حميد زيد – كود//
منذ مدة وأحمد حسين الشرع يمشط شعر الجولاني.
وعندما تشعث لحية الجولاني يشذب الشرع أطرافها.
وهو الذي يهدىء من روعه.
وهو الذي يهندمه كي يبدو أنيقا.
وهو الذي يلمعه.
وهو الذي يقدمه لوسائل الإعلام.
وهو الذي يلكزه كي لا ينفجر.
وهو الذي ينظفه.
وهو الذي يحممه ويزيل عنه أوساخ وغبار سنوات الإرهاب.
وهو الذي يفتش جيوبه ويفرغها من أي سكين. ومن أي عبوة ناسفة.
وهو الذي يحذره من أضرار شد الحزام الناسف على البطن. وعلى الخصوبة.
وهو الذي يقرأ الكتب بدله.
وهو الذي يظهر بمظهر المثقف.
وهو الذي يحاول أن يصوره كشخص هادىء وحكيم.
وكلما فكر الجولاني في قتل الكفار نهره الشرع.
و كلما حن إلى الدولة الإسلامية. وإلى القاعدة. وإلى جبهة النصرة. وإلى تلك الأيام الجميلة في العراق. حين كان هذا السوري يحارب الروافض. أغراه الشرع بياسمين دمشق. وقرأ عليه شعر نزار قباني.
وبعد أن كان الجولاني يتوفر على لباس واحد. ومتقشف. اشترى له الشرع بذلات أنيقة من سوق واقف في قطر. وأحذية كلاسيك وموكاسان من مولات إسطنبول. وعطورا من واشنطن.
وكلما قطب الجولاني جبينه.
وكلما عبس.
داعبه الشرع تحت إبطه. وأضحكه. كي لا يستشهد.
وكي لا يقطع رأس أحد.
وكي لا يصور أي عملية إعدام ويرسلها إلى قناته المفضلة.
و كلما رأى الجولاني درزيا. أو مسيحية متوجهة إلى الكنيسة. أو كرديا يتكلم لغته. ألهاه قرينه الشرع بالدولة السورية. وبالمستقبل.
ونصحه بالتريث.
وحين يعطش الجولاني ويريد دما. يعصر له الشرع رمانة.
وحين يريد أسرى يقول له ليس الآن.
الكل ينظر إلينا يقول له الشرع.
الكل يراقبنا.
وعليك أن تتظاهر بأنك ضد نفسك.
وعليك أن تتركني أتصرف.
عليك أن تتراجع إلى الخلف. يقول الشرع للجولاني.
و يكتب الشرع للجولاني في سبورة كلمة ديمقراطية لكنه يعجز عن نطقها.
ويرددها أمامه.
ويأتي له بمعلمين من الولايات المتحدة.
لكن الجولاني يفشل في نطق كلمة ديمقراطية بشكل سليم.
و تتسبب له في هرش.
وتجعله لا يكف عن حك جلده.
ثم يكتب له كلمات مثل حرية. ودولة مدنية. واختلاف. وأقليات.
فكيفهر الجولاني. و يتشهى الإيزيديين في العراق.
ويبحث عنهم.
فينظم له الشرع دورات تكوينية.
ويكتب عنه في فضائية الجزيرة.
ويكيل له المديح.
وتتحدث عنه أمريكا بشكل إيجابي. وتفكره جادة في تبييض صفحته. وفي الشطب على اسمه هيئته من لائحة الإرهاب.
ويقرأ له شعرا صوفيا. وموشحات أندلسية.
ويسمعه قدودا حلبية.
فيهدأ الجولاني قليلا.
لكنه سرعان ما يحن إلى اسمه.
ثائرا ضد أناه الآخر
طاعنا قرينه الشرع.
قالبا الطاولة على كل الذين صنعوه
و زينوه.
و وضعوا له الفيلتر.
كي يبدو جميلا. ولطيفا. ومسالما. وكول.
و مؤهلا
لحكم شعب منفتح وذي حضارة عريقة.