ملاك القوارب المعيشية فالداخلة: الأخبار على طي الضوسي ديال القوارب قفز على المكتسبات وإلتفاف على مطلبنا الأساسي
حميد زيد – كود//
أتحدى كل المشككين في كفاءة وأهلية بديعة الراضي أن يكون لهم نصف نهج سيرتها.
وأتحدى أي واحد منكم أن تكون له مثل تجربتها الصحفية.
ومن منكم اشتغل مسؤولا عن الصحافة المكتوبة بالمجلس العالمي للصحافة. والذي مقره قبرص.
ومتأكد أنكم لم تسمعوا بهذا المجلس من قبل.
لكن بديعة الراضي كانت مسؤولة فيه.
ومن منكم اشتغل مديرا لمكتب جريدة”شبابيك” الصادرة بمالطا. بينما بديعة فعلت ذلك.
وإذا سألتكم بديعة ما هي عاصمة قبرص فأغلبكم لن يعرف أنها نيقوسيا.
وإذا سألتكم بديعة ما هي عاصمة مالطا فلن تجيبوا فاليتا.
وهذا غيض من فيض.
وأفضلكم لم يتجاوز دبي وبيروت والدوحة، في وقت حطت الراضي في أرض لم يطأها صحفي من قبل.
وتسأل القبارصة الأتراك واليونان عنها فلا يكفون عن مديحها والإشادة بقلمها.
وتسأل المالطيين فيتذكرونها ويتذكرون الفترة الذهبية لشبابيك.
وفي فترة من الفترات كانت قبرص ملجأ للثوار.
ولحركات التحرر. وللفصائل الفلسطينية. وللمتابعين. وللهاربين. وكانت معهم بديعة مسؤولة ومراسلة.
وهذا لا شيء مقارنة بتجاربها المتعددة.
في الرواية.
وفي كتابة السيناريو.
وفي النقد الأدبي.
أما مسارها فحافل بالإنجازات وبالعمل في مؤسسات لا تخطر على بال.
ولا يصدق أحد أنها موجودة.
وربما لهذا السبب لا يجرؤ أحد على تهنئتها بمنصبها الجديد.
وغالبا بسبب الحسد.
وحتى زملاؤها في الاتحاد الاشتراكي ليست لهم الشجاعة أن يقولوا لها مبروك الهاكا.
والكل يغار منها. ومن سجلها الحافل. ويخشون على سمعتهم.
وحتى الذين كانت ترسلهم إلى ليبيا. أيام العقيد الذي قتل غيلة. يتظاهرون أنهم لم يسمعوا بالخبر.
وحتى الذين بفضلها التقوا القذافي. وأهدوه كتبهم. ونفحهم المال.
وحتى الذين جمعتهم بديعة للمشاركة في المظاهرات والندوات الليبية. وللدفاع عن أطفال ليبيا ضد الممرضات البلغاريات.
وضد الحصار الظالم.
وحتى المراسلين الحربيين الذين بعثتهم إلى الجبهة في طرابلس والزنتان ومصراتة التزموا الصمت.
ورغم الجحود.
ورغم ثقافة عدم الاعتراف التي تنخر مهنتنا.
فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يتردد لحظة في التضحية بأهم كفاءاته.
وبنخبته. وبصحفييه المتميزين. خدمة للوطن. وللدولة.
وهاهو يخسر صحفية لا نظير لها. ولا يمكن تعويضها.
وفي كل مرة يخير إدريس لشكر ومعه الحبيب المالكي بين مصلحة الحزب ومصلحة الوطن فإنهما يختاران الوطن.
ويا لها من خسارة لنا. وللقراء. وللقبارصة. وللمالطيين.
وتخيلوا أن نستيقظ في الصباح ولا نقرأ بديعة.
وتخيلوا وضع زملائنا في جريدة الاتحاد الاشتراكي. وبديعة غير موجودة إلى جوارهم.
وليست في مكتبها.
وليست في البرلمان.
وتخيلوا ادريس لشكر
وتخيلوا لحبيب المالكي
وكلميم
وليبيا
والعرب والوحدة العربية ومالطا وقبرص وشبابيك دون بديعة.
لكن مصلحة الوطن قبل الحزب.
ولا شك أن بديعة ستخدمنا من موقعها الجديد. كما خدمتنا وهي زميلة لنا.
وستراقبنا
وستنظمنا
وستكون حريصة على أخلاقياتنا ومهنيتنا السمعية البصرية
ويا ويل
من تعاقبه بديعة
ويا ويل من يخطىء ويقع بين يديها.
وأتحدى من ينتقدها
ومن يضحك
ومن يستغرب
أن يقول لي ما هي عاصمة مالطا.
طبعا لا تعرفون
بينما بديعة كانت مراسلة لشبابيك
وشبابيك كانت تأتي من مالطا.