايات ..في بعض المدن الكاستينغ قبل العمل يتطلب منها أن تفصح عن حجم إثارة و شكل مؤخرتها ثم هناك نساء الحانات والمطاعم وحياة التي ماتت بطلقات رصاص في البحر هربا من الفقر..

كلهن لن ينفع لهن يوم وطني كما لم ينفع مع الصحافة والطبيب والمدرس و شجرة الأرز المنهوبة..
تغير وضع النساء لن يتم سوى بتغير وضع المجتمع كله..في السياسة والإقتصاد والمعتقدات والأفكار والقوانين وأنماط الإنتاج و العيش..
أما أن نغني و ننشد الاناشيد في يوم وطني فلن يجدي نفعا و حرث في الماء..
و كما تكون حالاتنا الجماعية تكن حالة نساءنا..
هذه الأزهار التي تذبل وتتساقط وتعجنها الأقدام ثم تموت ..هذه الأزهار مناو إلينا..
هذه أزهارنا وهي شهادة عن هزيمتنا النكراء..
دليل عن فشل تاريخي إقترفناه منذ قرون و لا زال مستمرا..
هذه أزهارنا تفضح عجزنا وبؤسنا وحجم الدخان والغبار والظلم و الضجيج الذي نعيش تحت سقفه.
لا أحب الأيام الوطنية ..

أمهاتنا و أخواتنا حملن جبالا من التضحيات والمآسي.. و هن أكبر ..أكبروأسمى من يوم وطني و سنة وطنية..