لم يسبق للمغرب أن أنزل يديه في بطولة العالم للعدو الريفي بالشكل الذي حدث في مدينة الأحد في مدينة بونتا أومبريا (جنوب إسبانيا)، ذلك أن المغرب الذي اعتاد الصعود إلى البوديوم على الصعيدين الفردي والجماعي، ما جعل منه يتحول من بلد مشهور في العدو الريفي وأحد أكبر المنافسين لكينيا وإثيوبيا إلى نكرة، بسبب تواضع نتائجه، وفشل سياسة الرئيس الحالي للجامعة عبد السلام أحيزون الذي اشترى صمت المنابر الإعلامية بالإشهار، إذ أنه يستغل منصبه على رأس شركة اتصالات المغرب ليقي نفسه وجامعته ضربات الإعلاميين الذين كانوا يوجهون سهام نقدهم كلما رأوا أن ألعاب القوى الوطنية في خطر. ذلك أنه يخير مديري الصحف بين قول العام زين والإشهار، وقول الحقيقة ومواجهة الحصار.
لهذا سافر المنتخب الوطني للعدو الريفي دون أن يحتج أحد على طريقة التحضير والاختيار، والإقصاء الممنهج للأبطال في ظل تسلط أحيزون الذي فتح الباب على مصراعيه للانتهازيين.
واشترى أحيزون صمت المسؤولين عن الأندية والعصب بالمال، إذ أنه سن سياسة توزيع المنح، ما جعل الأندية التي عانت الفقر والتهميش تبارك كل خطوات عبد السلام، خوفا من من ضياع المنح.
وقد كان الحضور المغربي باهتا باحتلاله مراتب متواضعة وغيابه للسنة الرابعة على التوالي عن منصة التتويج، رغم مشاركتها في المسابقات الأربع المبرمجة في الدورة (الشباب والشابات والكبار والكبيرات).
ففي سباق الكبار (12 كلم) احتل المنتخب المغربي،   المركز 13 برصيد 230 نقطة، إذ احتل عداؤوه مراتب متواضعة، وهم عادل راشد (38) وأنس السلموني (51) وعبد الله تاغرافت (65) وعبد الهادي مواعزيز (76)، فيما انسحب من السباق حفيظ الشاني وناجم القاضي (بطل المغرب). وكان فريق الكبار قد احتل العام الماضي المركز الرابع برصيد 89 نقطة خلف منتخبات كينيا (20 ن) وإرتيريا (46 ن) وإثيوبيا (69 ن). وحل أول عداء مغربي في دورة السنة الماضية، وهو شكير بوجطاوي، الموقوف حاليا بسسب تعاطيه للمنشطات، في المركز 12.
من جهته، احتل المنتخب المغربي للكبيرات (8 كلم) المرتبة 11 في السباق الذي توج بلقبه المنتخب الكيني، فيما فازت إثيوبيا بالميدالية الفضية (29 ن) والولايات المتحدة بالميدالية البرونزية (57 ن).
وكان الفريق المغربي قد احتل العام الماضي الرتبة الرابعة حسب الفرق برصيد 127 نقطة وراء منتخبات كينيا (14 ن) وإثيوبيا (22 ن) والولايات المتحدة (76 ن).
وحلت أول مغربية، وهي رقية مقيم في المرتبة 36، فيما احتلت العداءات الأخريات المراتب 47 (بشرى السهلي) و49 (بشرى الشعبي) و81 (حنان أوحدو)، فيما لم تكمل ابتسام لخواض السباق. ويبقى أفضل إنجاز لألعاب القوى المغربية في دورة بونتا أومبريا احتلال منتخب الشباب المركز الخامس، وهو المركز نفسه الذي احتله العام الماضي. فقد حل فريق الشباب في المركز الخامس برصيد 106 نقاط وراء منتخبات كينيا (20 ن)، وإثيوبيا 24 ن)، وأوغندا (50 ن)، وإرتيريا (65 ن).
وحل العداؤون المغاربة في المراكز 18 (سفيان بوقنطار) و23 (عبد المجيد الحيسوف) و27 (عثمان الكومري) و38 (عبد الهايد العبالي)، فيما لم يكمل السباق العداءان جواد شملال وهشام السغيني، الفائز ببرونزية 3000م في الألعاب الأولمبية الأولى للشباب التي أقيمت الصيف الماضي في سانغفورة.
أما منتخب الشابات الذي لم يشارك في دورة السنة الماضية فقد اكتفى بالمركز الثامن برصيد 146 نقطة.
وكانت أول مغربية تجتاز خط الوصول، وهي فدوى سيدي مدان، وحلت في المركز 31، بينما حلت العداءات الأخريات في المراكز 35 (أمينة الطاهري) و38 (حنان قلوج بطلة المغرب) و42 (حياة العلاوي) و63 (سكينة أتانان) و78 (أحلام زينادي).
وكان آخر تتويج لألعاب القوى المغربية في دورة مومباسا (كينيا) عام 2007 حيث كان قد فاز بميدالية فضية وأخرى برونزية في سباقي الكبار والكبيرات حسب الفرق. أما آخر عهد للمغرب مع منصة التتويج على الصعيد الفردي فيعود إلى دورة فوكوكا (اليابان) عام 2006 عندما أحرز بطل العالم السابق لفئة الشباب في 1500م ووصيف بطل العام في السباق ذاته في مونديال هلسنكي 2005، عادل الكوش، الميدالية البرونزية في سباق العدو القصير (4 كلم)