أنس العمري – كود //

على بعد ساعات من انتهاء الفترة المخصصة للحملة الانتخابية، دخلت أجواء هذه العملية بالدار البيضاء ذروة التنافس بإنزالات مكثفة لأنصار المرشحين وتحرك القوافل التواصلية في مختلف الأحياء، في آخر وصلات ترويجية للوائح المقدمة قبل بلوغ موعد “الصمت الانتخابي”، والذي تبقى فيه الكلمة الأخيرة للناخب المدعو، غدا الأربعاء، إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت على الأجدر فيهم.

وشهدت عدد من الشوارع مسيرات حاشدة في آخر لقاء تواصلي للمرشرحين مع الناخبين لترسيخ الصورة والوعود المقدمة طيلة أيام هذه المحطة وتوزيع ما بقي من المنشورات الانتخابية، من أجل استمالة أصوات الناخبين وإقناعهم بالتصويت على رموز اللوائح الانتخابية.

وكانت الأجواء أكثر حماسة في منطقة الحي الحسني، حيث يحتدم السباق بين عدد من الوجوه السياسية البارزة التي تسعى إلى ضمان الظفر بمقاعد مريحة في المقاطعة والجماعة، إلى جانب الفوز بمقعد بمجلس النواب.

وأشعلها “أولاد الدرب” الذين اعتمدا عليهم مرشحين، كما كان عليه الأمر بالنسبة لمرشحي التجمع الوطني للأحرار، الذين أشركوا الشباب في قلب هذه العملية انسجاما مع برنامجهم الانتخابية الذي يفتح المجال أمام شباب مناطق الحي الحسني وليساسفة والألفة والنسيم، لإيجاد موطئ قدم لهم في مجلس مقاطعة الحي الحسني، والعمل على المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات على المستوى المحلي.

وهو ما جعل حملتهم حتى في أنفاسها الأخيرة مميزة واستثنائية. وهذا ما لمس من خلال التجاوب والترحيب الكبير للساكنة الذين تفاعلوا مع الأنشطة التواصلية التي نظمها مرشحي الأحرار، قبل دخول موعد “حظر التجول الليلي” المفروض للحد من تفشي وباء كورونا.

وما زادها تميزا الطريقة الاحترافية التي تقودها بها حنان جبران، وكيلة اللائحة الجهوية بإسم الحزب، خصوصا في ظل الرصيد الشعبي لديها بالحي الحسني، حيث تعد من الوجوه المألوفة حتى قبل أن تركب سفينة السياسة، وذلك لدفاعها الشأن التربوي والتعليمي من بوابة عضويتها بالمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء – سطات.

ويعد التعليم والصحة أحد المرتكزات الأساسية للحملة الانتخابية والبرنامج الذي تسعى وكيلة اللائحة الجهوية لحزب الحمامة حنان جبران خلال فوزها بعضوية مجلس جهة الدار البيضاء – سطات إلى بلورته وتحقيقه في الواقع، خصوصا وأنها تشغل منصب نائبة رئيس الجمعية المغربية لدعم  للتعليم الأولي، ورئيسة فرع جهة الدار البيضاء – سطات لجمعية أساتذة اللغة الإنكَليزية بالمغرب.

ميزات أخرى تمتلكها حنان، تجعلها حظوظها أقوى وعلى ثقة كبيرة في تحقيق الفوز خلال هذه المحطة، إيمانها الراسخ بضرورة تكوين الشباب وتأهليهم لتحقيق التنمية المنشودة. وهو ما آثرت على ترجمته على الأرض حتى قبل دخول النزال الانتخابي من خلال اشتغالها بصدق وتفان وطموح لا ينضب في المجال التربوي.

وكذلك يقينها بأن المرحلة الحاسمة التي تقبل عليها الحي الحسني، تحتاج إلى طاقات متشبعة بالتغيير وعندها الكلمة ومستعدة لبذل كل جهودها لتصبح المنطقة في المكانة التي تؤهلها للعب الأدوار المنوطة بها، على اعتبار أنها تحتضن القطب المالي الذي سيشكل أبرز واجهة للمدينة والمملكة ككل.