حميد زيد – كود//
أيتها الموريات.
أناشدكن أن تتوقفن عن تكبير أردافكن. إنها ليست لكن. هي أرداف الحياة.
أيتها الموريات.
هذا نداء لكن جميعا.
فالمغرب في حاجة إلى من يخفف عنه العبء.
لا إلى من يثقل عليه أكثر.
ويزيد عليه الضغط.
أيتها الموريات.
هذا عصر التخفف من كل ما هو ثقيل.
خاصة أننا مقبلون على تنظيم المونديال.
ومن غير المقبول أن نضيق على جمهور الكرة الذي سيأتي من كل أنحاء العالم بمؤخراتنا المصنوعة صنعا.
وبأردافنا المعززة.
فنحن المغاربة في حاجة إليكن كما أنتن. وعلى طبيعتكن. ودون نتوءات. ودون حاجة إلى استعمال اللحسة.
أيتها الموريات.
أظن أن أغلبكن سمعن عن تلك التيكتوكة التي تم إلقاء القبض عليها في إنزكان لأنها تبيعكن مستحضرات لتسمين عجيزاتكن.
فالقضية أصبحت ظاهرة مستفحلة.
وفيها خطر على صحتكن. وعلى الذوق العام. وعلى العيش المشترك.
وفيها خرق للقانون. ونصب. وبيع لأدوية دون ترخيص.
وفيها مغامرة.
فمن يضمن لكنّ أن لا تنفجرن.
من يضمن لكنّ أن تتوقف اللحسة عن أداء مفعولها. في الشارع. أو في الشاطىء. أو في الحمام.
ومن ينقذنكن حينها من الحرج. ومن الفضيحة.
ولنكن صرحاء أيتها الموريات.
من أجل أي هدف وأي غاية تمثلن بأردافكن التي خلقكن الله بها.
وهل من أجل نيل إعجاب الموري.
إنه لا يستحق أن تغامرن كل هذه المغامرة من أجله.
ولا أظن الموري متطلبا إلى هذا الحد.
لا أظنه يقبل هذه المبالغة في الأرداف.
لا أظن أنكن تتطرفن كل هذا التطرف من أجله.
وهل من أجل التباهي.
وهل من أجل إغاظة بعضكن البعض.
ولو كانت حياة سياسية في هذا البلد.
ولو كانت أحزاب مستقلة.
ولو كان مجتمع مدني حر.
ولو كان عندنا نقاش ديموقراطي. و إعلام عمومي منفتح.
ولو كان في المغرب مبدعون.
ولو كان في المغرب مثقفون ومفكرون.
ولو تواضع الفلاسفة ونزلوا من أبراجهم العاجية لتناولوا هذا هذا الموضوع.
و لحللوا هذا الهوس لدى الموريات بتكبير الأرداف.
لكن لا حياة لمن تنادي.
ويوما بعد يوم تكبر الأرداف. وتشغل حيزا أكبر في الفضاء العام.
وتسبب زحمة في التاكسيات الكبيرة.
وفي الأسواق.
معرقلة انسيابية المرور.
كما أنها تسبب هبوطا حادا في الذوق العام.
و تظهرنا كشعب لا يحب الرشاقة.
وضد القوام الجميل.
وقد تردّ مورية
وتقول إنها حرة في جسدها تتصرف فيها وتعدله وتزيد فيه كما تشاء.
لكن لا
أيتها الموريات
أردافكن ليست لكن
إنها قضية تهم كل الشعب المغربي
وتهم عيشنا المشترك في هذه الأرض المورية
وتهم كل المسؤولين
فأردافكن تعيق الرؤية في الفضاء العام
وتحجب النظر بوضوح إلى المستقبل
وتعرقل السير
وتتسبب في الحوادث.
أردافكن تشكل خطرا عليكن.
وقد تكون قاتلة
أردافكن لو نظرنا إليها بإمعان لاكتشفنا أنها دخيلة
وبلا رخصة
وبلا أوراق
أردفاكن شأن يهم كل المور
وليست حرية فردية
ولذلك يجب علينا أن نتناولها بكل الجدية اللازمة
وبكل الصرامة المطلوبة
قبل أن تتفشى
وتغطي على كل ما أنجزناه
رجالا
ونساء
في هذا البلد.