الرئيسية > آراء > شاهدوني وأنا ميت في الفيسبوك؟ جمجموني. وأحبوني. واغمروني بالقلوب الحمراء. وباركوا لي مرضي
24/11/2020 16:00 آراء

شاهدوني وأنا ميت في الفيسبوك؟ جمجموني. وأحبوني. واغمروني بالقلوب الحمراء. وباركوا لي مرضي

شاهدوني وأنا ميت في الفيسبوك؟ جمجموني. وأحبوني. واغمروني بالقلوب الحمراء. وباركوا لي مرضي

حميد زيد – كود//

لا تبخلوا علي أيها الأصدقاء.

جمجموني. وأحبوني. واغمروني بالقلوب الحمراء. وباركوا لي المرض.

أنا طريح الفراش يا أصدقائي في الفيسبوك.

أشفقوا علي. وتنافسوا في ما بينكم على الدعاء لي بالشفاء العاجل.

كم عددكم يا أصدقائي.

عندي منكم 5000 شخص.

وأريدكم جميعا أن تبصموا على جيم.

لايكوني وأنا أودعكم.

ابكوا علي.

امدحوني. تحلقوا حولي. عددوا خصالي. اشكروني. غطوني. تحدثوا عني.

روجوا لخبري وأنا أصارع الموت.

قوموا بتفعيل خاصية الجرس.

أخبروا الجميع.

تعاطفوا معي. اكتبوا عني. ارثوني.

شاهدوني وأنا أموت.

تمتعوا بلحظاتي الأخيرة بينكم.

خلدوا هذه اللحظة. وتفاعلوا معي.

اذرفوا الدموع. وانتحبوا. وولولوا. وتأسفوا لحالي.

أريد أكبر عدد من المعجبين بي وأنا طريح الفراش.

أريد مأتما.

أريد جنازة كبيرة.

أريد حبا جارفا. أريد حرقة.

أريد هجوما على صفحتي من طرفكم.

أريد زحمة بينكم وأنتم تعبرون عن إعجابكم بي وأنا أخبركم بمرضي الشديد.

أريد أن أكتسح مواقع التواصل الاجتماعي بمرضي.

أريد أن أتألق بموتي.

أريد أن ألقى حتفي منتشيا.

أريد أن أكون نجم المرضى الأول.

أريد أن أكون نجم الفيسبوك وتويتر.

أريد احتضارا لا مثيل له.

أريد فلتر لموتي الجميل في السنابشات.

أريد معجبات بموتي.

أريد إطراء منكن علي وأنا أحتضر.

أريد مالا أخيرا.

أريد اعترافا بي قبل أن أغادر هذه الحياة.

أريد جمهورا كبيرا يتفرج في وأنا أتألم.

أريدكم أن تشعروا بحجم الخسارة.

أريد أن أؤثر عليكم بمرضي.

وأتمنى لكم بالمقابل فرجة ممتعة في ضعفي. وفي قواي الخائرة. وفي صوتي الواهن.

وأتمنى لكم حزنا ممتعا.

أريد عزاء يليق بي.

أريد موتا صاخبا.

أريد أن أتفوق في حجم التعاطف على كل المرضى.

أريد أن أترك عادل الميلودي خلفي. بلا زيارات. وبلا ورود. وبلا جمهور.

وبلا متابعات كبيرة.

أريد أن أسبق الممثل سعيد الناصري.

أريد شفقة.

أريد عائدات من مرضي.

أريد مجد المرض أيضا.

أريد موتا مربحا. أريد موتا أستفيد منه.

أريد ملايين النقرات لموتي.

أريد موتا ناجحا ومشهورا.

أريد أن أسرق أضواء الشحوب من كل المرضى في الفيسبوك.

أريد مرضا مهلكا.

أريده قويا.

أريد حمى قاتلة.

أريد نجاة في نهاية المطاف.

أريد موتا وشيكا لي. أريد موتا حقيقيا.  كي لا أرى مغاربة يشهرون بذويهم المرضى.

وأريد فوق كل هذا ألا أصل إلى التشهير بنفسي.

أريد نهاية سريعة لي كي لا يحدث لي هذا.

وكي لا أنشر صور مرضي.

ولا صور أقربائي.

ولا صور اصدقائي.

أريد ألا يفتك بي مرض الظهور في الفيسبوك. إلى درجة  تصويري وأنا في حالة ضعف.

أريد ألا أبقى على قيد الحياة كي لا أرى موتي مصورا.

ومعتدى علي وأنا مريض.

أريد أن تبقى للموت هالته.

أريده أن يبقى محترما. وخاصا. وله حرمته.

أريد أن لا تنتهك حميميتي حين أمرض.

أريد أن لا يأتي يوم أضع فيه موتي في الفيسبوك وأنقاسمه مع الأصدقاء.

وأخاف أن تصيبني هذه العدوى. وأن أطبع معها.

أخاف ألا أحترم مرضي.

وموتي.

وموت كل من أحب.

أخاف من هذه الظاهرة التي تتفشى.

أخاف أن يصبح الموت. مثل الفرح. ومثل الحياة. ومثل الأعراس.

أخاف أن نتنافس في ما بيننا حول من يمرض أفضل من الآخر.

ومن ينال موته أكبر عدد من الجيمات

وأخاف أكثر أن يظهر بيننا الموتى المؤثرون.

الذين يتألمون

ويحتضرون

ويصورون ذلك.

أخاف من ظاهرة روتيني اليومي خاصة بالمرضى وبالموتى

أخاف من “شاهدوني قبل أن أموت”.

أخاف من فيسبوك الموتى

ومن جشع الموتى.

أخاف من هذا الإعجاب بالمرض وبالموت.

ولا أخاف من الموت

بل من أموت منشورا. ومن قبري. أعد اللايكات. وأنتظر المعبرين عن إعجابهم.

هذا ما أخاف منه.

موضوعات أخرى

20/04/2024 12:30

وزير خارجية ايران: هجوم اسرائيل لعبة اطفال ولن نرد عليه لان مصالحنا لم تتضرّر

20/04/2024 11:30

عصابة ديال الفلاحين المتعصبين طاحت ف إِلِخِيدُو بإسبانيا.. وتقارير كترجح علاقتهم بمحاولة إحراق مستودع لتخزين الديسير والخضرا المغربية