هشام أعناجي ــكود الرباط//
كشفت مصادر حكومية عن وجود تخوفات لدى المسؤولين من عودة خطر نذرة الماء، خصوصا في ظل تراجع نسبة الملء بالسدود هذه السنة مقارنة مع الستة الأشهر الماضية.
وحسب مصادر موثوقة، بلغت نسبة ملء السدود اليوم الجمعة 12 ماي الجاري، ما يناهز 54،4 في المائة، أي تم تسجيل تراجع بنسبة 10 في المائة مقارنة مع الرقم الذي قدمه عبد القادر اعمارة أمام الملك محمد السادس، يوم 7 فبراير 2019 م، بالقصر الملكي بمراكش، عندما استفسره الملك في بداية المجلس الوزاري.
وكشفت ذات المصادر، أن الوزير اعمارة منذ قيامه بـ”اعفائه” لشرفات افيلال، عرف قطاع السدود تعثرا ملحوظا، بسبب قرارات قام بها الوزير، ومنها تعيين شخص لا تتوفر فيه الشروط التقنية لتسيير قطاع التهجيزات المائية بالوزارة.
ووفق نفس المصادر فإن هناك تأخر في بدء أشغال بناء بعض السدود، خصوصا سد بولعاوات (شيشاوة) وسد ايت زياد (الحوز)، رغم أن شرفات افيلال، كاتبة الدولة المكلفة كانت مصرة على بدء الأشغال وقامت بكل ما عليها في هذا الشأن، إلا أن خلافاتها مع اعمارة تسببت في تأخر هذا المشروع، حيث كان اعمارة يتدخل في اختصاصاتها بطريقة أثارت استياء أغلب الأطر التي تشتغل مع افيلال.
يشار أنه في بداية أشغال المجلس الوزاري المنعقد يوم 7 فبراير 2019 بمراكش، استفسر الملك عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، حول نسبة ملء السدود بالمملكة حاليا، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وقد أكد اعمارة أن معدل ملء السدود يبلغ حاليا ما يناهز 64 في المائة، في حين تم تسجيل حوالي 39 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وقال تقرير دولي صدر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي سنة 2018، إن ندرة المياه في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن ضمنها المغرب، يمكن أن تكون عاملاً مزعزعاً للاستقرار.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان “إدارة المياه في النظم الهشة: بناء الصمود في وجه الصدمات والأزمات الممتدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، إلى أن الإدارة الفعالة للموارد المائية يمكن أن تكون مفتاحاً للنمو والاستقرار.
وشدد خبراء منظمة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي على أن “عدم الاستقرار المقترن بضعف إدارة المياه يمكن أن يتحول إلى حلقة مفرغة تزيد من تفاقم التوترات الاجتماعية بين السكان”.