الرئيسية > آراء > لا خصوم للراحل عبد الواحد الراضي! كان بإمكانه أن يكون في أي مكان يشاء. وفي أي موقع. وفي أي منصب. لكنه اختار الأصعب. وقرر أن يكون اتحاديا
27/03/2023 18:00 آراء

لا خصوم للراحل عبد الواحد الراضي! كان بإمكانه أن يكون في أي مكان يشاء. وفي أي موقع. وفي أي منصب. لكنه اختار الأصعب. وقرر أن يكون اتحاديا

لا خصوم للراحل عبد الواحد الراضي! كان بإمكانه أن يكون في أي مكان يشاء. وفي أي موقع. وفي أي منصب. لكنه اختار الأصعب.  وقرر أن يكون اتحاديا

حميد زيد – كود//

كان صخب كثير في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

كانت أصوات ضاجة.

كان رافعو شعارات بالجملة.

كان مطلقو أعيرة نارية في الهواء.

كان ثوار.

كان معارضون لكل شيء.

كان يسار ديموقراطي. كان وطنيون. كان شوفينيون. كان راديكاليون. كان بلانكيون. كان قوميون. كان بعثيون. كان إسلام يساري. كان ماركسيون. كان ليبراليون اجتماعيون.

بينما لم يكن سوى عبد الواحد راضي واحد.

كان نسيج وحده.

كان الراحل هادئا دائما.

كان مع كل الاتحاديين تقريبا.

كان بالأحرى مع الحزب. ومن أجله.

كانت مهمته هي التوفيق بين كل  تلك الأهواء والاختيارات والمواقف التي ضمها تنظيم سياسي واحد.

فرغم يسارية وتقدمية الاتحاد الاشتراكي المعلنة. فإنه كان جامعا لكل التناقضات.

وكان الحزب دائما في حاجة إلى هدوء الراضي بالأساس. وإلى حكمته. وإلى الإجماع الذي كان حوله. وإلى لا صداميته.

وإلى نضجه السياسي.

وإلى تجربته. وإلى صمته. وإلى قدرته على الإنصات للجميع. وإرضاء الجميع.

وعلى “الاستماع” إلى الشباب.

وإلى الغاضبين.

وإلى تنويمهم. وتهدئة روعهم. وطمأنتهم.

كان الحزب في حاجة إلى الاحترام الذي يحظى به من طرف الجميع.

كان عبد الواحد الراضي مع جميع الاتحاديين.

وحين يشتد الخلاف بين الاتحاديين كانوا يلجؤون إليه.

موحدا للصفوف. ومهدئا للنفوس.

وحين يحتاجون إلى وسيط بينهم وبين القصر كان يلعب هذا الدور.

كان شخصا جديرا بالثقة.

كان دائما يلعب دور الإطفائي الذي يخمد الحرائق.

كان رافعو الشعار. والضاجون. والصاعدون إلى الجبل. وأصحاب الحلول الجذرية. في حاجة إليه دائما.

كان من يعتبره عدوا له يلجأ إليه هو الآخر.

وقد ولد عبد الواحد الراضي اتحاديا ومات اتحاديا.

وقد كان بإمكانه أن يكون في أي مكان يشاء.

وفي أي سلطة.

وفي أي موقع.

وفي أي منصب.

لكنه اختار الأصعب.  وقرر أن يكون اتحاديا.

اختار عن قناعة وعن إيمان أن يكون في أكبر حزب مغربي معارض.

كان من الأعيان.

كان من أسرة ميسورة.

كان يمتلك كل ما يجعله غير اتحادي.

لكنه اختار أن يكون يساريا. ومثقفا. ومن الرعيل الأول من الأساتذة المغاربة.

وربما وجاهته وانتماؤه هو ما جعله متميزا عن إخوانه.

وغير مندفع.

وغير صدامي.

وفي عز الاحتقان لم يكن عبد الواحد الراضي من هواة الاندفاع واستعراض العضلات.

لم يكن مغامرا.

ولذلك كان ضروريا لحزب الاتحاد الاشتراكي.

وللدولة.

وفي الآن نفسه مناضلا لا يشك أحد في ولائه للحزب.

وقد نال الاتحاديون من بعضهم البعض. لكنهم لم يتوفقوا في العثور على موقف يمكنه أن يسيء للراضي ومساره ومواقفه.

كما أنه لم يكن يمنح أحدا الفرصة ليكون خصما له.

كان متعِبا لكل من يملك سلاح الزعيق. ورفع الصوت. وضرب المنصة. والطاولة.

كان معتدلا.

كان دائما مع الوصول إلى حل وسط.

ومهما حاول الكثيرون أن يسيئوا إليه. ويلمحوا إلى قربه من القصر. فإنهم لم ينجحوا في مهمتهم.

فقد كان الراحل واضحا.

كان مع المغرب.

كان الحزب وكانت الدولة وكان المغاربة في حاجة إلى شخص بمواصفاته.

ومباشرة بعد انتشار خبر رحيله.

ظهر بيننا “أحياء”. يحتجون على عبد الواحد الراضي. وعلى أصوله. وعلى انتمائه. وعلى كونه كان ميسورا. وعلى تعميره في البرلمان.

ويصفونه بالإقطاعي ليسيئوا إليه.

ويعتبرون ذلك سبة.

ويريدونه بالمقابل مفلسا.

يريدونه فقيرا. وصاخبا. ورافعا للشعار. كي يرضي بؤسهم.

وإفلاسهم الأخلاقي.

الذي بلغ حدا لا يمكن تخيله. في ما يتعلق برحيل واحد من من الوجوه الذي صنعت تاريخ المغرب المعاصر. منذ الاستقلال. إلى اليوم.

والذي لم يعمل كثيرا على تلميع صورته.

ولم ينشغل كثيرا بأن يكون له أتباع.

و حتى في اللحظة التي انتخب فيها كاتبا أول. فقد كان ذلك بمثابة وساطة من طرفه. لرأب الصدع. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كانت مهمة”مؤقتة”.

ولم تكن رغبة منه في الزعامة.

ولم يكن على ما يبدو هذا هو طموحه.

وقد عاش إلى آخر لحظة مخلصا لحزبه.

ولبلاده.

فاعلا. ومشاركا. ومناضلا. ومسؤولا. ورجل دولة. ووزيرا في مراحل متفرقة. وفي حكومة كان فيها الاتحاد الاشتراكي في المعارضة.

و”إقطاعيا”

في حزب القوات الشعبية.

ضد “طبقته”

وضد وضعه الاجتماعي

من أجل مغرب ديموقراطي يتمتع فيه المغاربة بالحرية. وبالعدالة.

موضوعات أخرى

25/04/2024 09:00

منعش عقاري ل”گود”: مشروع سيدنا لدعم السكن فشل فكازا بسباب المنصوري. وزارة السكنى :لا ها الارقام والمنافسة حرة

25/04/2024 08:00

الطلب على العقارات تبدل فالمغرب. المشترين ولاو كيفضلو السكن لي كاين فالسونطر ديال المدن وإقبال متزايد على الاستوديوهات لي واصل ثمنها لمليون درهم للفوق

25/04/2024 05:00

مصر عايشين فالقرون الوسطى كثر منا.. النيابة العامة ديالهم شدات بلوكَوز مشهورة بسباب فيديوهات “خادشة للحياء”

25/04/2024 04:00

مرات نتنياهو دارت الفوتوشوب باش تبان صغيرة.. تصويرة على موقع “إكس” حولاتها مسخرة على مواقع التواصل

25/04/2024 03:00

ميريكان حكمات على مصممة أزياء مشهورة بعام ونص ديال الحبس.. كتصدر جلود ديال التماسيح واللفاعي