كود – عن البي بي سي//

بعد أقل من شهر على تنصيبه رئيسا لأمريكا، تحول الرئيس دونالد ترامب إلى محور اهتمام وسائل الإعلام الدولية ومنها الصحف الأمريكية والبريطانية البارزة بحال نيويورك تايمز والگارديان، وذلك بسبب السياسات ديالو سوا اللي عندها علاقة بحرب غزة أو گرينلاند أو حرب الرسوم الجمركية أو كندا..

نيويورك تايمز: هذا ماشي ترامب اللي انتاخبتو أمريكا

ففي صحيفة “ذا نيويورك تايمز” الأمريكية، نشر الكاتب رودس مقال بعنوان “هذا ماشي ترامب اللي انتاخبتو أمريكا “. يقول رودس، وهو نائب مستشار الأمن القومي في عهد أوباما، إن سياسة ترامب الخارجية تعكس تراجعاً في ثقة أمريكا بنفسها، ما يهدد بإضعاف مكانتها العالمية.

ويتذكر الكاتب تأسيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد)، حين كانت السياسة الخارجية تركز على الدفاع عن الحرية وتعزيز المؤسسات الدولية. لكن في الوقت الحالي، يرى الكاتب أن السياسة الأمريكية تختلف تماماً، حيث تهدد بغزو الدول الصغيرة، والانسحاب من المؤسسات الدولية، وتقترح بشكل غير رسمي تنفيذ التطهير العرقي في غزة.

هذا التحول في السياسة الخارجية يعكس تراجعاً في مفاهيم مثل الحرية وتقرير المصير والأمن الجماعي، التي تعد قيماً أساسيةً في أمريكا بعد خوضها حربين عالميتين، بحسب رودس. ويضيف الكاتب أن ترامب ترشح لإعادة انتخابه مع وعد بتحويل مكانة أمريكا في العالم، ووعود بتغيير سياسات الأمن القومي والتجارة الدولية، وسعى لتعزيز سلطته عبر ملء المناصب الفيدرالية بشخصيات موالية له.

لكن الكاتب يرى أن سياسة ترامب الخارجية تفقد أمريكا الثقة والاحترام الدولي، ولا تعكس القوة. ويشير إلى أن ترامب في سعيه لتوسيع نفوذه، يبدو أقرب إلى القادة المستبدين الذين يسعون للتوسع الإقليمي لترسيخ سلطتهم.

ويرى رودس أن أهداف ترامب لا تعكس القوة، بل تعكس تصرفات “صبيانية”. فتهديداته بغزو بنما وغرينلاند أو الحروب التجارية مع كندا والمكسيك تُظهر “عدوانية” تقوّض مكانة الولايات المتحدة دولياً.

ويختتم رودس مقاله بالقول إن أمريكا أصبحت قوة عظمى متراجعة تسعى لاستعادة مكانتها المفقودة، معتبراً أن تحالف ترامب مع ماسك يشير إلى مستقبل قد يفتقر إلى القواعد التي تحكم استخدام السلطة ويعرض البلاد لتحديات كبيرة عالمياً.

“الگارديان”: ترامب “أناني” كيشوف غير راسو ومعندوش اهتمام بالأخرين

صحيفة “الگارديان” البريطانية نشرات مقال للكاتب جون ماكرثر اللي تساءل فيه  سبب استمرار الأجانب، وخاصة الفرنسيين والبريطانيين، في طرح سؤال حول “الرؤية السياسية” للرئيس ترامب، رغم تصرفاته المتناقضة وغير العقلانية، بحسب وصفه.

واستعرض الكاتب وصفاً للطابع “السلبي” لترامب الذي يختلف عن النرجسية، إذ يُعتبر ترامب “أناني” كيشوف غير راسو ومعندوش اهتمام بالأخرين، ما يظهر جلياً في سلوكياته وتصريحاته؛ مثل مزاحه حول مواعدته لابنته أو إهانته لبايدن أثناء حفل التنصيب.

ثم يبرز الكاتب كيف أن ترامب يثير الهجوم عليه من مختلف الأطياف السياسية، ليبقى مركز الاهتمام. ويذكر أيضاً أن ترامب يفضل أن يتعرض للهجوم بدلاً من تجاهله، ما يظهر عدم اهتمامه بالعواقب الحقيقية لسياساته، مثل التهديدات بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك.

وعلى الرغم من “السياسات المثيرة للقلق” اللي كيتبناها ترامب، مثل الإيقاف المؤقت للمساعدات الفيدرالية، يرى الكاتب أن ترامب ليس مهتماً إذا فشلت هذه السياسات في تحسين الوضع.. “الأهم بالنسبة له هو التأثير الإعلامي والاحتفاظ بالاهتمام، بينما يستمتع بمعركة سياسية يراها تُعزز من مكانته”، بحسب ماركرثر.

وف الختام، حذر الكاتب من أن هذه النزعة الذاتية لترامب يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات ضارة على المدى القصير، خصوصاً إذا خضع له الآخرون دون تفكير طويل، مشيراً إلى أن التهديدات القصيرة الأمد قد تضر أكثر من أي شيء آخر.