الرئيسية > آراء > الفيلسوف الفرنسي سبونفيل: آسف لأني لم أمت بكوفيد كما كنتم تتمنون ذلك! ومصير شبابنا لا يمكنه ان يبقى مرهونا بصحة من هم اكبر منهم سنا
23/02/2021 08:00 آراء

الفيلسوف الفرنسي سبونفيل: آسف لأني لم أمت بكوفيد كما كنتم تتمنون ذلك! ومصير شبابنا لا يمكنه ان يبقى مرهونا بصحة من هم اكبر منهم سنا

الفيلسوف الفرنسي سبونفيل: آسف لأني لم أمت بكوفيد كما كنتم تتمنون ذلك! ومصير شبابنا لا يمكنه ان يبقى مرهونا بصحة من هم اكبر منهم سنا

أوندري كونت سبونفيل. فيلسوف فرنسي ////

أتمنى أن تصاب بكوفيد!

هذا ما كان قد كتبه لي بعض المجهولين، بسبب الصدمة التي شعروا بها، لأني تجرأت وقللت من شأن الخطورة التي يشكلها الوباء، وللقلق الذي انتابني من الكلفة الاقتصادية للحجر الصحي الأول والثاني(وخاصة الأول)، ومن المستقبل الذي ينتظر شبابنا.

فليرتح بالكم إذاً: لقد تحقق ما كنتم تتمنونه!

فبعد ثلاثة أسابيع من الحمى القوية، ومن التعب المضني والمصاحب بالغثيان(مع عدم القدرة على تناول الطعام، وعجز عن القراءة، وعجز شبه كامل عن الوقوف)، وبنفسية في الحضيض، مع بضعة أيام استشفاء(تلقيت فيها الأوكسجين، دون الاضطرار إلى دخول الإنعاش)، ثم فحص للرئة بالأشعة السينية، فاختبار سيرولوجي إيجابي، ليتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر كان يتعلق فعلا بكوفيد-19.

لذلك أنا متأسف للذين كتبوا لي أنهم يتمنون موتي، فها أنذا قد تعافيت، وأشعر بالفرح لأني أتمتع بالعيش!

إن تراجع أمد الحياة إلى ستة أشهر ونصف لهو أمر هين، إذا ما قورن بعشرين سنة التي تم ربحها.

فما الذي استنتجته خلال هذه الأسابيع الصعبة التي مررت بها؟

لا شيء غير معروف: أهمية التمتع بالصحة الجيدة، خاصة حين لا يسعفك الجسد، جودة الخدمات المقدمة في مستشفياتنا، وكفاءة الأشخاص الذين يعالجوننا وتفانيهم في أداء مهمتهم، والتمتع من جديد بملذات الحياة بعد الشفاء…

فمن ادعى عكس ذلك؟

إلا أن ما تعرضت له كان أيضا وجود ما هو أخطر من كوفيد(وفاة شقيقي بالسرطان، أيامًا قليلة قبل ذلك، وهو في الواحد والسبعين من عمره).

علاوة على ذلك تملكني الإحساس، وأنا أشاهد التلفزيون، بأن التصريحات التي أدليت بها في الربيع الماضي، والتي خلفت صدمة كبيرة، لم تعد أبدا محل رفض.

لقد صار الجميع يعترف الآن بأنه لا يمكننا التضحية طويلا بالاقتصاد لفائدة الصحة( إذ ليس بتخريب البلاد سننقذ مستشفياتنا)، كم تم الاقتناع بأن الفقر يتسبب سريعا في ظهور مشاكل صحية كبرى، وأن على السلطة السياسية أن تحافظ دائما على استقلاليتها، بما في ذلك تجاه الأطباء، وأن مصير الشباب ببلادنا في نهاية المطاف، لا يمكنه أن يبقى مرهونا بصحة من هم أكبر منهم في السن.

وبالرغم من أن تجربتي الحالية كانت أليمة، فإنها لم تغير قيد أنملة من وجهة نظري….

إذ في مقالة مهمة نشرها الخبير في الديموغرافيا هيرفي لو برا على صفحات جريدة لوموند، وضع هذا الأخير الأرقام في سياقها، ففي سنة 2020 ازداد عدد الوفيات في فرنسا بنسبة 7,3%، وهو ما لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة به، ومع ذلك لم ينتج عنه سوى تراجع لستة أشهر ونصف في أمد الحياة و”وهو ما يعتبر التراجع الأكثر أهمية منذ تحرير فرنسا، إلا أنه يبقى تراجعا بسيطا، إذا ما تمت مقارنته بارتفاع أمد الحياة لعشرين سنة منذ 1946.

ما يعني أنه ليس على مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية المحظوظين ، أن يبالغوا في الشكوى.
إذ من يجرؤ على قول نفس الشيء على شباب اليوم الذين يعيشون في شدة وضيق اقتصادي واجتماعي وتعليمي وسيكولوجي لا يحتمل بدرجة تفوق بكثير من سبقهم.

فكم من شخص من بينهم سيكون عليه أن يقدم على الانتحار، كي نعتبرهم أولوية يجب الاهتمام بها؟

إن احترام الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي لهو أمر جيد، لكن هذا لا يحل محل أي مشروع مجتمعي.

كما أن اللقاح أمر رائع، بينما هذا لا يجعل منه سياسة قائمة الذات.

صحة جيدة، إذن، للجميع، والإنصاف والعدالة لشبابنا!

موضوعات أخرى

18/04/2024 20:30

إل إسبانيول : ها علاش تحيدو اللوگوات ديال مجلس مدينة مدريد وغرفة التجارة والحكومة المحلية من الملصق ديال منتدى الأعمال المغربي – الإسباني ف آخر لحظة

18/04/2024 19:30

تواجد لشكر خارج المغرب زاد فبلوكاج هياكل مجلس النواب والحركة الشعبية مبغاتش تنازل وكترفض “الحگرة” وها تشكيلة مكتب الطالبي

18/04/2024 19:00

دفاعا عن فكرة بناء ملعب للهوكي على الجليد بالرباط! هناك روح كندية كامنة في الرباط وثلج لا يراه الدخلاء والطارئون على العاصمة

18/04/2024 18:30

تقارير : كونسورتيوم ميريكاني اختار المغرب لتدشين منصة صناعية كبيرة لتجميع الطيارات ديال الشحن

18/04/2024 18:20

الدورة 7 من معرض العمران للعقار بدات وعنوانها: برنامج دعم سكن الجديد فرصة عقارية لگاع المغاربة