الرئيسية > آراء > ما الذي يزعجكم أيها الشعراء في أن تكون سميرة فرجي سيدة للشعر العربي! فحول قصيدة النثر يهاجمون شاعرة عمودية ويوقعون على عريضة لسحب اللقب منها
06/03/2019 18:00 آراء

ما الذي يزعجكم أيها الشعراء في أن تكون سميرة فرجي سيدة للشعر العربي! فحول قصيدة النثر يهاجمون شاعرة عمودية ويوقعون على عريضة لسحب اللقب منها

ما الذي يزعجكم أيها الشعراء في أن تكون سميرة فرجي سيدة للشعر العربي! فحول قصيدة النثر يهاجمون شاعرة عمودية ويوقعون على عريضة لسحب اللقب منها

حميد زيد – كود//

ما الذي يزعجكم أيها الشعراء في أن تكون سميرة فرجي سيدة الشعر العربي.

ما الذي يزعجكم في أن تكون أميرته.

أو أن يضعوا تاجا فوق رأسها. أو يلقبوها بالملكة. أو الامبراطورة. أو أن يحملوها في هودج. أو أن يجلسوها على العرش.

وحسب ما قرأت. وما اطلعت عليه. فهي تكتب العمودي. وقصائدها تقليدية. ولها أغراض. وتوجه رسائل إلى الأمم المتحدة. وإلى رئيس الحكومة. وتكتب عن الصحراء.

أما الذين احتفوا بها فلا يؤمنون بوجود شعر إلا هذا الشعر.

وهذا هو عالمهم.

وهذه هي ثقافتهم.

وفيها هذا النوع من الألقاب. وأن يكون لهم سيد. وأمير. وملك.

حتى أن البعض شرع يكتب العرائض. ويدعو الكتاب إلى التوقيع عليها. كي يسحب منها اللقب.

وقريبا سنسمع عن مظاهرة. وعن اعتصام. وعن إضراب للشعراء.

وعن تعنيف للشعر.

لكن لماذا.

حقا. حقا. ما الذي يزعجكم في هذا الأمر.

بينما أغلبكم اختار قصيدة النثر. ويقول إنه حداثي.

وبينما قصيدة النثر ترفض هذا النوع من الألقاب. ولا تليق بها. وباختياراتها. وبجماليتها. وبعوالمها.

ولا يمكن لشاعر قصيدة نثر. ومهما كان كبيرا. أن يقبل لقبا كهذا.

وهل ترغبون في أن يكون أمير لقصيدة النثر. وسيد لها. نبجله. ونوقره. ونمنحه السلطة.

ومنا أمير ومنكم أميرة.

هل هذا ما ترغبون فيه.

وهل تنافسونها. وترفضون التقليد. والألقاب. والاجترار. والمحافظة. وتستكثرون عليها أن تكون سيدة. وبالمقابل تريدون اللقب.

ثم أين شعاراتكم أيها المجددون. أين اللعنة التي تتحدثون عنها. أين مجانية قصيدة النثر.

أين تفجيركم للغة. أين خرقها.

وهل تقبلون أن يكرمكم عباس الجيراري.

وهل ترضون أن يتحدث عبد الحق المريني عن “قرطاسكم وقلمكم”.

وأن يكون لكم سيد. وأن يمنح اللقب.

وهل يليق بكم أن تشاركوا في مسابقة”أمير الشعراء”. وأن تتنافسوا على المليون درهم إماراتي.

وصراحة لم أعرف ما الذي يزعجكم.

وهل لأنها غير معروفة.

وهل لأنها منسجمة مع نفسها. ومع لغتها. ومع محافظتها الشعرية.

وهل لأن الذين كرموها واحتفوا بها رسميون ويشتغلون في القصر. ومعهم وزير الثقافة.

وهل ترغبون أنتم أيضا في أن يعترف بكم القصر. ويرسل مستشارا له ليختار منكم سيدا.

وشاعر قصيدة نثر فحلا.

ولو حدث ذلك. ففيه إساءة إليكم. وإلى الشعر الحديث. وفيه احتواء وتدجين للإبداع. واستدراج للشاعر كي يصبح خاضعا للسلطة.

أي سلطة.

لكن يبدو. ومن غضبكم. ومن استنكاركم. أن لعابكم يسيل.

وتطمعون في الحرية.

وفي اعتراف السلطة في الآن نفسه.

وإلا ما الذي يزعجكم حقيقة.

وقد نستغرب من شهادة عبد الرحمن طنكول عن”سيدة الشعر العربي”.

ومن حساسيته الكامنة. ومن ذوقه الطارىء.

وقد نتساءل ماذا يفعل وزير الثقافة وسط هذا الجمع.

وهل هذا التتويج باللقب رسمي. أم أنه مبادرة خاصة. لا دخل لأحد فيها.

ومن حق أصحابها أن يختاروا الألقاب التي تحلو لهم.

ويكرموا من يشاؤون.

وأن يكون لهم ذوقهم الشعري الخاص.

أما إذا كان هذا اللقب خطيرا إلى هذا الحد. وفضيحة. فما عليكم إلا أن تتوجوا الشاعر الذي يستحق.

ولقبوه بالشاعر الكوني. أو بأي شيء.

واحتفوا به. وألفوا حوله كتابا جماعيا.

أما إذا كنتم تلومون عباس الجراري. فهذا هو ذوقه. وتلك هي ثقافته. وتربيته الأدبية.

وأما لأنها امرأة.

فهذا يدل على أن كل الذي يهاجمونها لهم دماغ عمودي.

ومشطور.

وما الحداثة. وما قصيدة النثر. وما التجديد. سوى شعارات. بينما المواقف. والنظرة إلى العالم. وإلى الأشياء. مقفاة. وغارقة في التقليد. وفي نفي الآخر.

وكما كان يعاني الشعر الجديد في الماضي.

وكما كان يهاجم أصحابه ويخونون من طرف الشعراء العموديين.

ومن طرف سلطتهم الثقافية.

هاهو نفس الأمر يتكرر اليوم.

لكن بالمقلوب.

ومن كان محاربا أمس. ومرفوضا. ومستهجنا. ويعتبر دخيلا. وغير أصيل. وعميلا. لا يجد حرجا اليوم في ممارسة نفس الإقصاء.

ولا حل لهذه الأزمة

إلا أن يختار الغاضبون سيدا لهم

ويكتبوا الشعر الوطني. والقومي. ويرسلوا الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة. كما تفعل الشاعرة سميرة فرجي

ويعودوا إلى جادة الصواب. وإلى التقليد. وإلى البحور. وحينها سيكون من حقهم أن يحتجوا.

وأن يرفضوا تنصيب هذه الشاعرة سيدة للشعر. لأن شاعرا عموديا أفضل منها هو من يستحق اللقب.

وقد يكون هذا الشاعر العمودي موجودا.

وقد يكون حيا يرزق.

وهو الوحيد الذي من حقه أن يغضب ويحتج على عباس الجيراري وعلى عبد الرحمن طنكول.

وعلى حضور وزير الثقافة.

أما الشعر الذي يكتب اليوم فلا سيد له. ولا سيدة.

إلا الفراغ.

وعالمه مفارق لعالم الشاعرة صاحبة اللقب.

ولا نزاع بينهما. ولا منافسة.

وكل شاعر في هذا الوقت هو سيد نفسه. وضحيتها. وعدوها. ولا يعرف ماذا يقع في العالم.

ولا يقين له.

ولا يدري ما مصير الشعر.

وهل ستكتبه الخوارزميات في المستقبل. وهل سيظهر رامبو الذكاء الاصطناعي.

وأحاول أن أفهم ما الذي يزعجكم الشعراء

لكني أعجز.

وأتساءل هل أنتم جادون.

ولا جواب لي.

وأشارككم هذا الترف. وأتمتع.

موضوعات أخرى

29/03/2024 00:00

نقابة الصحافة زادت دروس أخرى على دروس “الهاكا” فقضية فبركة جريمة شفرة على المباشر.. كنبهو للانزلاقات الكثيرة لي كتوقع فعمل بعض الإذاعات الخاصة ويجب إعادة النظر فالقانون المنظم للقطاع السمعي البصري

28/03/2024 23:30

جثة مجهولة كلاوها الكلاب فالطريق بين العيون وفم الواد دارت استنفار فالجوندارم

28/03/2024 23:00

الفيفا طالبو الصبليون يوضحو لهم تهم الفساد المالي الموجهة للرئيس السابق روبياليس وللمعتقلين فالقضية