حسن طارق ////
بغير كثير من الحظ كان يمكن أن يكون الزفزافي هو من سجل هدف العبور المغربي الى سحر روسيا .
حينها كان نورالدين لمرابط سيكون- لذات السبب- معتقلا في السجون لأنه طالب بمستشفى لعلاج السرطان الذي يهدد والدته الطيبة.
ما بين حكيم زياش و نبيل أحميجيق ،ليس سوى لعبة أدوار متقنة. كان يمكن لحكيم أن يكون نبيلا،كما كان يمكن لنبيل أن يكون حكيما.
الذي كان سيختلف هو أن الصحافي السياسي (لعله محمد أحداد Ahaddad) هو من كان سيتكلف بتطريز البورتريه المطلوب لحكيم زياش أو لسفيان لمرابط ،على أن يتكفل محرر الصفحة الرياضية بالكتابة عن نبيل أحميجيق أو مرتضى أو الأبلق.
كان يكفي أن يحمل الأب فقره نحو هولندا ليكبر الإبن بين ضفتين ،وليختار قميص البلاد في أول إختبار للدم.
كان يكفي أن يتردد الأب في الرحيل ليكبر الإبن وتكبر معه أناشيد الغضب .
كان يمكن لعلم عبد الكريم أن يزين المدرجات ،فيفتخر المعلق الرياضي بأمجاد الريف ،كما نفعل عندما نستمع بمحبة لتصريحات اللاعبين بالريفية المختلطة بالهولندية و الدارجة المغربية ،دون أن نفكر في غير الوطن .
كان يمكن للوطن أن يكون أكثر سماحة وهو يلملم تاريخ البلاد بجراح المنطقة ،و هو يسمح لسمائه باحتضان العلم الوطني الى جانب رموز الذاكرة و الثقافة.
كان يمكن أن يكون محسن فكري حارسا للمرمى في مقابلة العمر ،عوض أن يحرس كرامتنا الجريحة هناك في قلب الأبدية الباردة.
كان يمكن لهؤلاء أن يكونوا أولئك.
فكلهم يشبهون القسمات التي صنعت هدير الفرح أمس ،والتي صنعت قبلها مسيرات الصمود في الحسيمة.
كلهم وجوه متعددة لنفس الشبيبة القلقة والمتطلعة للغد والكرامة .
كلهم أبناء قدر مغربي واحد .
كلهم أطفال لنفس الحكاية!
فهل كنتم لتعتقلوا من أشعل الفرح في القلوب القاحلة لهذا الشعب الطيب؟
هل كنتم لتغامرون باغتيال الأمل ؟

أطلقوا سراح الفرح!