أنس العمري /////
في كل زيارة ملكية تنفض عنها كازانيكرا، ولو مؤقتا، ذلك السواد الذي اكتسبته إما بالأوساخ أو الأزبال أو بأفعال لا تمت للمواطنة بصلة.

غير أن عمليات التجميل التي تخضع لها العاصمة الاقتصادية مع كل زيارة لم تستطع إخفاء بعض الظواهر التي تفسد على الكازاويين حياتهم اليومية وتشوه صورة المدينة التي تسوق أمام العالم على أنها ستصبح وجهة مستقبلية لرجال الأعمال ومنافسا شرسا لكبريات المدن.

ومن بين هذه الظواهر الجريمة التي ضربت بقوة، في الأيام القليلة الماضية، وأثمرت الاستيلاء على ملايين السنتيمات من وكالة «وفا كاش»، التي تقع في شارع إبراهيم الروداني، بالقرب من ولاية أمن البيضاء، وأيضا ترويع طلبة بالخارج ،سلبهم سيارتهم بعد تهديدهم بأسلحة بيضاء.

ظاهرة أخرى ولات مطلعة الزعف للكازاويين، هي الارتفاع المهول في جيش المتسولين، الذين تزايد عددهم بشكل مرعب، كما أن أساليبهم باتت تجمع بين الاستجداء والترهيب في حالة عدم مدهم بمبلغ مالية.
والمثير في الأمر هو أن هذا الجيش بات يضم مشرملين. الذين، ورغم عدم حملهم أسلحة بيضاء، إلا أنهم باتو يزرعون الرعب في نفوس المواطنين. أولا بسبب أشكالهم وبنية أجسادهم التي تحمل آثار إصابات بالسكاكين وشفرات الحلاقة، وثانيا لكونهم ينهالون على كل من يرفض مدهم بالأموال بوابل من السب والشتم.

ويبقى أكثر ما يؤلم قلوب سكان العاصمة الاقتصادية هو أن هذا الجيش يضم العشرات من الأطفال الذين تدربوا على الاستجداء باحترافية وترصد السياح الذين باتوا يتهربون من بعض المناطق والمحلات تجنبا للوقوع تحت رحمة هذا الجيش الذي لا يرحم.