عمـر المزيـن – مكتب الرباط//
بعد اعتقال طبيب معروف في فاس بتهم تتعلق بـ”الإجهاض”، قال الدكتور عبد المجيد البودالي، رئيس النقابة الجهوية لأطباء القطاع الحر بفاس، أننا نعيش اليوم داخل نفاق وتستر وعدم مجابهة شباب أصبح مطالبا بحرياته الشخصية بعد أن قطع زمانا طويلا في تحرره من بعض الممنوعات الدينية حول العلاقات الجنسية خارج الزواج.
وتساءل الدكتور البودالي، في تصريح لـ”كود”، قائلاً: “كم عملية إجهاض تجرى كل يوم بالمغرب ؟؟ وهي في أقل تقدير بين 600 و800 مع أن المحاكمات والمقاضات لا تتعدى أربع إلى خمس سنويا !!. ولماذا لا يحاكم كل المجهضين وكل الأطباء الفاعلين الجريمة؟”.
وأضاف المتحدث: “الزواج البعيد الأمد والعناسة وتداخل الجنسان في العمل والمدرسة والشارع حرر الشباب في علاقاته ومكنه من سهولة الإنسياغ في احتكاكات وتقارب وعلاقة جنسية لم يتلقى عنها تربية ولا هو بواعي بأخطارها من حمل وأمراض معدية وغيرها”.
وزاد رئيس النقابة الجهوية لأطباء القطاع الحر بفاس: “يبقى الحمل خارج العلاقة الزوجية هو موضوعنا، وهل هو بجريمة، وهل الطبيب بمجرم إن هو قدم مساعدة الإجهاض لسيدة أي كانت ظروف حملها. لعل الموضوع ، لا يعدو موضوع الحريات المجتمعية أو الحريات الخاصة ما دمنا في فعل توافقي و غياب مادة المتضرر”.
ودعا الدكتور البودالي جمعيات مدنية وأحزاب سياسية وهيئات طبية إلى المساهمة الفعالة في تشريع قانون يساير انفتاح المجتمع المغربي على بقية العالم بما فيه الحرية الجنسية، قبل أن يضيف قائلاً: “نحن الآن في وضع اجتماعي قاتم فيه الطبيب مربض والمريض مريض والمنظومة الصحية مريضة ولقد حان الأوان قبل فوات الأوان للمناداة بمدونة صحية جديدة تراعي مجال حقوق الطبيب والمواطن وهوية المجتمع ككل، ويشارك في بزوغها الكيان الطبي أولا وقبل كل شيء والمجتمع المدني مغ الحوار البناء ولا ننتظر أن تنزل علينا من فوق كالصاعقة فلن تزيد الطين إلا بلة”.