سعيد الحسوني – كود طنجة//
تشهد بعض الأسواق المعروفة باسم “أسواق القرب” هجرة جماعية خطيرة للباعة والزبناء على حد السواء حتى أضحت شبه فارغة تماما.
ومعلوم أن هذه الأسواق أنجزتها الدولة بتعاون مع السلطات المنتخبة وشركاء آخرين في إطار برنامج التنمية البشرية بهدف الحد من ظاهرة الباعة المتجوبين وتأهيل الفضاء العمومي.
وإذا كانت بعضها عرفت نجاحا وتشهد يوميا رواجا تجاريا نال رضا التجار ولبى مطالب الساكنة كسوق حي بنكيران على سبيل المثال، فإن البعض الآخر يعاني في صمت مطبق.
وعاينت كود أحد هذه الأسواق المتواجد بحي كاسطيا بمدينة طنجة والذي تم تدشينه قبل سنتين ونصف، لكنه صار حاليا شبه مهجور بسبب رحيل الباعة وندرة الزبائن.
هذا الفضاء الذي يتميز بحداثته يتكون من أزيد من 30 محلا تجاريا مخصصة بدرجة أولى لبيع الخضر والفواكه والأسماك، كلها مهجورة باستثناء ثلاث محلات فقط لا زال أصحابها يقاومون ضعف الإقبال وقلة الرواج بالسوق.
من التجار الثلاثة، سيدة حكت لكود بحرقة عن التقهقر الخطير الذي عرفه السوق خلال الآونة الأخيرة بسبب تراجع العرض الناتج عن ضعف الطلب.
وحملت ذات السيدة الأربعينية مسؤولية فشل السوق في أدائه لمهمته إلى غياب مواكبة المسؤولين للتجار وتأطيرهم وتتبع أنشطتهم ولو لفترة معينة بعد موعد تدشينه.
وقدمت ذات التاجرة أمثلة لأسواق قرب أخرى بمدن تطوان والبيضاء وفاس تسلم التجار بها مساعدات مالية تراوحت بين 20 و 30 ألف درهم لدعمهم في انطلاقتهم بالعمل داخل السوق، نفعتهم كثيرا في توفير السلع وفي تأهيل محلاتهم لتنال رضا المواطنين.
السوق حاليا كما عاينت كود مهجور، وحالته هذه تستدعي تدخلا عاجلا من السلطات المحلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء بدعم التجار للعودة إلى ممارسة عملهم بمحلاتهم أو التفاوض معهم للتنازل عنها ومنحها لباعة آخرين.
والتقت كود ببعض أصحاب المحلات التجارية بسوق القرب “كاسطيا” الذين عادوا إلى الرصيف لممارسة التجارة العشوائية بسوق المصلى القريب والذي يتميز برواجه الدائم طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة.
وأكد هؤلاء التجار لكود أن الكساد هو السبب الرئيس لرحيلهم عن السوق حيث كانوا يتكبدون خسائر فادحة كل أسبوع في غياب الزبائن، مؤكدين أن “اللي رماهم للهمّ هو همّ أكبر منو”، ما يعني أنهم عادوا إلى الرصيف مرغمين لا راغبين.