مراكش ـ بسمة رياضي (و م ع)
تحضر الممثلة والمخرجة الأمريكية، باتريشيا أركيت، في الدورة 21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المقامة حاليا بالمدينة الحمراء، تحت الرعاية للملك محمد السادس.
في هذا الحوار، تجيب أركيت عن أربعة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول نظرتها للمهرجان ودوره في دعم المواهب السينمائية عبر العالم، والمعايير التي تعتبرها ضرورية في الأفلام الناجحة، وكذا عن أبرز الأدوار الفنية التي لعبتها وأثرت فيها.
1- ما الذي حفزك على الانضمام إلى لجنة تحكيم مهرجان مراكش السينمائي الدولي لهذا العام؟
في الواقع، كانت صديقتي الممثلة الإيطالية، فاليريا جولينو، هي التي اقترحت علي الفكرة، ووافقت على الأمر منذ البداية. فأن أكون جزءا من لجنة التحكيم في مثل هذا الحدث الثقافي الهام الذي يسلط الضوء على أفلام من جميع أنحاء العالم، خاصة تلك التي ينتجها صانعو الأفلام الصاعدة، لهو فرصة في غاية الأهمية بالنسبة لي.
كنت آتي إلى المغرب عندما كنت طفلة. كما زرته كسائحة قبل عام. أنا معجبة جدا بهذا البلد وشعبه.
إلى جانب ذلك، فإن مهرجان مراكش هو ملتقى تجتمع فيه أصوات متنوعة، ولطالما كنت مهتمة بالترويج لوجهات نظر ومواهب جديدة. كما أنني أحب فكرة المساهمة في هذا الاحتفال بالسينما ودعم الفنانين الذين يروون قصصا أصيلة.
2ـ بصفتك عضوا في لجنة التحكيم، ما هي المعايير الأكثر أهمية بالنسبة لك عندما يتعلق الأمر باختيار الفيلم الذي يستحق الفوز بجائزة؟
لكي أحكم على فيلم ما، يجب أولا أن أشعر أو أتأثر بشيء ما، فالفيلم الجيد هو الفيلم الذي ينجح في التأثير على فكرك ويجعلك تطرح أسئلة.
بالنسبة لي، لا يجب أن يكون الفيلم معدا بشكل جيد من الناحية الفنية فحسب، بل يجب أن ينقل رسالة قوية وأصيلة.
وأنا شخصيا، أقدر الأفلام التي تتخطى حدود السرد القصصي، والتي تلامس المشاهد عاطفيا والتي لديها القدرة على إثارة التفكير. كما أن الأصالة وعمق الشخصية والتأثير الثقافي هي أيضا معايير أعتبرها أساسية عندما يتعلق الأمر بتمكين فيلم ما من الفوز بجائزة.
-3 من بين الأدوار التي أديتها خلال مسيرتك الفنية، هل هناك دور أثر فيك بشكل خاص أو غير نظرتك لمهنة التمثيل؟
كان لدوري في فيلم “بويهود” (صبا) تأثير عميق في نفسي، ليس فقط بفضل طريقة تصويره على مدار 12 سنة، ولكن أيضا بفضل الطريقة التي استكشف بها حياة الإنسان بشكل واقعي. لقد جعلني أدرك أن تأثير الشخصية يمكن أن يتغير بمرور الوقت، وأن جوهر الفن هو رصد التجربة الإنسانية بكل تعقيداتها.
لقد سمح لي هذا المشروع بالنظر إلى التمثيل من زاوية أعمق وأكثر استبطانا.
4ـ ما هو الدور الذي تعتقدين أن السينما يجب أن تضطلع به في المجتمع المعاصر، وكيف يمكن لحدث مثل مهرجان مراكش أن يساهم في ذلك؟
لطالما كان للسينما قوة مذهلة في تغيير المفاهيم وربطنا ببعضنا البعض. في المجتمع المعاصر، يجب أن تواصل دورها باعتبارها أداة للحوار والتفكير والتغيير. إن للأفلام القدرة على زيادة الوعي وتحدي المعايير الاجتماعية وإلهام التغيير الإيجابي.
وأرى أن مهرجان مراكش يضطلع بدور حاسم في توفير منصة لصانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم، لا سيما أولئك الذين ينتمون إلى مناطق غير ممثلة تمثيلا كافيا، مما يتيح تنوع الأصوات التي تثري المشهد السينمائي العالمي.