حميد زيد كود /////

البوغجوازيون.

البوغجوازيون الصغار.

الذين يناقشون السياسة على ضوء الشموع في مطعم، ويتحدثون عن الحزب الاشتراكي الفرنسي وعن ميلونشون وفالس ومونتبورغ ظانين أنهم يتحدثون عن المغرب.

الـ”بوبو”الجميلون.

اليساريون السابقون أصحاب التكوين العالي.

الذين يفيضون إنسانية.

الذين قرأوا كل روايات أمين معلوف، وكتب ومقالات جاك أتالي.

المثقفون، الذين يتحدثون عن رأسمال توماس بيكيتي في القرن الواحد والعشرين، ويعتبرونه إنجيلهم الجديد.

ويتك، ويتك، ويتك عليهم.

الذين يتابعون أخبار العالم في “إي تيلي”

الذين يشترون أفلامهم المقرصنة من الگزا ودرب غلف، ويختلطون مرة في الأسبوع مع الدهماء.

الأنيقون.

الذين يدخنون المارلبورو لايت.

الذين تشاهد زوجاتهم إم 6 وتي إف1، بينما هم مخلصون لكنال بليس.

الذين يتبجحون عليك بمتابعتهم لأفلام غامضة في أرتي.

الذين يقولون لبعضهم البعض: هل شاهدت ما فعلته ليا سلامي أمس في الضيف الفلاني.

النخبويون، سكان أحياء الطبقات الوسطى مرتفعة الدخل، والذين لم يتمكنوا من شراء فيلات، ويطمحون إلى ذلك.

الذين يحلمون بمغرب آمن، وخال من اللصوص والشحاذين في علامات الوقوف.

الذين يتأففون من التخلف ومن الفقر المتفشي.

الذين يخافون على أرواحهم من المستقبل والتحرش.

الذين يتبضعون ويشترون الفواكه والخضروات والسمك من سوق العكاري، ويبحثون عن أرخص الأسعار.

الذين يزعجهم المد الإسلامي.

الذين يدافعون عن قيم الحداثة وحرية الفن واللباس.

الذين أولادهم يتحلقون على فردريك بيغبدي في معرض الكتاب بالدار البيضاء ويقفون في انتظار أن يوقع لهم روايته الجديدة.

الذين لا يجدون أنفسهم في حزب البام.

الذين تربوا على مواجهة المخزن.

الذين يقدرون ما قام به الملك محمد السادس.

الذين لا حزب يمثلهم ويرغبون في منح أصواتهم.

هؤلاء

تعجبهم نبيلة منيب

وعمر بلافريج

ويقودون حملة لصالحهما

وبين كل مرشحي فيدرالية اليسار

اختاروا هذين الاسمين فقط

اللطيفون

الودودون

البوغجوازيون الذين قلوبهم مع اليسار

ليسوا مع الحزب الاشتراكي الموحد

ولا مع المؤتمر الوطني الاتحادي

ولا مع حزب الطليعة

بل فقط مع نبيلة وعمر

فمن يصنع لهم حزبا

من يقدم لهم هذه الخدمة

من يفكر في المغرب في هذه الشريحة الواسعة

التي تعشق الصور

والموضة

وصرخات الكتب

والأمن

والنظافة

ولا تجد حزبا يتبنى إيديولجيتها

حزبهم الكبير قادته موزعون على الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والأحرار والبام والحزب الاشتراكي الموحد

وهم يتامى

وقد وجدوا ضالتهم في نبيلة منيب

وعمر بلا فريح

ويتيك ويتيك ويتيك عليكم

وعلى مراهقتكم المتأخرة

ويتيك ويتيك وتيك

جات معاكم الاشتراكية

ورفض مشروع التي جي في

ويتيك

ويتيك

على لينين

وماركس

وروزا لوكسمبورغ

والتأميم

والكولخوزات

والسوفخوزات

في حي أكدال

وأنفا

والزرقطوني

لكن لا غرابة

يا رفاكي البوغجوازيين الصغار

فاليسار المغربي كان دائما حزب الطبقة الوسطى والبورجوازية الصغيرة

وكان خصمهم دائما هو الشعب

والكادحون

ويتيك

ويتيك

على أجمل ناخبين

في المغرب.