حميد زيد – كود//

كيف.

كيف يمكنني أن أصبح عضوا في هذا المجلس.

كيف يمكنني أن أهاجر إليه.

ومن يمنح الفيزا. وهل هناك قنصلية للمجلس الوطني للصحافة. وهل هناك سفارة في الرباط.

وهل هناك زودياكات. وهل هناك حراكة. وهل هناك هجرة سرية.

وهل هناك شخص أدفع له كي يأخذني إلى المجلس.

وهل هناك محام.

وهل هناك مكتب للهجرة أقدم له ملفي.

وهل هناك زواج أبيض. وهل هناك عقدة عمل. وهل هناك إنجيليون أراسلهم.

وكيف يترشح الزملاء.

ومن يحملهم. ومن يضعهم في المجلس. لأني أريد أن أصبح واحدا منهم.

وهل تكفي البطاقة.

فالحياة خارج المجلس لم تعد تحتمل.

وقاسية.

وفيها صحفيون بؤساء. وعاطلون عن العمل.

وفيها فقر. وعنف في كل مكان.

وفيها مناوشات. وصراعات مجانية. وحروب لا منتصر فيها.

وفيها سجن.

وفيها ميكروفونات في كل مكان.

وفيها عين الهاتف القاتلة.

وفيها مضيعة للوقت والجهد.

وكندا مقارنة مع دولة المجلس الوطني للصحافة هي لا شيء. وباردة. ولا تغريني. والمهاجر إليها يتعب. ويتجمد. ويصاب بالاكتئاب.

وأمريكا لا شيء. وبعيدة. وتتطلب جهدا. وعملا شاقا.

وقطر والإمارات وكل الخليج طقسه حار. والحياة فيه تمارس في السر.

وفرنسا فيها زحمة. وطابور ينتظر دوره. ولبنانيون.

والحلم الآن بالنسبة إلى كل صحفي مغربي. هو السفر إلى المجلس الوطني للصحافة.

وهو الإلدورادو الجديد.

وهو جنة مهنتنا.

وهو المكان الذي يحلو فيه العيش بالنسبة لكل صحفي مهني.

ويمكن لك بمجرد الاستقرار فيه أن تبني أسرة.

وتنجب أولادا. وتعيش كصحفي مهني حر. كريما. ومحترما.

فكل الزملاء سال لعابهم بمجرد أن سمعوا بالتعويضات.

وكلنا صرنا نتمنى أن نحصل على إقامة دائمة فيه.

وألا نخرج منه.

وكلنا نعتبره وطننا. وأرضنا. ومن حقنا جميعا أن نستقر فيه.

ونجتمع. ونتقاعد فيه.

ونأخذ عن كل اجتماع أو يوم عمل واحد تعويض 3000 درهم أو 2000.

وعن كل يوم في مهمة إلى الخارج مبلغ 2000 درهم.

ولن نتخلف عن أي اجتماع.

ولن نتخلف عن أي سفر. في الداخل أو إلى الخارج.

وكلنا من حقنا أن نطلع بالمهمات في المجلس.

والمهمات الصعبة لنا.

ولن ترعبنا الاجتماعات ولا السفريات. فمهنتنا هي مهنة المخاطر. ولن يخيفنا يوم عمل واحد بثلاثة آلاف درهم،

والمجلس لنا جميعا.

وليس ليونس مجاهد وحده.

وليس لرئيسه ومن معه.

وما على رئيس الحكومة. وما على محمد بنشعبون. إلا أن يجدا لنا حلا.

وإما أن يضعونا جميعا في هذا المجلس.

وإما أن يستفيد منه كل الزملاء أو لا أحد.

ولن نبقى خارجه.

ولن نقبل بالعيش إلا في مجلسنا.

والحكومة القادرة على أن تكون كريمة إلى هذا الحد مع أعضاء المجلس. لن تعجز عن ضمنا جميعا إليه.

فكم نحن في هذا البلد.

نحن قلة. ومعدودون. وتعرفنا الحكومة واحدا واحدا،

وبمقدور الحكومة أن تكدسنا جميعا في هذا المجلس.

وأن نقتسم التعويضات في ما بيننا.

ونؤطر بعضنا البعض. ونمنح البطاقة لبعضنا البعض. ونحرص على أخلاقيات مهنة بعضنا البعض.

وننظم مهمتنا.

وهذا ليس صعبا.

ولسنا ضد يونس مجاهد. ولسنا ضد نائبه. ولا ضد أعضاء المجلس. لكن من حقنا نحن أيضا أن نعيش فيه.

ونجتمع. ونسافر.

ونريد أن ننضم إليه بشكل قانوني. لأنه يسعنا جميعا. ولأنه حق لكل صحفي.

ولأن حرية السفر حق من حقوق الإنسان.

ومن حق أي صحفي مغربي أن يستقر فيه.

كي لا نضطر للجوء إلى الهجرة غير الشرعية.

وكي لا نتعرض للغرق.

وكي لا تلتهمنا الحيتان في عرض المحيط.

ومن هذا المنبر.

أتوجه بنداء إلى كل الزملاء بأن يجمعوا حقائبهم وأغراضهم.

وبأن يتزودوا بالحمص والماء

وبأن نستعد

وأن نحدد موعدا وتاريخا محددا لنقوم جميعا بهجرة جماعية

إلى المجلس الوطني للصحافة

وألا نتراجع

وألا نعود إلى مؤسساتنا مهما حصل

وإذا منعونا. فلنبن مخيمات في شارع للا مريم بالرباط. ولنستقر فيها. ولا نغادر الحدود.

ولنستعن بالجمعيات. وبالمدافعين عن الحق في الهجرة. وبالأمم المتحدة. وبوكالة غوث اللاجئين.

وبكاميرا موقع شوف تيفي

إلى أن يسمحوا لنا بالدخول.

وبالعيش في المجلس الوطني للصحافة.