الرئيسية > آراء > ما اسم الغدة التي تفرز هرمون الوطنية؟!. غريبة الوطنية حقا… وغريبة حرارتها التي تسري في الجسد
20/11/2020 17:00 آراء

ما اسم الغدة التي تفرز هرمون الوطنية؟!. غريبة الوطنية حقا… وغريبة حرارتها التي تسري في الجسد

ما اسم الغدة التي تفرز هرمون الوطنية؟!. غريبة الوطنية حقا… وغريبة حرارتها التي تسري في الجسد

حميد زيد-كود//

غريبة الوطنية حقا… وغريبة حرارتها التي تسري في الجسد

ما اسمها؟

ما اسم الغدة التي تفرز هرمون الوطنية؟

وأين توجد؟

في أي موضع من جسم الإنسان توجد هذه الغدة.

وما صدرها؟ ما مصدر الوطنية؟

فهناك من وطنيته فائضة. وهناك من وطنتيه عاقلة. وهناك من وطنيته زائدة. عن الحد. وهناك من يظن أنه أكثر وطنية من الجميع. وهناك من يزايد على الآخرين بوطنيته. وهناك من يعاني من نقص حاد في الوطنية. وهناك من لا يتوفر عليها. ويسمى علميا بمنعدم الوطنية. ومن من خصائصه أنه يلجأ إلى العدو. وهناك من وطنيته متحفظة. وهناك من يضغط عليها كي لا تظهر. وهناك من يقمعها كي لا يتماهى مع النظام. وهناك من يكبتها لأنه أممي. و ووطنه كل العالم. وهناك من تخجله وطنيته. وهناك من يتاجر بها. وهناك من يشهرها أمام الجميع. وهناك من يزينها. وهناك من ينفرك منها. وهناك من يبيعها بثمن بخس. وهناك من يستثمر فيها. وهناك من يربطها بالراتب. وبالحصول على منصب شغل. وبمجرد أن يفقده. تنعدم وطنيته. وهناك من تزداد وطنيته حين يغادر المغرب. فيحن إليه. ويغير رأيه. ويبدو له جميلا. بعد أن كان قد فر منه. ومِنْ قسوة الوطن عليه.

فيظهر له الوطن. وهو بعيد عنه. في قصعة كسكس. وفي الحريرة. وفي أغنية شعبية. وفي ألعاب الطفولة.

وفي الصور القديمة. وفي الزليج. وفي براد الشاي. وفي المرق.

وفي المدرسة. وفي رجل الأمن. وفي المسلسلات التافهة. وفي التراب. وفي كل شيء.

يظهر الوطن كاملا في الصحراء.

يظهر جليا.

لكن ما اسمها؟ ما اسم هذه الغدة؟

ما اسم هذه الغدة التي تفرز هرمون حب الوطن والغيرة عليه والاستعداد لحمل السلاع من أجل الدفاع عنه.

ومن أين تأتي هذه الحرارة؟

من أين تأتي هذه الاندفاعة. وهذا الغضب. وهذه الغيرة. وهذا الحماس؟

وما سبب هذه الحالة التي أصابت المغاربة هذه الأيام.

من يتحكم في هذا الشعور العجيب. وهل هو طبيعي. أم مكتسب؟

ففي نفس اللحظة.

وبمجرد أن تم الإعلان عن تأمين الجيش لمعبر الكركرات ظهرت على معظم المغاربة نزعة وطنية بنسب متفاوتة.

وهناك من غرق في وطنيته.

وهناك من أبدى حكمة عجيبة كي لا يقدم أي خدمة مجانية للنظام.

وهناك من كتم وطنيته.

وهناك من أطلق لها العنان.

وهناك من أبدى شوفينية مغربية. وهناك قلة التزمت بالحياد. كأنها قبعات زرق.

وكأنها من بلاد أخرى.

وهناك من أبدى استعادا لحمل السلاح. وهناك من قام بالتعبئة. وهناك من أخذ على عاتقه مهمة القبض على الخونة في الفيسبوك. وهناك من لعب دور المحفز. وهناك من شرع في شحذ الهمم. وهناك من أخذ يغني.

وهناك من تلفع بالعلم الوطني.

وهناك من رد على الخصوم.

وهناك من سخر منهم.

وهناك من ترك كل خلافاته مع النظام ليتفرغ لحب الوطن.

وهناك من قال هذا ليس وقت المعارضة.

ما اسمها؟ ما اسم هذه الغدة التي تفرز هرمون حب الوطن بنسب متفاوتة.

فعجيب أمرها حقا. عجيب أمر الوطنية هذه. عجيب هذا الإحساس بها.

وحتى الذي يرفض أن يستسلم لها تغلبه وطنيته.

وحتى الذي لا يعترف بها يجد نفسه خاضعا لسيطرتها عليه.

وحتى الذي يتكتم عليها تفضحه وطنيته.

لأنها على ما يبدو كامنة.

ولأنها عميقة.

ولا شك أن لها هرمونا خاص بها. ولا شك أن غدة هي التي تفرزها.  وتكون في الطفل. وفي المرأة.وفي الرجل. وفي الرحم. وفي باطن كل واحد منا.

على عكس الهرمونات الأخرى.

ويرتفع هرمونها في مباريات المنتخب. وفي النشيد الوطني.

وفي الفوز بالميداليات.

وفي التفوق الرياضي. وفي التتويج بالجوائز. وفي التهديدات. وفي النزاعات.

وفي الحدود.

ويرتفع في الدفاع عن الانتماء.

وفي الافتخار.

وفي الضربة القاضية في الملاكمة. وفي كل الإنجازات. وفي صد الهجوم.

وفي الهدف المسجل.

وتنمو في المدرسة. وتنمو في الحرية. وتنمو في النمو. وفي التقدم.  وتنمو أكثر  كلما كان المواطن حرا وكريما.

وتظهر واضحة كلما كان الفرد متمتعا بحقوقه.

تظهر الوطنية جميلة كلما كان المواطنون يشعرون بانتمائهم دون وصاية. ودون ضغط. ودون قمع.

تظهر صادقة حين لا تكون مفروضة.

وحين لا تكون إلزامية. ومستهلكة بالشعارات. وبنشرات الأخبار.

حينما لا تكون واجبا يوميا. وقمعا يوميا.

وكلما لم يفرض على المواطنين أن يكونوا وطنيين بالقوة.

وبالسجن.

وبالحد من الحرية.

وكلما لم يفرض عليهم أن يتغنوا بالوطن. وأن يحتفلوا به كل يوم. وأن يكونوا كل يوم على أهبة الاستعداد للدفاع عنه.

وقد برزت الوطنية حين تأمين معبر الكركرات.

برزت بقوة.

برزت بشكل مثير للاهتمام.

برزت كحالة أصابت المغاربة.

فما اسمها؟ ما اسم هذه الغدة التي تفرز الوطنية.

وهناك أشخاص عذبتهم السلطة. وهناك من سجنتهم. وهناك أشخاص تعرضوا للظلم. لكن الوطن كان  بالنسبة إليهم دائما خط أحمر.

الوطن فوق الجميع. وفوق كل الحسابات.

الوطن كما تقول العبارة المسكوكة. الوطن في القلب. الوطن “نفديه بدمنا”.

الوطن فوق كل شيء.

وينفقون عليه بلا مقابل.

ويضحون بحياتهم وبحريتهم دفاعا عنه.

غريبة.

غريبة الوطنية حقا.

وكيف تجيء. وكيف تنتاب المواطن. وكي تختفي. وكيف تظهر. وما الذي يثيرها. وما الذي يجعلها تذبل. وما الذي يحركها. وما الذي يشعلها.

ويكون المواطن متذمرا.

يكون كافرا بوطنه.

يكون الوطن قاسيا على المواطن.

وفجأة يتحول إلى شخص آخر. وينسى القسوة. وينسى كل شيء. وينخرط في هذه الحالة العجيبة التي انتابت معظم المغاربة.

عجيب حقا.

عجيب هذا الشعور العام. وهذه الحرارة. التي تسري في الجسد.

فما اسمها؟

ما اسم هذه الغدة التي تفرز هرمون الوطنية؟

موضوعات أخرى

24/04/2024 13:50

كفالة الأطفال المهملين.. توصيات جاية فالطريق للحفاظ على كرامتهم وإنسانيتهم مع الدعوة لتعديل القانون الخاص بهم

24/04/2024 13:30

الخارجية البريطانية: وضع الصحرا غير محدد وما كنعتابروش النشاط التجاري فالصحرا غير قانوني

24/04/2024 13:00

گوتيريش غادي يتلاقى اليوم رئيس مجلس حقوق الإنسان الممثل الدائم للمملكة المغربية فجنيف عمر زنيبر

24/04/2024 12:30

البام مربحش الاحرار فالانتخابات الجزئية..كيفاش تيار بنت الباشا باغي يسوق انتصار وهمي على قبل استعدادات 2026

24/04/2024 12:00

قرار بتجميد الكونط بونكير ديال بيكي بسباب التحقيق فصفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني