حميد زيد – كود//

بابا.

بابا.

شكرا. شكرا بابا. اليوم فقط أكدت لي أني فعلا دلوعتك. وحبيبة قلبك.

اليوم فقط أكدتَ لي أنك تحب ابنتك إيفانكا.

تتذكر دادي. قبل عام من الآن. يوم اقترح عليك زوجي جاريد أن تمنحنا غزة كي نبني فيها فيلات مطلة على البحر.

طبعا تتذكر ذلك.

والدليل أنك لم تتأخر كثيرا في إهدائنا لنا. و وفيت بوعدك.

أنت أحمق دادي في العالم.

أنت الرئيس الأكثر جنونا في تاريخ أمريكا.

أنت مجرم داد.

ومن أجلي.

ومن أجل زوجي. أنت مستعد بابا لقلب العالم رأسا على عقب.

ولطرد شعب من أرضه.

ولارتكاب جريمة لم يجرؤ على ارتكابها أحد.

وللتضحية بالجنود الأمريكيين وتوريطهم في حرب لا تخصهم.

وللمغامرة باستقرار أمريكا وبمصالحها.

و لخلق الفوضى.

فقد اتصل بي جاريد قبل قليل وقال لي بالحرف: شكرا للرب الذي منحني أروع حمو.

ومنحني ابنته إيفانكا.

قال لي إنه سعيد بأن يكون له حمو اسمه دونالد ترامب.

وبفضلك بابا صار يحبني أكثر.

ويقبلني دون سبب. ويحضنني. ويلاطفني. ويقول في حقي كلاما جميلا. كأننا تزوجنا للتو.

وقد وعدني بأنه لن يسهر بعد الآن خارج البيت.

ولن يغيب عني دقيقة.

لقد جننته يا دادي. وليس هو فحسب. بل كل عائلة كوشنر. وكل طائفته اليهودية.

إنهم ممتنون لك.

وهم الآن يشكرونك في صلواتهم. مستغربين. ومندهشين. من قرارك.

فلا أحد حقا كان يتوقع ذلك.

ومنذ أمس والاتصالات بجاريد لا تتوقف من أهله. وأصدقائه.

وحتى الحاخام في الكنيس اتصل مهنئا.

لقد كان هذا هو حلم جاريد.

كان يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد. وأن يربح المال. ويستثمر. ويشتغل مثلك في العقار. وأن يخلص إسرائيل من سكان غزة.

كي يعم السلام.

وكي تكون هذه الخطوة هي الكرزة اللذيذة في كعكة صفقة القرن.

وبجرة قلم حققت له حلمه.

حتى أني أصبحت أشك في جاريد يا دادي.

وأنه تزوجني ليتقرب إليك.

و أنه يحبك أكثر مني.

وأنه اتخذني مطية لتمنحه قطاع غزة.

كان هذا الموضوع يشغله دائما. ونحن نتعشى. وفي السرير.

و حتى في أحلامه.

كنتُ أسمعه دائما يردد في نومه شاطىء غزة. و يسأل أين وصل البناء.

كان دائما يضرب بقدميه أثناء نومه. فأظنه تعرض لتنمل. وأنه يعاني من تشنج. وفي الصباح أمنحه حبة منغنيز.

لكنه يسر لي أنه كان يركل الفلسطينيين في غزة.

ويهجرهم.

كي يخلو له الجو ويجلب السياح.

و أنه كل يوم يحلم بذلك. ويرى غزة خالية من سكانها. ومزدهرة. ومنتجعا سياحيا باسم العائلة.

آه دادي.

أنت أب رائع.

وكما تسيّرُ مشاريعك. تسير الدولة. والولايات المتحدة الأمريكية.

فقد كنتُ على يقين أنك أحمق. ومجنون.

وفي بعض اللحظات كنت أخاف منك. ومن أن تنقض علي.

لكني أحبك.

وأحب فيك أكثر تفضيلك للأسرة على أي شيء آخر.

وحتى جاريد يؤكد لي ذلك.

ويقول لي إن دادي يحبنا أكثر من أمريكا.

ومن الأمن.

ومن الاستقرار.

وبسبب حبه لنا قرر أن يمنحنا غزة

مهددا الأردن و مصر وكل من يعارض ذلك

مغامرا بمستقبله السياسي وبسمعته

مخططا لطرد مليوني مليوني فاسطيني من أرضهم

من أجل عينيك

ومن أجل ابتسامتك يا إيفا

ومن أجل سعادتك

و من أجلي أنا جاريد

وكل آل كوشنر وكل إسرائيل.