حميد زيد – كود ///

يا لحظ هذا الوزير الشاب.

يا لحظ فتى الحكومة المدلل.

وكلما جاء وفد إلى المغرب. وكلما كان هناك تعاون ثقافي. يعرفون أن وزيرة ثقافتنا يحب ألعاب الفيديو. فيحملونها معهم إلى مهدي بنسعيد.

ويناقشون هذه الألعاب معه.

ويتحدثون عن شراكات. وعن تعاون. و عن إمكانيات الاستثمار في هذا المجال.

ويهتمون به.

ويحاولون إسعاده.

وحتى الرئيس الفرنسي.

وحتى ماكرون لم يفته في الغالب أن مهدي بنسعيد يفكر كثيرا في الغايمنغ.

ويعشق هذا العالم.

فجاء هو الآخر حاملا معه تصورا عنها.

وتحدث عنها.

وذكر ألعاب الفيديو في خطابه. والتقى مع ممارسيها.

ومع الوقت أصبحت الثقافة ثانوية أمام هذا الحضور الطاغي للغايمنغ. وللألعاب. في تصور السيد مهدي بنسعيد.

وفي نظرته.

وفي تسييره للوزارة.

ولا أحد يعترض على ذلك.

ولا أحد ضد أن يكون الوزير ابن عصره.

ولا أحد ضد هذا الشغف وهذا الاهتمام العجيب من طرف وزيرنا بالألعاب.

حتى صارت كل شيء.

وأهم من الكتاب. والموسيقى. والغناء. والسينما. والتشكيل. والمسرح.

وحتى صار يدافع عنها ويروج لها في كل مكان.

كأنه يملك شركة لها.

وكأنه قطاع خاص يسير وزارة.

وكأنه يشتغل مع أصحاب هذه الألعاب. ويخدم مصالحهم.

و كأنه منهم.

وربما كان من الأفضل أن نصنع وزارة لمهدي بنسعيد.

ونسميها وزارة ألعاب الفيديو.

كي لا يقع خلط.

وكي يتفرغ مهدي بنسعيد لشغفه الأول.

بعد صناعة السيارات.

وكي يتخصص في المجال الذي يحب.

وكي يكون مردوده الحكومي أفضل.

وكي نستفيد منه أكثر.

وكي يلعب كما يحلو له في الحكومة.

وكي لا نثقل عليه بأمور الثقافة الكلاسيكية والقديمة

وبأعباء الدعم الذي تطلبه جمعيات الكتاب

والفرق المسرحية

ومخرجو الأفلام

وسوف تكون سابقة في العالم.

وسوف نساعد بذلك مهدي بنسعيد ليسير بنا نحو ثقافة المستقبل.

وسوف نتسلى جميعا.

لكن يبدو أننا نحسد هذا الشاب

ولا نتمنى له النجاح والتألق

رغم أنه واحد منا

على عكس الأجانب

والذين كلما زاروا المغرب

جاؤوا محملين بألعاب الفيديو

كي يسعدوا بها وزيرنا المهدي

وكي يلعب

مع الشباب المغاربة

كما يشاء في وزارة الثقافة.