الرئيسية > ميديا وثقافة > آبيل فيديو.. تقنية كتجمع المغاربة فزمن كورونا. تصالح مع وسائل التواصل الاجتماعي بعدما ولات المنفذ الوحيد ليهم للخروج من العزلة
25/03/2020 08:00 ميديا وثقافة

آبيل فيديو.. تقنية كتجمع المغاربة فزمن كورونا. تصالح مع وسائل التواصل الاجتماعي بعدما ولات المنفذ الوحيد ليهم للخروج من العزلة

آبيل فيديو.. تقنية كتجمع المغاربة فزمن كورونا. تصالح  مع وسائل التواصل الاجتماعي بعدما ولات المنفذ الوحيد ليهم للخروج من العزلة

أنس العمري ـ كود//

إلى وقت قريب كان يتحدث عنها بألم لما حملت من وزر وقوفها وراء بروز ظواهر سلبية عدة، أغلبها مرتبط بالجانب الصحي، قبل أن تأتي «كورونا» لتلمع بعضا من هذه الصورة. إنها تطبيقات ووسائط التواصل الاجتماعي، التي اختلفت الحياة في زمانها عن تلك التي عاشتها أجيال ما قبل الثورة الافتراضية.

فهذه الوسائل كانت من بين التي انعكس عليها ظهور الفيروس الذي لم يترك جانبا من الحياة اليومية إلا وأثر فيه. غير أن هذا التاثير لم يكن بالسلب، بل بالإيجاب عكس ما شهدته باقي الجوانب. فبعدما كانت هذه «المنصات الافتراضية» ملعونة من قبل شريحة لا بأس بها، وفي مقدمتهم أولياء الأمور، لكونها المتهم الرئيسي في التسبب في عزلة المرتبط بها، أضحت حاليا «مرغربة ومطلوبة» حتى من قبل هاته الفئة التي كانت تضعها في «القائمة السوداء» للأدوات التي لا يفكر في استخدامها تحت أي طائل، وهو ما يضعها أمام فرصة الخروج من أزمة «كورونا» بحضور أقوى.

وإذا عرف سبب هذا التغيير المفاجئ بطل العجب منه. والدافع وراء هذا التحول هو أن هذه الوسائل باتت المنقذ الأول والوحيد من هذه الحالة، في ظل أنها بقيت النافذة الوحيدة إلى العالم الخارجي، إثر الاستقرار على أن «الحجر الصحي الشامل» هو السبيل الوحيد للتخلص من شبح من (كوفيد ـ 19) والشروع في تفعليه بإلزام سكان البلدان المسجل بها حالات إصابة ب «كورونا» بالمكوث في منازلها وعدم التنقل إلا للضرورة القصوى.

وبما أن المغرب ركب بدوره مركب العزل هذا الذي فرض لكسر سلسلة انتقال عدوى الفيروس بهدف محاصرته، فقد كان من بين الدول التي فتحت بها «الكائنات الاجتماعية» المحبذة للتواصل المباشر صفحة جديدة مع هذه الوسائط الافتراضية.

وبرزت ملامح هذه العلاقة مع الساعات الأولى لبدء تطبيق إجراء «الطوارئ الصحية» الذي بدأ العمل به منذ الجمعة الماضية. فبينما حرم هذا الفيروس اللعين الأسر من الاجتماع ببعضها البعض في عطلة نهاية الأسبوع، لم يجد هؤلاء، وفي مقدمتهم الآباء، من منفذ للاطمئنان على بعضهم البعض وعلى أبنائهم سوى إجراء مكالمات فيديو فيما بينهم عبر تطبيق التراسل الفوري (واتساب)، والتي كانت الوسيلة الوحيدة بالنسبة لهم للاطمئنان عن قرب على أحوال بعضهم البعض، بما أنها تتيح مشاهدتهم على الحالة التي هم عليها.

عادل (م)، وهو موظف يعمل بالدار البيضاء، واحد من الذين أدخل «كورونا» تغيير في علاقة والديه بهذه الوسائط. وعن هذا التحول، يقول ل «كود»، «مكانش والديا كيعرفوا شناهو الاتصال بالفيديو. وفأغلب الأحيان إلى ما تصلتش بهم مدة كانوا كيتواصلوا معايا عبر مكالة هاتفية عادية في انتظار ما نجي عندهم ونشوفهم». ولكن في ظل هذا الظرف الاستثنائي، يضيف عادل، «ملقاوش من خيار سوى يتعلموا إجراء هذا النوع من المكالمات.. ومنذ الجمعة وأنا في تواصل يومي معهم، وهذا كان عندو دور كبير في التخفيف من حالة الضجر والملل والخوف لي مسيطرة عليهم. فمن جهة، هم كيطمنو يوميا علي وعلى باقي أشقائي، ومن جهة أخرى كيدوزو معانا الوقت في تقاسم الروتين ديالنا اليومي في فترة الحجر الصحي».

جلسة جماعية عن بعد

حسنات هذه «النافذة الافتراضية» لا تقف عند هذه الحدود في زمن (كوفيد ـ 19). فحسب ما رصدته، «كود»، وسط عائلات فإن عددا من المغاربة بدأوا يستغلون الميزات التي توفرها هذه التقنية، ومنها إجراء مكالمة تجمع 4 أشخاص، في عقد «جلسات جماعية» إما عائلية أو فيما بين الأصدقاء وزملاء العمل.

ومن بين هؤلاء من كانوا بالأمس يرفضون بتاتا التعامل مع هذه الوسائل، والذين تضم قائمتهم مثقفين وأساتذة جامعيين ومسؤولين في عدد من المجالات، والذين كانوا يرون أن هذه الوسائل «معندها باش تفيدهم».

يقول سعيد (ر)، إطار في القطاع الخاص، في تصريح ل «كود»، «في الحقيقة لعبت هذه الوسائط دورا كبيرا في إخراجي من عزلة الطوارئ الصحية. فبمجرد إعلان هذا الإجراء، وأضحى لدي موعد يومي، سواء مع أفراد أسرتي أو أصدقائي، إذ نجري مكالمة جماعية ونتبادل فيها لفترة طويلة أطراف الحديث حول مستجدات الوباء محليا وعالميا وأيضا كيفة قضاء كل واحد منها يومه داخل منزله».

وأضاف «حاليا ليس لنا من متنفس سوى هذه الوسائط.. فهي حاليا المنصة الوحيدة لنا للتواصل وللسؤال عن بعضنا البعض. وما تلعبه حاليا من دور غير الكثير من الصورة التي كنت أرسمها عنها. كل حاجة فيها الخايب والمزيان، لذا فإن هاد الوسائل إلى خلا كلشي ينفرها فوحد الوقت فالسبب هو السلوكات ديال البعض.. وهادشي وقفنا عليه مزيان فهاد الأزمة».

من الواضح أنه في العديد من المجالات، ليس هناك ما يكفي من معلومات للوصول إلى نتائج نهائية وحاسمة، لكن ما أظهره اجتياح «كوفيد ـ 19» لعدد من دول العالم هو أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الناس بأشكال مختلفة، وفقا لظروفهم المسبقة، وسمات الشخصية لديهم. لذا، سيكون من الخطأ القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بشكل عام، لأنه من الواضح أنها قد تحقق فوائد لا تحصى في حياتنا.

موضوعات أخرى

19/04/2024 18:50

حرب الدولة على “الجراد”.. لفتيت: المبيدات تؤثر على النظام البيئي كامل وها كيفاش كيتم مواجهة هادشي

19/04/2024 18:43

المغرب داير اتفاقيات مع روسيا وضد الحصار اللي باغي يديرو عليها الغرب. ها اش وقع معانا

19/04/2024 18:00

الشرقاوي ديال اتحاد طنجة جاب الربحة.. بعد استفسار الوالي جات عندو لجنة تفتيش من الداخلية

19/04/2024 17:50

أنصار الخطاط ينجا ما خلاوش المؤتمر الإقليمي ديال حزب الإستقلال ينعاقد فالداخلة