كود – عن يابلادي//
تتولى العالمة المغربية كوثر حفيظي منصب مديرة قسم الفيزياء في مختبر أرجون، أحد أكبر وأعرق المختبرات في الولايات المتحدة، وتعمل في الوقت الحالي على جلب مسؤولين أمريكيين إلى المغرب من أجل توقيع اتفاقية مع المملكة في مجال الطاقة الهيدروجينية.
ولدت كوثر حفيظي بحي بوقرون في المدينة العتيقة بالرباط في يونيو من سنة 1972 لأبوين موظفين، ومنذ صغر سنها وهي تتقن اللغتين الفرنسية والعربية، وحصلت على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات.
ورغم أن أسرتها كانت ترغب في إلحاقها بإحدى مدارس المهندسين، إلا أنها فضلت ولوج كلية العلوم بجامعة محمد الخامس، لأنها كانت شديدة الولع بالرياضيات، وكانت تطمح لأن تصير باحثة في الرياضيات، وهو ما لا يمكن أن توفره لها مدارس المهندسين.
واختارت شعبة الرياضيات والفيزياء في الجامعة، وفي السنة الأخيرة تخصصت في الفيزياء النظرية، وبعد ذلك حصلت على الإجازة.
ورغم قبول ملفها في جامعات فرنسية وكندية إلا أن والدها كان يرفض أن يدع ابنته البالغة من العمر 22 سنة تسافر إلى الخارج وحدها، فتدخلت إحدى عماتها وباعت حليها لتوفر لها المال اللازم للسفر والإقامة في فرنسا، التي درست فيها تخصص الفيزياء النووية بالماستر.
وبعدما حصلت على الدكتوراه في أكتوبر 1999، غادرت إلى الولايات المتحدة في 6 نونبر 1999، وقالت “جئت أنا وزوجي التونسي الجنسية الذي كان يدرس معي بالماستر، ووقعت عقدا مع مختبر أرجون لمدة ثلاث سنوات، وبعد أربعة أشهر عرض الفرنسيون علي العودة من أجل منصب باحث، وعندما علم الأمريكيون بهذا العرض، قدموا لي عرضا لكي أصبح باحثة دائمة، مع تشغيل زوجي، وقررت البقاء في الولايات المتحدة”.
وأرجون هو أول مختبر وطني في أمريكا، تأسس في الحرب العالمية الثانية، بدأ فيه العمل على التفاعل النووي المتسلسل، الذي يعتبر بداية صناعة القنبلة النووية، كما أن هذا المختبر هو أول من طور المفاعلات النووية التي تستعمل في الطاقة، وتصل ميزانيته إلى 1,2 مليار دولار سنويا.
وتسلقت كوثر حفيظي المراتب داخل المختبر، وتشغل منذ سنة 2017 منصب مديرة قسم الفيزياء بالمختبر، حيث تعد أول امرأة تتولى هذا المنصب.