شرع اليد فدولة مزال خدامة بقانون ليوطي “الرجعي”.. اعتداء على “مفطر رمضان” مقطوع رجع النقاش للتخلف القانوني فبلادنا
حميد زيد – كود//
كان القرار في الجزائر حكيما وذكيا.
ومادام لا أحد يعرف ماذا سيقع في المستقبل. فلا أفضل من خطوة إلى الخلف.
ولا أفضل من توقيف عقارب الساعة. ومن تجميد الزمن. ومن العودة إلى الماضي.
وبدل العهدة الخامسة التي رفضها الشعب. وتجنبا للإحراج. وربحا للوقت. فقد تقرر أن يرجعوا القهقرى.
وبما أنكم ترفضون العهدة الخامسة.
فالحل هو تمديد الرابعة إلى أجل غير مسمى.
وعوض التقدم إلى الأمام.
وعوض الارتماء في المجهول.
فقد يذهب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعيدا. وقد يصل إلى العهدة الثالثة.
وقد يصل إلى الثانية.
وإلى العهدة الأولى.
وقد يولد من جديد في مدينة وجدة.
ودون أن يشعر الجزائريون سيجدون أنفسهم في سنة 1999.
ودون أن يدروا سيعيشون مرة ثانية سنوات الوئام.
وعلى عكس المستقبل. وعلى عكس الغد. فالماضي مضمون. ولن يتساءل فيه أحد على صحة الرئيس.
ومع الوقت سيصغر عبد العزيز بوتفليقة.
وكلما رجع إلى الخلف عاد إلى ريعان شبابه.
وإلى أيام إقامته في الإمارات.
قبل أن يصير من جديد وزير خارجية للجزائر. وسنكون حينها في سنة 1963.
وسيأتي في الماضي الانقلاب على أحمد بنبلة. وسيكون بوتفليقة مع هواري بومدين في الموعد.
وسوف تأتي الثورة. وسوف تخرح فرنسا من الجزائر.
وسوف ينهض بوتفليقة من كرسيه المتحرك.
وسوف تكون معجزة.
ليبدأ العمل من جديد. وعلى أرض صلبة. وليتم تجاوز كل الأخطاء التي ارتكبت في المستقبل.
وفي ما يشبه العود الأبدي
سوف تأتي العهدة الأولى. وسوف تأتي الثانية. وسوف تأتي الثالثة. والرابعة.
وقبل الخامسة.
وقبل أن يخرج الجزائريون للاحتجاج في الشارع
سوف تجري انتخابات رئاسية
وسوف يكون دستور جديد
في الماضي
وكلما أصبح الرئيس طاعنا في السن
سيسترجع شبابه
حيث كل شيء يوجد في الماضي. وحيث الشرعية تعود إلى عام 1962. وإلى ما قبل هذا التاريخ.
وحيث الماضي ما ينفك يعود.
ويرفض المستقبل
وينفي الحاضر
ولا يضمن ما يخبئه المستقبل من مفاجآت.
ولذلك فقد كانت الرسالة التي قرأتها المذيعة في التلفزيون الجزائري بليغة.
وفيها تأكد لنا أن بوتفليقة لم يكن ينوي الترشح من الأصل
وأن كل ما جرى لم يجر
وأن العهدة الخامسة غير موجودة
وأننا في أمس
وهو الذي ستجري فيه الانتخابات ليختار الجزائريون رئيسهم.
وربما في السنة الماضية
وربما قبل سنتين
وربما قبل عقدين من الآن.
لكن لا أحد يعرف متى بالضبط.