الرئيسية > آراء > لماذا لن أصوت لفيدرالية اليسار؟ أيها المتضامنون مع الفيدرالية اطردوا منها أحزابها القديمة واحتلوها، إنها غير موجودة، وما تظنوه فيدرالية هو شيء آخر
01/10/2016 17:15 آراء

لماذا لن أصوت لفيدرالية اليسار؟ أيها المتضامنون مع الفيدرالية اطردوا منها أحزابها القديمة واحتلوها، إنها غير موجودة، وما تظنوه فيدرالية هو شيء آخر

لماذا لن أصوت لفيدرالية اليسار؟  أيها المتضامنون مع الفيدرالية اطردوا منها أحزابها القديمة واحتلوها، إنها غير موجودة، وما تظنوه فيدرالية هو شيء آخر

حميد زيد كود //////

لماذا لن أصوت لفيدرالية اليسار؟

أساسا لأني يميني.

وما أصعب أن تكون يمينيا في المغرب وتكتب بالعربية الفصحى.

أو بالأحرى لست يساريا بتعريف الفيدرالية لليسار.

ويكفي أن فيها حزب اسمه الطليعة وآخر اسمه المؤتمر الوطني الاتحادي كي لا أفعل ذلك اليوم وغدا وفي الأزمنة الغابرة.

لقد صوت في الماضي مرتين.

وفي المرتين ذهب صوتي للوردة.

وكانت أحزاب الفيدرالية هي نقيض كل قناعاتي وما أومن به.

ولم أكن أصوت للاتحاد من أجل الاشتراكية، بل من أجل الديمقراطية الاجتماعية.

وكما في كل العالم.

وكما في كل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية

كانت الاشتراكية مجرد لقب ورثوه من الماضي، وكانوا تباعا ورغما عنهم يتحولون إلى ليبرالية اجتماعية.

وكنت أرى أن الوردة مهيأة لتصبح مثلهم.

وكنت أقرأ عبد العالي بنعمور ودعوته إلى صف حداثي ديمقراطي يشمل اليسار والليبراليين.

وكم كنت مقتنعا.

واليوم أكثر.

وكنت أقرأ محمد الكحص.

حين كان المغاربة يشترون جريدة ليبراسيون.

تخيلوا معي أنه كان في المغرب أناس يشترون جريدة حزبية ناطقة بالفرنسية، يقرؤونها في المقاهي، ويناقشون افتتاحياتها.

وكم عمري الآن.

لقد كبرت حتما

لكني منذ عشرين سنة تقريبا وأنا مقتنع بأن الحل الوحيد أمام الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية هو الليبرالية الاجتماعية.

ودائما يظهر ذلك بشكل جلي حين تصعد هذه الأحزاب إلى السلطة.

فتصبح ليبرالية.

رغما عنها تصبح ليبرالية وديمقراطية اجتماعية فقط، هذا إن استطاعت ذلك.

وفي كل مرة يتكرر هذا الاختبار.

وتفشل الاشتراكية.

لكننا للأسف متأثرون بفرنسا، وبيسارها وبحزبها الاشتراكي، وبيسار يسارها، وها نحن مثلهم نخلق ملينشونات جددا.

ونخلق شعبويات يسارية من مختلف الألوان.

ومنذ عقود ونحن نخلق أحزابا صغيرة من داخل الأحزاب الكبيرة

ونتقلص وننعدم

متأثرين بالاحتباس الفرنسي حد الهوس

وأسوأ ما فيها نأخذه منها

وها نحن اليوم أمام عدد لا يحصى من الأحزاب الخارجة من رحم الاتحاد الاشتراكي

حتى أن المرء ينسى من هي وكم عددها

بينما الأصل هو الآخر صار شبحا لنفسه

وعائلتي الفكرية هم هؤلاء الذين يعلنونها صراحة.

أولئك الاشتراكيون الذين صاروا ليبراليين اجتماعيين.

في فرنسا وفي إسبانيا وفي المغرب أيضا.

أولئك الذين توقفوا عن الكذب، وعن دغدغة عواطف المواطنين.

فلا اشتراكية ممكنة اليوم.

كما لم تكن ممكنة أمس.

ولا أعرف دولة ديمقراطية اشتراكية.

الكلمتان لا تلتقيان إلا في الشعار، وفي الكتب، وفي التقارير الإيديولوجية، لكنهما في الواقع تنفران من بعضهما البعض.

وقد مرت عقود، وما لم أكن مؤمنا به قبل عشرين سنة لا يمكنني أن أصوت لصالحه اليوم.

الإنسان يتقدم ولا يعود إلى الخلف.

ويكفيني وجود حزب إسلامي ووجود سلفيين ووجود آخرين متربصين.

أتحدث عن نفسي، مادام كثير من أصدقائي يضعون الرسالة في بروفايلاتهم.

لست ضد أحد في فيدرالية اليسار.

بينما هي نقيضي الإيديولوجي، ولا يمكن لعاقل أن يمنح صوته لنقيضه.

ولا يمكنني أن أعود القهقرى.

مثل هذه الأحزاب تظهر في وقت الأزمة، حيث يزحف الهامش نحو المركز، ويستغل الفرصة، ويرفع السقف عاليا.

ويستغل فشل الأحزاب “التقليدية”، وفشل النظام السياسي، ليصعد.

ويحاول أن يملأ الفراغ، الذي تركه الآخرون

بشعارات الماضي، وبكائنات من الماضي، وبشباب اكتشف اليسار بعد موته.

وقد كان ممكنا أن تنجح هذه الأحزاب في سبيعينيات القرن الماضي وفي ثمانينياته، وبعد أن أنهكت نفسها وأنهكتها السلطة وعذبتها، قررت أن تشارك في العملية الانتخابية.

ودائما بعد فوات الأوان.

فيدرالية كل طموحها هو أن تصبح سيريزا المغرب.

كل طموحها هو النجاح لتفشل بعد ذلك.

كل طموحا هو بناء دولة مأزومة مثلما فعل سيريزا

كل طموحها هو الاستثمار في غياب بديل واقعي.

لكنها تبقى أحزابا لا تنتعش إلا في الأزمة وفي المأزق

في لحظات الشك، وفي الفترات التي يميل فيها الناس إلى التطرف، وإلى الحلول السحرية

وإلى شبيك لبيك

العدالة بين يديك

لكني فعلا مندهش من هذه الحالة التي اسمها فيدرالية اليسار.

وأرى أن هذه التي ستصوتون لها ليست هي.

كثيرون من بين أصدقائي سيصوتون لفيدرالية اليسار،وعندما نناقش الحزب والتحالف، أكتشف أنهم سيصوتونلشيء آخر.

ليست الفيدرالية التي أعرف.

بل حزب آخر غير موجود، ويتخيلونه.

ويظنون فيدرالية اليسار هي نبيلة منيب وهي عمربلافريج.

يصوتون لحزب من الصور.

حزب من خيال.

وغير موجود بالمرة.

ولا يتحدثون أبدا عن حزب الطليعة، ولا يتحدثون عنالمؤتمر الوطني الاتحادي، ولو كانوا يعرفون هذينالحزبين، لكان لهم ربما موقف آخر.

هناك مفارقة وأشياء غريبة تقع في موضة التصويتلفيدرالية اليسار.

الفيدرالية تظن أن المتضامنين معها اشتراكيون وقوميون وشعبويون.

والمتضامنون والمصوتون المحتملون الجدد يظنونالفيدرالية هي عمر بلافريج وحملته الانتخابية السابقة.

بينما الواقع هو سوء فهم متبادل.

وسوء الفهم هذا هو الذي خلق هذه الحالة التي نراهااليوم.

وهو الذي جعل من رمز الرسالة رائجا في الفيسبوك،يضعه الحداثي في بروفايله، ويضعه الغاضب، ويضعهالرافض، ويضعه اليساري المتطرف، ويضعه اليساريالمعتدل، ويضعه الليبرالي، ويضعه “البورجوازي الصغير”، ويضعه المغترب، و يضعه الدائخ.

لكنها ليست هي.

وأتمنى صادقا أن تصير الفيدرالية مثل المصوتين الجدد لها.

أتمنى أن تتخلى عن نفسها وتصير جمهورها الجديد.

هؤلاء أفضل منها بكثير.

وأتمنى صادقا أن يحتلوها

ويطردوا الطليعة

ويطردوا المؤتمر

ويطردوا الديمقراطيين المستقلين

وكم هو غريب أن تصوت لشيء ليس هو، وليس كما تظن

وكم هي غريبة هذه الحالة في الفيسبوك وتويتر

إنه حزب من خيال

ويسار افتراضي

لا عمال فيه ولا فلاحين

ولا طبقات

ولا ماركس

ولا اشتراكية

بل يعيش في عوالم إلكترونية موازية

تواجه الواقع السياسي المغربي

بشعارات الماضي

وبمتعاطفين هم في أغلبهم ضد هذه الشعارات

لكن الناس دائخون

ولا بديل لهم

وأفهم هذه الحالة

وأفهم الغبطة التي تشعر بها نبيلة منيب

وأفهم غيرة حزب الطليعة

وأفهم كمون حزب المؤتمر الوطني الاتحادي

فلا أحد منهم يصدق ما يحدث

ولا أحد مستعد أن يقول

هذه ليست فيدرالية اليسار التي ستصوتون لها

إنها حزب آخر

لم يخلق بعد في المغرب

حزب يتمنى الجميع أن يكون موجودا

ومن سخرية القدر

أن خصومه

هم الذين يصنعونه اليوم.

لقد صوت في الماضي مرتين

وفي المرتين ذهب صوتي للوردة

وما زال هذا الرمز مثيرا بالنسبة إلي

وجميلا

ونفسيا لا أستطيع أن أفعل شيئا آخر غير هذا

وأنتظر

كأي حالم

أن أصوت مرة أخرى لنفس الوردة

ليس غدا

بل في المستقبل

بعد سنوات من الآن

إنها مسألة تعود

ونوع من الإخلاص لشيء لم يعد موجودا

لكني وكأي مريض بالحنين

أنتظر عودته يوما ما

وعودة تلك الوردة

ولا أستطيع مهما حاولت أن أتعاطف مع نقيضي

ولا أستطيع أن أمنح صوتي إلا لها

ومها حاولت فإني عاجز أن أصبح يساريا كما هو يسار فيدرالية اليسار

كأني لو فعلت ذلك

أصوت ضد نفسي

وضد أفكاري

وهل يوجد شخص يصوت ضد نفسه.

لكني

ويا للغرابة

أرى أصدقاء لي نتقاسم تقريبا نفس القناعات

يصوتون ضد أنفسهم

وأحسدهم

على هذه الطمأ

موضوعات أخرى

07/05/2024 14:00

مناقشة حصيلة الحكومة فالبرلمان.. الأغلبية موجدا تدافع بتقارير دولية ونتائج الحوار الاجتماعي والمعارضة المنقسمة معولة على تقارير المندوبية وبنك المغرب

07/05/2024 13:30

هولندي كان كيفوج في المغرب وغير دخل لاسبانيا شدوه.. متورط مع ريزو مفرگع 17 گيشي ف ألمانيا وسارق مليون يورو

07/05/2024 13:20

مندوبية السجون: عدد المحابسية ف 2024 غادي يتزاد وتوقع باش يوصل لكثر من 122 ألف (أرقام رسمية)

07/05/2024 13:00

المارشي الجديد ديال السكن الاقتصادي فكازا تفرق.. فيه تقريبا 200 ألف برطمة مخصصة لإعادة إيواء قاطني البرارك وكاين لي دا حصة كبيرة فيه

07/05/2024 12:30

“لحوم فاسدة” قالبة مديرية التعليم بتاونات.. إعفاء رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والمالية ولونكيط مزال غادي تطيح مسؤولين آخرين