الرئيسية > آراء > هل مدينة طنجة في باكستان! لماذا تمنع السلطات كل شيء وتسمح للسلفيين بالتحريض ضد الصحفيين والكتاب ولعنهم وتقديم أسمائهم لمن ينوي قتلهم
27/01/2015 18:37 آراء

هل مدينة طنجة في باكستان! لماذا تمنع السلطات كل شيء وتسمح للسلفيين بالتحريض ضد الصحفيين والكتاب ولعنهم وتقديم أسمائهم لمن ينوي قتلهم

هل مدينة طنجة في باكستان!  لماذا تمنع السلطات كل شيء وتسمح للسلفيين بالتحريض ضد الصحفيين والكتاب ولعنهم وتقديم أسمائهم لمن ينوي قتلهم

 

 

 

حميد زيد- كود

 
هل طنجة فعلا في المغرب؟
هل عادي أن يتجمع إسلاميون في طنجة ويرفعون شعارات محرضة ضد أسماء وشخصيات بعينها، بينما السلطة تتفرج.
السلطة الحاضرة في كل مكان، والتي تمنع في كل مكان، تسمح في طنجة لسلفيين بأن يهتفوا: عصيد يا ملعون، ثم بعد ذلك يلعنون الصحفية زينب الغزوي.
ما كل هذه الحرية في المغرب؟

 
نمنع الحقوقيين، ونضبط الصحفيين وهم يصورون برامجهم سرا، بينما نتساهل مع دعوات الإرهاب والقتل، وبعد الشعارات وتحديد الأسماء، لا يبقى إلا التنفيذ.
كأن طنجة في ليبيا أو اليمن أو باكستان، كأنها ليست في المغرب، ومنها يهدد السلفيون زملاء لنا، ويصورون ذلك، ولا أحد يضبطهم، ولا أحد يمنع وقفتهم.
منتهى الحرية في تحديد لائحة الملاعين، ودون تدخل من الباشا ولا وزارة الداخلية ولا رجال سلطة ولا قوات مساعدة.
ربما هذه هي الحرية التي وصلنا إليها في المغرب، وهو أمر يجعلنا نشك في السلطة، ونشك في تساهلها المريب، وفي رحابة صدرها مع من يهدد حياة الناس، ويرسل اللعنات، في انتظار من يتلقف الرسالة ويؤدي الواجب.

 
إنها حريتنا الجديدة، التي اخترعناها اختراعا، وقد صار تحديد قائمة الأسماء رأيا يمارس بكل حرية، في ديموقراطيتنا الغريبة.
وبعد تهديدات الهاتف التي تلقتها مجموعة من الأسماء، والتي يجهل مصدرها، ها هم الإسلاميون وبوجه مكشوف يهددون عصيد والغزوي والشيوعيين والعلمانيين، وكل ما يسمعونه ممن يأمرهم بذلك، مرددين أسماء وكلمات لا يعرفونها، وقد قيل لهم أن يفعلوا ذلك، ففعلوا.
بكل حرية، وفي واضحة النهار، وفي الشارع العام، وعلى مرأى ومسمع من السلطات، خرجوا ونفذوا تهديداتهم، بالغضب إياه وبالغيرة إياها وبالجهل إياه، وما علينا إلا أن نقبل التعدد والحرية والرأي الآخر والاختلاف، مادام الضحية لم يظهر بعد، ومادام التهديد واللعن هو على مستوى الكلام فقط، ولم يصل بعد إلى التنفيذ.

 
كأننا في لعبة جديدة وقواعدها بدأت تتضح.
السلفيون لطفاء وودودون مع السلطة، وهناك احترام متبادل بين الطرفين، ومن حقهم اقتراف أي شيء، وتكفير من يشاؤون، بكامل الحرية، شرط أن لا يقتربوا من السلطة.

 
وإلا بماذا نفسر هذا التساهل من السلطات، التي تمنع هذه الأيام الحقوقيين وتسأل عن التراخيص وتفض اللقاءات والتجمعات الصغيرة في فروع الجمعيات، وتسمح لسلفيين بأخذ الميكروفونات والتجمع والصراخ وتقديم الأسماء الملعونة لمن يفكر في القيام بعملية إرهابية.
كأن السلطة تقول للسلفيين افعلوا ما تشاؤون، ومارسوا حريتكم بالطريقة التي ترونها مناسبة.
كأنها توظفهم للنيل من المزعجين والذين ينشدون الحرية في هذا البلد.

 
كأننا صرنا أمام سلطتين، الأولى تمنع وتضبط من تشاء، والثانية ترهب من تشاء بكامل الحرية.
لم يكن هذا حتى في سنوات الرصاص، حين كان الخصم واضحا وأعداء الحرية والديموقراطية واضحون، بينما يخرج الآن من يهدد الناس في حياتهم في واضحة النهار، ومن يحدد الملاعين وأعداء الوطن والدين، ويفعل ذلك بصوت جهوري وبمكبرات الصوت، والسلطة تتفرج ولا تتدخل ولا ترى في ذلك أي خطر عليها وعلى المغاربة، ولا ترى أنهم يحاكمون الناس في الساحات والشوارع، وينافسونها في دورها.

 
يحدث هذا في طنجة
في واحدة من أجمل المدن المغربية وأكثرها انفتاحا وتعددا وتعايشا
كأنها ليست هي
وكأن السلطة ليست موجودة
وكأننا في بلد آخر
كأننا التحقنا بالخراب العربي وبغياب الدولة
التي من دورها أن تحمي مواطنيها
ولا تسمح لمن يهددهم ويلعنهم في الشارع العام
وفي الساحات
ومن دورها أن تطبق القانون
وتعاقب كل من تخول له نفسه منافستها

 

 
القصة تبدأ دائما هكذا
يكون الوحش صغيرا
ومتحكما فيه
ويؤدي كل ما يطلب منه ويعرف حدوده
وفي لحظة ما يكبر
ويخرج عن الطوق
ولا يبقى عصيد أو الغزوي فحسب هما الملعونان
بل المغرب كله
بدولته
واستقراره
ومواطنيه.

 

 
لكن يبدو أن للسلطات رأيا آخر هذه الأيام، فالسلفيون لطفاء وودودون معها، ويسهرون على توقيرها، ومقابل ذلك، تسمح لهم بتكفير الصحفيين والكتاب، بمنتهى الحرية والثقة في النفس يقومون بذلك، إلى أن تقع الكارثة، ويتطوع شخص من الحاضرين في تلك الوقفة، بعد أن يقتنع ويشحن بما لقنه له شيوخه في مكبرات الصوت، وينفذ جريمته.

موضوعات أخرى

28/04/2024 09:00

لا طعم للعيون نهاية هذا الأسبوع. لا لون لها. ولا رائحة. ونهاية هذا الأسبوع أكثر مللا من سابقيه. وأكثر رتابة.

28/04/2024 08:00

صحيفة “وول ستريت جورنال”: شكون ورا الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل فالجامعات المريكانية؟

28/04/2024 06:00

بينهم 5 مريكانيين.. البوليس الإسرائيلي اعتاقل 7 د ليهود حاولو يدخلو مساعدات لغزة