الرئيسية > آراء > لنرم المدارس والمصحات الخاصة في صندوق الدعم!
01/04/2020 18:00 آراء

لنرم المدارس والمصحات الخاصة في صندوق الدعم!

لنرم  المدارس والمصحات الخاصة في صندوق الدعم!

حميد زيد – كود//

لنفتح صندوق الدعم.

لنفتح غطاءه. ولنرم فيه الأطباء الذين يريدون أن تدعمهم الدولة.

ولنرم فيه المصحات الخاصة التي راسلت الحكومة طالبة المعونة.

ولنرم فيه المدارس الخاصة المحتاجة.

والمالكين الفقراء.

وبعد ذلك. وبعد أن يدخلوا جميعا إلى الصندوق. وبعد أن يأخذ كل واحد منهم ما يحتاج إليه. وبعد أن يشبعوا.

وبعد أن يتكدسوا.

وبعد أن يتدافعوا. وبعد أن يدوس بعضهم على بعض.

لنغلق الصندوق عليهم.

ولنتركهم ينعمون بما حصلوا عليه.

وليس وحدهم.

فهناك كثير من المغاربة يريدون الدعم.

كثير من المغاربة. في القرى. وفي المدن. يريدون حصتهم من الصندوق.

كثير من المغاربة يحبون مال الدولة. ويحبون المساعدات. ويتزاحمون.

ويخترعون الفقر ليحصلوا على 800 درهم.

ويخترعون الحاجة. ويخترعون المرض. ويخترعون خوفهم من كورونا. ويخترعون توقفهم عن العمل.

ويخترعون تأثير الفيروس عليهم. رغم أنهم غير معنيين

فهذا طبع مغربي.

هذه عادات متأصلة في المغاربة.

ليس كل المغاربة. بل كثير منا. لن يفوتوا مثل هذه الفرصة كي يستفيدوا.

وبكل الطرقة الممكنة. وبالتزوير. وبالكذب. وبادعاء الحاجة. وبالبكاء. وبالغش.

وقد حصل هذا مع بطاقة راميد.

التي استفاد منها الفلاحون الكبار  وكثير من الميسورين.

ويحصل هذه الأيام في الفيديوهات التي يصورها القياد. والتي نرى فيها ابتزاز المواطنين للسلطة.

ورغبتهم في الاستفادة من كورونا.

ولا يختلف في ذلك الفقير المغربي عن الغني. والمحتاح وغير المحتاج.

فالكل يرغب في نصيبه.

الكل يريد الاستفادة من الجائحة.

الكل يريد أن يأخذ حصته من الصندوق.

وهذه هي فرصتنا.

هذه هي الفرصة التي لن تتاح لنا مرة أخرى.

وعلى الدولة أن تفتح لهم الصندوق. وأن توسعه.

عليها أن تغريهم ليدخلوا إليه جميعا.

عليها أن تصنع لهم طريقا سالكة إليه.

كي يلج إليه كل المحتالين. وكل المستغلين للوضع. وكل من سيسرق 1000 درهم من شخص في أمس الحاجة إليها.

وإذا لم يكف هذا الصندوق. وإذا امتلأ عن آخره.

فعلى الدولة أن تفتح لهم صندوقا آخر خاصا بهم.

ولتجعله فخا لهم.

ولتضع فيه الطعم.

ولتضع فيه كل ما يشتهونه. ولتسل لعابهم. ولتملأه بالمال. وبالدعم.

ولما يدخلوا إليه.

ولما يمتلئ الصندوق عن آخره بهم.

يتطوع المغاربة. ويحملونه على أكتافهم. ثم وبحركة واحدة. نقذفه في البحر.

فالوضع لم يعد يحتمل.

وفي كل مرة يخرج قطاع أو نقابة أو هيئة تمثيلية. يشتكون. ويبكون. ويصفون وضعهم المزري.

ويتعرون أمام الحكومة. ويمدون أيديهم.

ويخبرونها أنهم سيموتون جوعا.

وأنهم مهددون في قوتهم اليومي. وفي حاضرهم. وفي مستقبلهم.

ولا طاقة لهم على الصبر. ولا على التحمل.

وليس لهم ما يمنحونه لموظفيهم.

ويطلبون من الحكومة أن تنفق عليهم.

ويوقعون أسفل الرسالة. ويختمون ختمهم.

وفي كل مرة  يجعلوننا نتألم لحالهم. ونتضامن معهم.

وفي كل مرة يرغموننا على أن نذرف الدموع

وأن نكتشف وضعهم الهش. وأنهم مساكين. ومحتاجون.

وفي اليوم الأول سارع بعضهم إلى مراسلة الحكومة. كي تنقذهم.

وفي اليوم الأول ظهرت هشاشتهم

وطمعوا في الصندوق. وتزاحموا حوله. ومن كل مكان جاؤوا. وتحلقوا حوله. وسجلوا أسماءهم. ومهنم. ليأكلوا من غلته. ومن الأموال التي وضعها المتبرعون فيه.

وإذا كانت لدى  المحتاجين حقيقة إلى الدعم العاجل ذرة شفقة.

وذرة تضامن.

فما عليهم إلا أن يتخلوا على الصندوق

لنرم فيه بعض المصحات وبعض المدارس الخاصة .

ولنرم فيه بعض أصحاب الشركات والمقاولات الذين عولوا منذ اللحظة الأولى على صندوق الضمان الاجتماعي. وعلى الحكومة.

معلنين الفاقة والإفلاس المبكر.

وبعد أن يدخلوا جميعا إلى الصندوق

لنغلقه جيدا. بالقفل. وبالسلاسل. ولنتركهم يسبحون فيه.

لنتركهم يعيشون فيه إلى الأبد. ويلعبوا بالأموال المتوفرة فيه.

شرط أن نلتزم بعدم فتحه أبدا.

ومن يفتحه. ومن ينسى من بداخله.

ومن يرتكب هذا الخطأ.  فليتحمل المسؤولية. وليتحمل أن يخرجوا ثانية.

وينتشروا في المغرب. وينشروا وباءهم. وطمعهم. وغياب حس التضامن لديهم.

طالبين المال والدعم.

ومشتكين. ومدعين الفقر. ومدبجين رسائلهم إلى الحكومة. كي تنفق عليهم. وكي تنقذ مقاولاتهم.

دون أدنى ذرة خجل

ودون أدنى حس تضامن مع من ليس له أي شيء.

بينما عينهم على الصندوق.

وعلى ما يوجد بداخله.

وعلى المال أينما كان. وفي المريض. وفي التلميذ. وفي صندوق الدولة. وفي الجائحة. وفي فيروس كورونا.

موضوعات أخرى

20/04/2024 01:00

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات

19/04/2024 22:30

مغربي غير حط رجليه فمطار روتردام بعد عطلة العيد.. لقى البوليس كيتسناوه باش يدوز حكم ديال 5 سنين ونص فالحبس

19/04/2024 21:59

الروينة وسط “علي مومن” بعدما طيحو الجدارمية بسطات ريزو كيبيع المخدرات فالحبس كيتزعمو موظف