كود : يونس أفطيط//

كيف حال معزتي المسكينة الآن؟، إنها معتقلة منذ الفجر، فرقة وطنية لإعتقال مناضلي المعز والابقار والخرفان حلت بمنزلي وإقتادت المعزة في جنح الظلام، وبكل ظلم وديكتاتورية، إعتقلوها دون تلاوة حقوقها عليها، وكبلوها من قرنيها، وإقتادوها معصوبة العينين.

إنها تتعرض للتعذيب الآن بلا شك، ويضع المحقق الاعشاب بعيدا عنها ويربطها ويترك المسافة بينها وبين الاعشاب بضع سنتيمات فقط لتصلها، وتحاول جاهدة أن تصل لكنها لا تقوى بسب وثاقها، ويطالبها بالاعتراف إن أرادت أن يفك الحبل، لكنها ترفض الامر، معزتي مناضلة، وتأبى أن تنصاع لمحقق ظالم يعذبها اشد التعذيب.

أبرقوا لبوش الجميل سفير أمريكا، أخبروه عن معزتي، وعن المعاناة، وقولوا له أن معزتي واحدة من ضحايا الاعتقال الجماعي الاعمى الذي نفذته سلطات القنيطرة، أخبروه أن المغرب اليوم أصبح مجرد آلة لتنفيذ الاعتقالات، والعنصرية اتجاه الاقليات الحيوانية.

13321895_1310054669019806_754142310608448766_n

ومعزتي معتقلة وأنا لا أستطيع النوم، ومثلي هناك الالاف إعتقلت معزتهم أو بقرتهم أو خروفهم المناضل، وصدقوني حين أخبركم أن معزتي والمعتقلين معها مناضلين، والرباح ووالي القنيطرة يرون الامر على أنه مؤامرة ضدهم، تريد أن تفتك بمناصبهم وتصيبهم بغضبة ملكية، وتقول تقارير المخابرات التي أنجزت ضد معزتي، أنها كانت ورفاقها في حركة “مدينة بلا أعشاب ولا أشجار” تقوم بقضم ومضغ وهضم جميع الورود والاعشاب والنباتات التي تزرع مع قرب الزيارات الملكية، وتأكلها وتهضمها بسرعة، محاولة كشف مخططهم للكذب على الملك، وكلما مر أعوان البلدية وزرعوا مرت الاغنام وحصدت.

وهذه هي التهمة، إتلاف الممتلكات العامة، وهي تهمة ثقيلة، والقاضي أعمى يا سيدي السفير، وأنا أحذرك أن المغرب سيقدم على أكبر عملية لسفك الدماء، وسيقود عملية ذبح جماعي، فإعتبرني مصدرا موثوقا وسجلها الآن في تقرير حقوق الانسان بالمغرب لسنة 2016، وأخبر العالم أن المغرب قاتل وسفاك وسفاح، وأخبرهم أن معزتي المناضلة ذبحت، وأن السلطات تنام هانئة وهي تزرع الورود الآن، والرباح لا يخاف بعد الآن من معزتي التي كانت تنطحه في أحلامه، ولم يعد لي من منقذ غير أمريكا، هي من ستساندني، وستواسيني، وستأتي ذات يوم بجيشها العرمرم لتحررني، وتعتقني من أيد الظلم والقتل الذي حل بمعزتي، وستجعل المغرب جنة مثل العراق، وستقضي على الدمار الشامل، وسيخرج السفير بوش ويبشرنا بفجر جديد.

وستعود معزتي للرعي، ولن يكون هناك أي شخص لإعتقالها، لأن الجميع ماتوا، وبقيت معزتي المناضلة وحيدة، تأكل حشائش الارض، وأمريكا ترقص فرحا، لإنجازها العظيم بتحرير معزتي، من يد البطش والظلم، ولم يعد هناك في المغرب من يذبح المعزة ولا من يعتقلها، وفجأة تموت المعزة لوحدها، ودون أن يكون هناك أحد في المغرب أصلا ليقتلها، ويحضر الخبراء ليعرفوا من قام بهذا التفجير الارهابي في حق معزتي، وتخبر الامم المتحدة العالم أن معزتي قتلت بتفجير إرهابي إستهدف رمز النضال العالمي، لكن أمريكا والعالم متأكدون جيدا أن معزتي قتلها لغم زرعته أمريكا في ارضنا قبل غزوها بسنين.