الرئيسية > آراء > دولتي.. يا دولتي.. أين راتبي لهذا الشهر!. دون موافقة من طرفي تم تأميمي. وفي غفلة من أمري صرت صحفيا أتلقى الإعانات
04/12/2020 19:00 آراء

دولتي.. يا دولتي.. أين راتبي لهذا الشهر!. دون موافقة من طرفي تم تأميمي. وفي غفلة من أمري صرت صحفيا أتلقى الإعانات

دولتي.. يا دولتي.. أين راتبي لهذا الشهر!.  دون موافقة من طرفي تم تأميمي. وفي غفلة من أمري صرت صحفيا أتلقى الإعانات

حميد زيد – كود///

لا داعي إلى العجلة يا دولتي.

لا ترسلي إلينا رواتبنا.

لا تشغلي بالك بنا نحن الصحفيين.

فبمقدورنا أن نستمر في العيش دون راتب.

نعم. نعم. بمستطاعنا أكل الكلمات. والتهام الأخبار. وشرب المقالات. وخلط الروبورتاجات بالماء. وطبخ الحوارات. والاتكاء على الأعمدة.

بمستطاعنا أن نواصل الحياة إلتكرونيا وافتراضيا.

بدل الحياة الواقعية المملة.

بمستطاعنا أن نبدع. وأن نتألق. وأن نحصل على السكوبات ونحن مفلسون.

بمكنتنا العيش بالروح فقط.

وبالمهنية.

بإمكاننا الاستمرار على قيد الحياة دون مال.

بإمكان الصحفي أن يعيش دون كرامة. ودون راتب.

نحن بخير يا دولتي.

ورغم أننا في الرابع من شهر دجنبر ولا أثر للراتب.

فيمكن لأقساط البنك أن تنتظر.

ويمكن للمدرسة أن تنتظر.

ويمكن لفاتورة الماء والكهرباء أن تنتظر.

ويمكن للهاتف والأنترت أن ينتظر.

ويمكن للبطاطا أن تنتظر.

ويمكن لكل طلبات الأولاد أن تنتظر.

ويمكن للدجاجة أن تنتظر إلى أن نتوصل برواتبنا.

ويمكن للحياة أن تنتظر.

أما الكماليات. أما خرجة نهاية الأسبوع. فإني أشكرك يا دولتي. لأني ألغيتها.

ولأني تعلمت بفضل تأخر الراتب تقنيات التوفير.

فأنا أعرف أنك يا دولتي مشغولة بأشياء أهم من راتب الصحفيين.

وبالقضايا الكبيرة.

ولن أحتج عليك.

وأتفهم هذا الاحتقار لنا من طرفك.

وأتفهم أن شهر الدولة ليس هو شهر الصحفي.

وزمنها ليس زمن الصحفي.

ووقتها مختلف عن وقتنا.

وأتفهم هذه البهدلة التي نتعرض لها من طرف الوزير الشاب. ومن طرف وزارة المالية.

فنحن لا شيء.

نحن مجموعة من الصحفيين قررت الدولة أن تشفق علينا.

وأن تعفي أرباب مقاولاتنا من أداء أجورنا. لتدعمنا بشكل مباشر.

وها نحن نستجديك يا دولتي.

ها نحن ننتظر إعانتك الشهرية.

ها نحن نتمسكن.

وفي كل شهر أتصل بمديري.

وأسأله أين راتبي يا مديري المحترم. فيرد علي إنه عند الدولة.

والدولة هي التي تأخرت.

وهي التي لم تتحمل مسؤوليتها.

يقول لي مديري.

ومنذ أن قررت الدولة دعمنا بشكل مباشر ونحن نعاني في هذه المهنة.

لأن الدولة دائما مشغولة.

ولا تتذكرنا إلا متأخرة.

ولا تتذكرنا إلا بعد أن نحن إلى المال.

وبعد أن تصبح جيوبنا فارغة.

وبعد أن تقتطع الأبناك من حسابنا الفارغ مبلغا محترما بسبب تأخر الراتب.

فهل ستعوضيننا يا دولتي على هذه الخسارة.

وعلى تأخرك.

وهل ضروري أن نحكي لك عن التزاماتنا. وأننا في حاجة مثل كل المواطنين إلى الراتب.

وهل لا يخطر ببالك يا دولتي أن الصحفيين لهم أسر ومصاريف. ويأكلون. ويؤدون أقساط البنك. مثل باقي البشر.

ولن ألومك يادولتي.

فأنا تحت رحمتك. وراتبي في خزينتك. ولم يعد عند المؤسسة التي أشتغل فيها.

أنا مغلوب الآن يا دولتي.

فدون موافقة من طرفي تم تأميمي.

وفي غفلة من أمري صرت قطاعا عاما.

صرت تابعا للدولة.

صرت صحفيا رسميا. تفعل بي الدولة ما تشاء. وتبعث إلي براتبي متى أشاء.

مع اختلاف بسيط هو أن موظفي القطاع العام يتوصلون بأجورهم في الوقت.

أما نحن فحسب مزاج الدولة.

وكيف انتقد الدولة التي تدعمني.

كيف لي أن أكون حرا.

كيف أنتقد الحكومة. وهي التي تعينني. وهي التي تشفق علي. وهي التي ترسل إلي الدعم مرة في الشهر.

كيف يا دولتي.

كيف أعاتبك على راتبي المتأخر. بينما أنت لست ملزمة بذلك. وترسلينه تضامنا منك معي. ومع زملائي.

فاحتفظي به يا دولتي.

خبئيه. فقد أحتاجه في وقت الشدة.

ادخريه لي يا دولتي. وفريه لي في حصالة الدولة الكبيرة.

امنحيه إرثا لسلالتي.

اجمعيه. وأرسليه إلي ك”رابيل”.

فلا داعي إلى العجلة يا دولتي.

ثم ما حاجتنا نحن الصحفيين إلى الراتب.

ما حاجتنا إلى المال.

فقد كنت قبل أن تقرري دعمي. وقبل أن أصبح تحت رحمتك يا دولتي. كنت أتشاجر مع مديري. وأطلب زيادة.

أما الآن.

وأمام الوضع الجديد. فلم يعد بمقدوري أن أفعل أي شيء.

ولا يمكنني أن أتشاجر مع دولتي. ولا يمكنني شتمها. ولا الاستقالة منها. ولا الاحتجاج عليها.

ولا يمكن أن أطلب منك زيادة في الأجر. ولا منحة. ولا مكافأة.

وحين أطلب ذلك من مديري. فإنه سقول اذهب عند الدولة. فهي المسؤولة من الآن فصاعدا عنك.

ويا لها من ورطة.

يا لها من ورطة وقعنا فيها.

بعد أن تخلصت منا مؤسساتنا ورمتنا للدولة.

والدولة أينها

أين الدولة.

وحتى ذلك الوزير الشاب. حتى عثمان الفردوس. فلا يمكن لنا الوصول إليه.

لأنه محتجز من طرف الناشرين

وواقع في قبضتهم.

وأسير لديهم.

ومنذ أن جاء إلى الحكومة وهم يجتمعون به. ويطوقونه.

ويعلنون الإفلاس. ويطلبون الدعم.

ومن هذا المنبر

فإننا نطالب. نحن الصحفيين الذين لم نتوصل بعد برواتبنا. بإطلاق سراحه.

وندين الناشرين الذين اعتقلوه

وتخلوا عنا

وتركونا تحت رحمة الدولة

التي ترسل إلينا الإعانات الشهرية

التي قد تصل أو لا تصل

وبدل أن نتابع الأخبار والأحداث ونعلق عليها

صرنا متخصصين في متابعة تطبيقات الأبناك في هواتفنا.

فلا داعي إلى العجلة يا دولتي

نحن بخير.

طمنينا عنك.

ونستوعب أن شهر الدولة ليس هو شهر الصحفي

وأنه يأتي دائما متأخرا

وأيامه تصل أحيانا إلى الأربعين يوما

وأنه يأتي حسب منطق الدولة.

وحسب مزاج وزارة المالية

وحسب ظروف عثمان الفردوس

الذي يبدو أنه مازال محتجزا لدى الناشرين.

رغم كل النداءات التي تم إطلاقها

ورغم حملات التضامن

ورغم كل الدعم الذي وفره لهم منذ يومه الأول في الوزارة.

موضوعات أخرى

24/04/2024 09:00

“إل إسبانيول”: أجهزة الأمن البلجيكية غادي تعين ضابط اتصال استخباراتي ف المغرب وها علاش

24/04/2024 08:00

الكونغرس الأميركي دوز مساعدات بالملايير لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان.. واجدة لتوقيع بايدن اليوم والصين ما عجبهاش الحال

24/04/2024 07:00

نانسي بيلوسي وصفات نتنياهو بالعقبة للي واقفة قدام السلام.. وطلبات منو الاستقالة

24/04/2024 06:00

غادي تنطلق من السعودية.. شركة كتعلن عن تنظيم رحلة للفضاء وماغاديش ثيق شحال خاصك تخلص باش تمشي معاهم

24/04/2024 05:00

إيلا كذب عليك عرفي راكي خايبة.. دراسة: الدراري مكيكذبوش مللي كي كونو يهضرو مع بنت زوينة

24/04/2024 03:00

السعودية طلبات كثر 33 ألف واحد يرجع طوموبيلاتهم “الهاي كلاس”.. مهددين بالكسايد ومشاهير ونجوم حتى هما معنيين