حميد زيد ـ كود//
كم قدم هذا الرجل لكم من خدمات.
كم ضحى من أجلكم.
مقدما مصلحة الدولة.
والحكومة.
وعزيز أخنوش.
والأصالة والمعاصرة.
على مصلحته الخاصة.
لكنكم تنكرون الجميل.
وترفضونه.
ولا مكافأة منكم.
ولا كلمة طيبة.
ولا شكر.
ولا وعد.
ولا وزيرة من طرفه في التعديل الحكومي.
ولا وزير.
ورغم أنه لا يكف عن التصريح أن مكان الاتحاد الاشتراكي الطبيعي في الحكومة.
ورغم أنه ينسى أنكم رفضتموه.
ويعيد الطلب في كل مرة.
ورغم كل إلحاحه.
ورغم أنه يذكركم بالأمر.
ويوجه إليكم الطلب هذه المرة من “العربي الجديد”.
فإنكم تديرون ظهوركم له.
وليس هذا فحسب.
بل تستولون على برنامجه.
وعقيدته السياسية.
وتستعملونها لصالحكم.
طاردين مالكها الحقيقي.
وفي وقت كان عبد اللطيف وهبي يقود حملة ضدك يا عزيز أخنوش.
فإنك رحبت به في الحكومة.
وجعلت منه حليفا لك في الأغلبية.
وتغاضيت عن كل ما قاله في حقك.
وعن كل الإساءات التي صدرت عنه.
بينما تتجاهل إدريس لشكر.
الكاتب الأول اللطيف.
الطيب.
الذي لم يغضبك يوما.
ولم يقد حملة ضدك.
ولم يهاجمك.
ولم يحاربك.
ولم يسع إلى الحفر لك.
ولا إلى عرقلتك.
بل كان دائما في صفك.
كان دائما مستعدا إلى أن تحمله معك.
كان حريصا على أن يكون إلى جانبك.
كان مخلصا لك أكثر من الذين يعتبرون قريبين منك سياسيا.
كان دائما يسعى فقط إلى إضفاء لسمة اجتماعية على توجه الحكومة الليبرالي.
وإلى المساعدة.
وإلى مد اليد.
كي تتحقق الدولة الاجتماعية.
ورغم أنك تركته وحيدا في المعارضة مع محمد أوزين.
ومع نساء العدالة والتنمية.
فإنه لم ينبس ببنت شفة.
ولم يشتك.
بل ظل صابرا.
صامتا.
محايدا.
موقعه في المعارضة.
بينما قلبه مع الأغلبية. منتظرا تلك اللحظة.
التي ستوجه إليه فيها الدعوة لدخول الحكومة.
وقد تأخر ذلك كثيرا.
ومهما عرض إدريس لشكر خدماته.
ومهما أبدى استعداده.
تواجهونه بالصدود.
وتستكثرون عليه حقيبة أو حقيبتين.
لا أكثر.
والوقت يمر.
حتى أنه في لحظة غضب.
ويأس.
قرر أن يسقط الحكومة بملتمس الرقابة.
لكنه تراجع في آخر لحظة.
بعد تدخل من كثير من الإخوة في الداخل والخارج.
ليعود من جديد.
مقترحا دخول حزبه إلى الحكومة في التعديل المرتقب.
متنازلا عن ملتمس الرقابة.
مجنبا البلاد احتقانا سياسيا.
لن يكون في مصلحة أي طرف.
ومع كل الأدوار التي قام بها إدريس لشكر في العقد الأخير.
وقبل ذلك.
ورغم كل التضحيات.
والمواقف النضالية.
ورغم كل التنازلات.
يدخل الجميع إلى الحكومة.
ويستثنى منها إدريس لشكر.
ومن يرغب في أن يستوزره.
فماذا كنتم ستخسرون لو استجبتم لإدريس لشكر.
واعتبرتم ذلك بمثابة تكريم له.
ومكافأة له على كل ما أسداه من خدمات للدولة.
قبل أن يخلفه اتحادي آخر في درب النضال الطويل.
لأنه من المؤسف أن نحقق الدولة الاجتماعية.
بينما الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي خارجها.
في حين أن حزبه هو الذي نادى بها أول مرة.
كما أنه من غير اللائق أن يظل إدريس لشكر يطلب الدخول كل مرة.
وفي كل مرة تواجهونه بالرفض.
رغم أنه فعل كل شيء.
واستجاب لكل الشروط.
وأبان على أنه يستحق الدخول إلى الحكومة أكثر من غيره.
وأنه في حاجة إليها أكثر من غيره.
فهل هذا هو جزاؤه .
هل هذا هو جزاء من يضحي بكل شيء من أجلكم.
ولا التفاتة.
ولا اعتذار.
ولا أي توضيح من طرفكم.
ولا طبطبة.
ولا في المرة القادمة.
ولا جبر خاطر.
ولا أي شيء.
يجعل إدريس لشكر يكف عن تقديم طلب الدخول إلى الحكومة في التعديل القادم.