الأمير هشام العلوي عطا محاضرة فمعهد الدراسات السياسية فباريس على دور السياسة فالتقدم الاقتصادي فمنطقة الشرق الأوسط و دار مقارنة بين الانظمة ديال الخليج و ديال شمال افريقيا
حميد زيد-كود//
أنا مرشحها.
أنا مرشح الدولة لأكون أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة.
أنا صديق صديقي.
أنا من سيخلفه.
أنا من تعول الجهات عليه.
نعم. أنا. أنا هو. ولا تستغربوا. ولا تقولوا لا يمكن. ولا تقولوا هذا مستحيل. ولا تيأسوا. ولا تفقدوا الأمل.
أنا هو.
وقريبا سترون الإشارات.
أنا رسولها.
أنا من تنتظرون نزوله عليكم.
أنا من سيسقط عليكم من فوق.
ومن حقكم أن تشكوا. ولا تصدقوني.
ومن حقكم أن تقولوا لي: هات دليلك. هات صورة تجمعك بصديق صديقي.
تحدث معنا عنه.
احك لنا حكاية.
أنشىء مشروعا إعلاميا كبيرا.
اجعل كل زعماء الأحزاب يخافون منك.
أبهرنا.
أرنا معجزة.
اكتب كتابا.
اهرب مثل إلياس. واختبىء في الغابة. وفي الأدغال. ونم في محطة القامرة. وفي الجامع.
لكن صبرا. ولا تتسرعوا. ولا تكفروا. فكل شيء سيظهر في وقته.
وسأفرجكم على عجائبي. وبطولاتي.
فقد لاحظنا نحن فوق. في الدولة. وفي الجهات. جحودا.
وقد سمعنا ذلك العبد اللطيف وهبي يتطاول علينا.
ويذكر الدولة بالاسم. ويتحدث عنها كأنها صديقته. وكأنه على سابق معرفة بها.
ويدعي أنه مستقل عنها. وأنه يريد أن يأخذ مسافة. وأن يقطع الحبل.
ويوهمكم بذلك. ويحبطكم.
ويصور لكم أن لا أحد معكم.
وأن من بعثني إليكم قد تخلى عنكم. وتركككم تواجهون مصيركم لوحدكم
فلا تصدقوه. ولا تثقوا فيه. وثقوا في أنا. وفي من أرسلني
فقد كان وهبي يساريا. ويتقن هذه اللغة. ويريد أن يخدعكم.
ولا تكونوا مغفلين وتتبعوه.
ولا تتبعوا الآخرين.
بل اتبعوني أنا.
لأني واضح. ولا أنكر فضل الدولة علي. ولا أتبرأ منها. ولا ألعب هذه اللعبة.
فلا مستقبل لكم بعيدا عن الأوامر والتعليمات.
وصدقوني.
فأي خطوة تخطونها بعيدة عن حضن الدولة ستتعرضون بعدها للندم.
ومن أين لوهبي بالمال.
ومن أين له بالسلطة. ومن أين له بالأصوات. في هذا الزمن الأغبر. الذي لا يمنح فيه أحد صوته مجانا.
ولوجه الله.
ومن أين لوهبي بالتراكتورات. وبالدعم. وبالأعيان. وبالأثرياء.
ومن سيقنعهم.
ومن سيدفعهم دفعا لمساندة عبد اللطيف وهبي.
وحتى ذلك المقر الجميل لحزب الأصالة والمعاصرة ستفقدونه لو ابتعدتم عن الدولة.
وحتى عشبه لن يسقيه أحد. وسيجف. وسيصفر.
ولن تجدوا مقرا.
وليس من الأخلاق في شيء أن نتنكر للدولة. وأن نقحمها في مشاكلنا الداخلية.
وأن نذكرها بالاسم. وأن نوظفها. ونورطها.
ولا يكذبن عليكم أحد في حزبنا ويقول لكم إنه ليس مرشحها.
ولا يتلقى تعليمات.
بل كلنا لها. وهي التي خلقتنا.
وبالأوامر عشنا. وبالتعليمات كبرنا.
لكن الفرق بيننا. أنها اختارتني أنا هذه المرة.
لأني الأفضل. ولأني رجل المرحلة.
وقد تضحكون.
لكن الدولة عودتنا في السنوات الأخيرة أن تقدم على خطوات غير متوقعة.
وليس غريبا أن تختارني أنا.
ولم تختر الجهات وهبي. ولا الشيخ بيد الله. ولا عبد السلام بوطيب. ولا غيرهم.
بل أنا.
وكلهم أرانب سباق لي.
وليس هذا هو الوقت المناسب كي أقول لكم إن الجهات غاضبة.
وإن ظنها خاب فيكم.
وإنها لم تكن تتوقع أن تقحموها بهذا الشكل. وتتحدثوا عنها. لا بالسلب ولا بالإيجاب.
ولذلك فلن يمر وهبي.
ولن يمر خصومه داخل الحزب.
وما يحدث الآن من صراع بين المتنافسين في البام.
وما يعرفه انتداب المؤتمرين من طعون. ومن اعتراضات. هو مجرد تسخينات.
وفي المؤتمر.
وفي اللحظة الحاسمة.
سيكون كل الؤتمرين طوع بناني. وستصوتون لصالحي.
ورغما عنكم ستفعلون ذلك.
لأني أنا مرشحكم.
ولأن صديق صديقي هو من أرسلني إليككم.
وإما أن تختاروني
وإما ستكون نهايتكم
وما عليكم حينها إلا البحث عن حزب آخر.
وإذا لم تفعلوا ذلك.
فهذا يعني أننا لم نعد حزب الدولة. وأنها قد تخلت عنا.
وهذه كارثة.
وهذا يعني أنه لم يعد لنا وجود
وأنه علينا أن نبحث عن الدولة وعن جهاتها في مكان آخر
وفي حزب آخر.