حميد زيد – كود/

اتّهمْهُ.

شوّهْ سمعته.

سُبّهُ. واشتمْهُ. وعيّرْهُ. وقُدْ حملة شعواء ضده.

سخّرْ الإعلام لينال منه.

أنفقْ على خسارته في الانتخابات.

فرمله.

ضعْ العراقيل أمامه.

ابن برنامجك على معارضته. وعلى نقيضه.

ضع نفسك بديلا له.

حذّّرْ منه المغاربة. تحالف. ووقع البيانات ضده.

حاربْهُ.

احضن خصمك السياسي لكي يساعدك على القضاء عليه.

جرّب كل الأسلحة.

قاطعه.

تحدثْ عنه كثيرا. تآمرْ وحرّض عليه.

صرْ مهووسا به. و بمحاربته. وبالوقوف في وجهه.

واعتبرْ ذلك مهمة مقدسة. ونفذْها على أحسن وجه.

بالغْ في الإساءة إليه. وروج الشائعات عنه. واستعمل كل الأساليب الدنيئة.

روّجْ عنه الكلام غير الصحيح.

روّج عنه الأكاذيب. وشكك فيه. وركّزْ عليه. وعلى ثروته.

انشغل بهْ.

أقسمْ بأغلظ الأيمان أنك لن تكون في أي تحالف معه.

وأنك لن تشتغل معه.

ولا عنده.

ولن تجلس إليه. ولن تتعامل معه.

اكذبْ. ناورْ. تناقضْ. احفُرْ له الحفر كي يقع فيها.

ضع المطبات في طريقه.

تخصص فيه. اقبلْ أن تكون مهمتك في الحياة هي الحؤول دون احتلاله المرتبة الأولى في الانتخابات.

وفي الأخير

اركضْ نحوه قبل أن يصل إليه غيرك.

هرولْ إليه.

وصالحه. وابتسم له. واضحك له ضحكتك الصفراء.

وصفه بالسيد الرئيس.

وتربص به في الحكومة.

وأعدَّ له تصريحا يليق بالمناسبة.

و اطو الصفحة.

وانس كل ما قلته فيه.

هكذا

هكذا

وحينها سوف يتخلى عزيز أخنوش عن كل حلفائه.

وسيختارك أنت دون غيرك.

ولن يكتفي بذلك

بل سيأخذ بيدك وسيرفعها عاليا من أجل التقاط الصورة.

و سيكافئك على كل إساءاتك له.

كأن لا شيء وقع.

و كأن لا شيء يمكن أن نأخذه على محمل الجد في هذا البلد.

ولا التحالف

ولا الخصومة

وكأن لا شيء مما يحدث حقيقي في المغرب

ولا الصراع

ولا المنافسة

ولا أحزاب تتنافس فيما بينها

وما يبدو أقرب إلى الواقع أننا جميعا حزب واحد.

وما هذه الأحزاب الكثيرة إلا تنويعات عليه.

وما هذه الأسماء المختلفة والعناوين إلا اسما وعنوانا واحد.

وكل ما يقع في المغرب ليس إلا تمثيلا في تمثيل.

من أجل التنويع.

ومن أجل تزجية الوقت.

كي لا يشعر المغربي بالضجر. و باليأس.

وكي يكون لنا عرسنا الديمقراطي.

وما يبدو صراعا في الظاهر

وما يبدو عداء

وما يبدو تنافسا بين البرامج والأفكار

هو في الحقيقة حب يجمع بين كل الفرقاء

وبين كل الأحزاب المغربية.