لقاو عندهوم فلوس كثيرة فاتت مليون ونصف مليون درهم.. توقيف بزناسة فالشمال كيبيعو لغبرا (صورة)
حميد زيد – كود//
كنتُ سباقا إلى الاشتغال لصالح دول الخليج وخدمة أجنداتهم.
وأول دولة تلقيت منها عمولة مقابل خدماتي. كانت هي سلطنة عمان. قبل حوالي عقدين من الآن.
وأتذكر أنهم وظفوني في مجلة لهم تسمى”نزوى”. ونشرت فيها ترجمة شذرات للفيلسوف سيوران.
وبمجرد أن صدر العدد. توصلت من السلطان قابوس بشيك قيمته 100 دولار.
وكم فرحت في ذلك الوقت بعمالتي.
لكن المشكلة التي واجهتها أن لا بنك قبل أن يصرف لي ذلك الشيك. قبل أن يتدخل صديق لي. يشتغل في بنك العرب. ويحل المشكلة. فأخذت المبلغ. وبددته في ليلة واحدة في “نيغريسكو”. وحين استيقظت في الصباح وجدتني مفلسا. لا دولار في جيبي ولا درهم.
وقد كنت مستعدا أن أنشر المذهب الإباضي في المغرب مقابل شيكات أخرى. لكنهم لم يطلبوا مني ذلك.
وبعد سلطنة عمان. وظفتني البحرين كي أخدم أجندتها. ومن المنامة جاءني شيك بنفس القيمة المالية أو أكثر بقليل.
والمضحك أنهم كانوا يظنونني دكتورا. ولن أنسى تلك الرسالة التي بعثوها إلي. يشكرون فيها تعاملي معهم. وعلى الظرف لقب الدكتور حميد زيد. والحال أني في تلك الفترة. كنت طالبا بئيسا. ومستقرا في الحي الجامعي مولاي اسماعيل.
أما المقال الذي نشروه لي فقد كان يتعلق بفصل من بحث الإجازة. ولم يكن إلا تلخيصا لكتاب “الغرفة المضيئة” لرولان بارث.
ولما كتبت لهم أني باحث في الصورة. انطلت عليهم الحيلة. وعوضوني. طالبين مني مساهمات أخرى في نفس الموضوع.
وقد كنا في تلك الفترة نتنافس على العمالة للخليج.وأي مجلة تظهر. وأي جريدة.نتسابق في ما بيننا حول من ينشر فيها الأول. وحين ظهرت مجلة سعودية متخصصة في الشعر. أظن أن اسمها”عبقر”. كتبنا قصائد جديدة على عجل.
وأنجزنا ترجمات من عيون الشعر العالمي. ولم نخبر من لم يسمع بصدورها. كي لا يزاحمنا في التعويض المالي. وكي لا يتوصل بالشيك. إلا أن المفاجأة غير السارة هي أن تلك المجلة لم تكن تمنح مكافأة ولا تعويضا.
وكم كان مخجلا وفضيحة أن تنشر في السعودية قصيدة نثر ولا تأخذ ريالا واحدا.
ورغم كل هذه الخبرة. ورغم كل هذه التجربة التي راكمتها في خدمة أجندات إمارات الخليج. فقد جاء جيل جدبد من الصحفيين وتفوق علي. مستغلا الصراع والخلافات بين قطر والسعودية والإمارات.
وهم الآن يفضحون بعضهم البعض. ويتشاجرون. ويتراشقون بالتهم.
وجزء منهم يتلقى الأموال من قطر. والجزء الثاني يشتغل مع الإمارات.
وأنا بينهم أتلمظ. ويتحلب فمي. ويسيل لعابي.
وأرغب في أن أجد موطىء قدم لي بينهم. وأصطف. بينما لا منصب شغل شاغرا. ولا عروض عمل.
وقد أخذوا مني قطر.
وأخذوا مني الإمارات والسعودية.
ولم يتركوا لي إلا العربي الصغير وماجد.
وأحاول جاهدا أن أعود إلى تألقي. وأعرض خدماتي. بينما في كل مكان زحمة. وطابور طويل.
مستنتجا أن الركب فاتني.
وأني لم أستفد من تجربتي. ولم أستوعب التحولات في المنطقة.
وأفكر جادا في العودة إلى المنامة
وإلى مسقط
وإلى السلطان قابوس
وإلى الإباضية
وإلى سلطنة بروناي
وأينما وليت وجهي أجد أشخاصا سبقوني
وصواريخ
وقذائف
وحملات
وغارات
فأحني رأسي. وأختبىء. وأتفرج في هذه الحرب الخليجية المشتعلة في الصحافة المغربية. وأبكي حظي العاثر.
ومن جشعهم.
ومن وحشيتهم. ومن حروبهم غير النظيفة. التهموا حتى الفتات. وحتى سلطنة عمان لم يتركوها لي. وحتى مسقط وصلوا إليها. وصرت أراها في الجرائد والمواقع المغربية.
والكارثة أني تقدمت بنهج سيرة كي أشتغل ذبابة إلكترونية
لكنهم رفضوني.
ولم يسمحوا لي بأن أشتغل
وبأن أتجند
ولو كباعوضة. ولو كجعران. ولو كعائشة البوالة. ولو كأي حشرة.