لحبيب الغربي – كود//

عبّر عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الناشط الإسلامي عزيز هناوي، اليوم عن استعداد حزبه لتجنيد “المجاهدين” للقتال في إسرائيل، وذلك بعد أيام قليلة من الدعوة التي وجهها القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري -الهارب في الجزائر- إلى الإسلاميين في العالم لحمل السلاح لدعم منظّمته.

ويأتي هذا الموقف من هناوي، الذي ورد في بيان نشره على صفحته في فيسبوك، كمزايدة جديدة للهروب إلى الأمام ومحاولة للتغطية على أزمة متعددة الأبعاد تمر بها مجموعته المتطرفة داخل حزب العدالة والتنمية.

فالشبكة المتشددة هذه تواجه إمكانية عودة أساطين الحزب المعتدلين عبر بوابة مؤتمره الوطني التاسع في نهاية الشهر، وهو ما يتطلب من هناوي مزيدًا من التشدد لاستقطاب وتركيز أصوات منتسبي البيجيدي الراديكاليين، لأن جماعته لا تمتلك أي إنجاز تفتخر به سوى الوقفات أمام فندق باليما في وسط الرباط.

وقد تعززت أكثر عدميّة تلك الوقفات الهناويّة عندما لم تستطع التأثير على موقف الدولة المغربية من النزاع الحالي، إذ ما يزال المغرب يرى أن سبيل السلام يقتضي قطع الطريق على المتطرفين الحمساويين واليمين الإسرائيلي المتشدد.

من جهة أخرى، يواجه تيار هناوي تراجعًا حادًا في عدد المشاركين في وقفاته الداعمة لحماس، ما دفعه إلى محاولة الإندساس في مسيرات جماعة العدل والإحسان التي ما تزال تمتلك قدرة أكبر على التعبئة.

بالمقابل، قامت العدل والإحسان بفضح مجموعة هناوي واتهمتها بأنها “جهة تطبيعية”، في إشارة إلى توقيع حكومة حزب العدالة والتنمية على الاتفاق الثلاثي الذي تم بموجبه استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في سنة 2020.

المعضلة الأخرى التي تواجهها مجموعة هناوي هي صحوة الشعب الفلسطيني ضد حماس، خاصة أبناء غزة الذين خرجوا في مظاهرات عارمة في بيت لاهيا و مدينة غزة وخان يونس للمطالبة بتنحي الحركة وخروجها نهائيًا من الأراضي الفلسطينية، و هو ما واجهته حماس بالبطش.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تصريحات جريئة في وسائل الإعلام لمواطنين غزيين، منهم عجائز وأرامل ثكلى، يتهمون حماس بالإرهاب ويحمِّلونها المسؤولية الكاملة عن القتل والتشريد والدمار الذي يعيشه القطاع.

أمام هذه التطورات، وحتى لو استطاع هناوي إرسال إرهابيين إلى غزة، يُطرح السؤال حول مهمتهم: هل سيساندون حماس في بطشها بالغزيين أم سيغامرون ب”طوفان” آخر ضد البلدات الإسرائيلية، و بالتالي بدء دوّامة تدمير جديدة؟