نظام العسكر يبتز “جون أفريك” والصحافي ديالها: إلى بغا يدخل للدزاير خاصها تبدل مواقفها ولا يمشي هو من المجلة
حميد زيد – كود//
إذا كنت تملك حديقة في بيتك فلا تنشر صورها في الفيسبوك
ولا تتباه.
ولا تخبرنا بأنك تتنسم الهواء النقي فيها. ولا تجلس على كرسي هزاز. ولا تؤرجح صغارك في الأرجوحة. ولا ترو الأزهار.
ولا تقطفها.
ولا تشم عطرها.
فغيرك ليست له مثل حديقتك.
وقد تؤذيه بصورك. وقد تستفزه بسلوكك. فيخرق الحظر. ويخرج.
وهذا لا يعني ألا تجلس في حديقتك. وألا تمتع بها. وألا تبدد وقتك كما تشاء.
لكن رجاء بغير صور.
وإذا كانت لك شرفة. فغيرك لا يملكها.
وإذا كان لك في شرفتك أصيص حبق أو غنباز. فغيرك ليست له أي نبتة.
طلّ.
طل من شرفتك، وانظر إلى الخارج. وتنشق الحياة.
فلا يمنعك القانون من ذلك.
لكن فكر في من يعيش في بيت لا شرفة فيه.
ولا كوة.
وإذا كانت لك ثلاث غرف أو أكثر أو أقل في شقتك.
وإذا كان لك صالون.
وغرفة نوم. وفي غرفة النوم حمام.
فلا تزعزع عقيدة من يطبق الحجر الصحي. ولا تتجول فيها. ولا تفرجنا عليها.
فهناك من ليست له إلا غرفة واحدة. وفيها يتكدس هو وزوجته وأولاده.
وإذا كان لك مرحاض. فتذكر من ليس له. ومن يضطر إلى الخروج ليقتسمه مع الجيران.
ومن ينتظر دوره كي يقضي حاجته.
وإذا كانت أشعة الشمس تتسلل إلى بيتك من النوافذ.
وإذا كانت لك تهوية.
فكر في أولئك الذين يتزاحمون الآن. ويواجهون والعرق ورائحة المرق.
فكر في من يستجيرون من كورونا بالصنان.
فكر في من ليست له غرفة.
وإذا كان له ويفي فتذكر من لا يتوفر عليه.
ومن يقضي نهاره وليله دون فيسبوك ودون يوتوب .
وإذا كانت لك قنينة واحدة فلا تفتحها أمام العطشان.
فسببك سيهرش جلده.
وقد يخرج للبحث عنها.
وإذا كانت لك سلطة أيها القائد.
وإذا كانت لك يد لتصفع بها
وإذا كانت لك قدم لتركل بها
ففكر في كل هذا
فكر في أن بعض الناس يخرجون لأنهم لم يتعودوا على الدخول دفعة واحدة.
ولأنهم يتناوبون على الغرفة.
فكر في يدك الأشد فتكا بكرامة المغربي من أي فيروس قاتل.
فكر في وضع شعب لم يعد له أي رد فعل وهو يتعرض للركل.
فكر في أي مواطن نريد.
فكر في ما وصلنا إليه.
فكر في قيمة الحياة بعد ركلتك. فكر في الألم. فكر في جدوى النجاة وأنت مصفوع.
وإذا كان لك سكر
وإذا كان لك زيت وأرز وعدس
وإذا كان لك مال قليل زائد
فساعد به من هو محتاج.
امنحه لمن ليس له أي شيء.