عمر أوشن – كود//
محمد البوعناني الفنان حارس البحر يعود إلينا في صورة متعبة .
البوعناني الذي أعرف لا يشيخ و لو تقدم في السن..
الروح هي هي نفسها..
لماذا هذا الإصرار على نشر صور الناس و هم على فراش المرض أو في أوضاع هشة أو حياة خاصة..
هل هي الرغبة في القول لنا ها هو المصير الذي ينتظركم حينما تشيخون و تهرمون و تمرضون و تنعزلون..
ثم ماذا يعني هذه الفكرة ما دام الإنسان أصلا معرض لكل النهايات..
صورة البوعناني عاشق البحر التي أعرف هي صورته متيقظة متوهجة جميلا ضاحكا ضاجا نشيطا مقبلا على الحياة..
و هي الصورة التي يلزم أن تكون و ليس صورة أخرى كأنها مسروقة ..
لا أفهم المغزى و المعنى من نشر صور شخصيات و هم على فراش المرض أو في حالة متعبة ..
حدث هذا مع محمد زفزاف حينما نشروا صوره و قد أنهكه المرض..
زفزاف الذي نحب هي الصورة الأولى التي رافقته طيلة حياته وليس صور النهاية..
صور النهايات غير صحيحة و لو أنها واقعية..هي صور ملفقة يلزم أن تطوى و تنسى ..و يبقى الأصل هو الأصل ..
الطيب الصديقي أيضا تعرض لهذه العملية..و نشرت له صور لا نشاهد فيها الصديقي الذي عرفناه..
كان شخصا ضبابيا آخر. و كانت الصور مسيئة ..
محمد السوسدي الفنان الكبير الذي غنى مع المشاهب أنتهى نهاية مؤلمة والصور التي نشرت عنه أغرقته أكثر مما قدمت له شهادة إعتراف..
صور عبد الجبار الوزير كانت صادمة محطمة ..حين شاهدت الممثل على تلك الحالة مسحت من ذهني كل صوره السابقة و هو يصول و يجول فوق الخشبة.
العربي باطما و محمد خير الدين رحلا قبل أن تغزو قنوات التواصل الإجتماعي حياتنا العامة والخاصة لذلك ظلت صورهما مشرقة معبرة عن الحياة و الإبداع ..
متى نكف عن هذه العادة السيئة.؟
متى نكف عن جعل تحولات الوجود فرجة ..