كـود : عمـر المزيـن//

“الانزعاج بعد الجماع” أو ما يعرف باسم “post-coital tristesse” حالة شائعة عند كثير من السيدات، حيث تشعر المرأة بحالة حزن جارفة واحتقار واشمئزاز بعد ممارسة الجنس، ما يجعلها تجربة مخيفة بالنسبة، لا تريد تكرارها.

والانزعاج بعد الجماع، مصطلح يستخدم لوصف شعور البكاء والحزن، القلق، العدوانية، والمثير في الأمر أنها تبدأ في الغالب عقب ممارسة الجنس “غير توافقية”، وحالة عدم التوافق تبدأ من عدم الرغبة المشتركة بين الزوجين إلى حالة الاغتصاب الكامل، ولكنها تتكرر بعد أي عملية جنس أخرى حتى لو كانت مثالية بين الزوجين.

ورغم أن المرأة قد تستمتع بالجنس بالفعل خلال الممارسة، إلا أن الشعور بالحزن والاشمئزاز عقب العلاقة، يجعل تكرار التجربة مرة أخرى، أمر مرفوض من جانب المرأة. ويقول دينيس نولز، المختص في علاج الجنس: إنه ليس من المألوف أن نشعر بالحزن بعد ممارسة الجنس، ولكن الأمر يعود لصدمة نفسية نتيجة التعرض لحادثة اغتصاب بشكل مباشر أو غير مباشر.

واوضح أنه بعد ممارسة الجنس، والشعور بهزة الجماع، تنفجر العديد من الهرمونات، حتى لو كان الجنس ناتج عن اغتصاب، ومن الطبيعي أن تشعر المرأة بالسعادة بعد هزة الجماع، وهو ما يحدث بالفعل، ولكن بعد هبوط ذروة النشوة الجنسية، تنخفض الهرمونات المسؤولة عن السعادة، وتعود هرمونات الحزن والغضب للظهور، وهو ما يولد حالة الاشمئزاز المذكورة.

وكشفت دراسة حديثة أن 46 في المائة من 230 مشاركا من الإناث شهدت انزعاج ما بعد الجماع “عدة مرات”، وفي دراسة منفصلة في عام 2011 وجدت أن ثلث النساء يشعرون بالاكتئاب حتى بعد ممارسة الجنس بشكل طبيعي.

ويوضح نولز أن الشعور بالضيق بعد ممارسة الجنس الطبيعي، يعد مشكلة نفسية بحاجة للكشف عنها وعلاجها حتى لا تتفاقم إلى مشكلة أكبر وهي عدم المتعة على الإطلاق في الجنس.