حميد زيد كود /////

مشكلتي أني لا أستطيع أن أقف في صف واحدة ضد الأخرى.

وأحبهن بنفس الدرجة.

لكنها الحرب ولا أستطيع أن أوقفها.

فمنذ مدة وأنا أتابع بأسف بالغ المعارك الطاحنة بين سلمى رشيد وابتسام تسكت ولمياء الزيدي ودنيا باطما وأخريات.

تصريح يرد على تصريح، وفيديو يقصف فيديو، وأنا في حيرة من أمري، وأحرص على ألا أتخندق، وألا أميل إلى أي جهة، وألا أنضم إلى أي جبهة قتال.

إنهن مستقبل المغرب الفني، وجميلاتنا الصاعدات، وأصواتنا العذبة، يتشاجرن على مرأى منا، ولم يتدخل أحد لوضع حد لهذه الحرب، التي لن يستفيد منها أحد، بل سنخسر جميعا

وأتساءل أين وزارة الثقافة، وأين بنكيران، وأين أفتاتي، وأين إلياس العمري، وأين المحللون والنقاد، وأين كتاب الرأي.

حتى موقع كود، الذي اهتم لفترة طويلة بعجيزة كيم كاردشيان، لم يحرك ساكنا، ولم يحاول إطفاء الحريق، ومارس الرقابة على هذا الموضوع، رغم الإثارة التي يتضمنها.

كأن لا أحد تعنيه هذه الحرب المدمرة.

ونهتم بكل ما يأتي من الخارج، ونهمل فناناتنا المتألقات، وهن يتشاجرن، في ما يشكل تهديدا حقيقيا للسلم في المغرب.

والحكومة لا علم لها بذلك، ولا خطوة منها، ولا مفاوضات، ولا دعوة موجهة إلى المغنيات من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار.

لقد تحدتهن ابتسام تسكت جميعا، وقالت أنا الأجمل.

أما لمياء الزيدي فقد قالت لغريمتها صوتك فيه خامة لا بأس بها، لكن عليك أن تشتغلي عليها.

ولم تسكت ابتسام تسكت وأطلقت صاروخا في اتجاه دنيا باطما، ولن أحكي لكم ماذا قالت، لئلا أؤجج الصراع.

والذي ينظر إلى وجه سلمى رشيد ووداعته، لن يصدق ما تقوم به في معركتها، والأسلحة التي تستخدمها.

ولا تقولوا لي هذا موضوع تافه، ولا يستحق كل هذا الاهتمام.

لا، لا، إنه الخطر القادم الذي يتهدد المغرب، وقد دخل الشجار نقطة اللاعودة.

ولن تصدقوني، إذا قلت لكم، ماذا رأيت وماذا سمعت وأنا أغطي الحرب من الجبهة الأمامية، مغامرا بحياتي.

واحدة منهن واجهت عدوتها بالقول: هذا ليس شعرك، وأتحداك، وأضافت: دايرا ليه إكستانكشن، وقد نقلت الكلمة بأمانة، كما نطقت بها فنانتنا.

ولم تقف عند هذا الحد، بل استعملت أسلحة ممنوعة، وواجهت عدوتها أمام ملايين المستمعين، وأقسمت بالله أن الصدر الذي نراه نافرا ليس لها.

وعجيزتها كذلك ليست حقيقية.

وعيناها بعدسات.

ورموشها ليست لها. وشفتاه منفوختان.

قالت لها نصفك سيليكون.

أنت لست فنانة، أنت امرأة مصنوعة صنعا.

وسرعان ما بدأ القصف المضاد، ولم تقف الفنانة المشكوك في أعضائها مكتوفة اليدين، وغنت لها أنا بزاف عليك.

وأحاول أن أتدخل باعتباري من الفانز.

وأحاول أن أنبه المسؤولين، والغيورين على مستقبل الفن المغربي.

وأدعو إلى هدنة ووقف إطلاق النار.

بينما ترفض ابتسام تسكت، وتقصفهن بعينيها، وتتغنج، وتستعرض أسلحتها وقوتها العسكرية.

وأثناء ذلك، ووسط كل هذه النيران وهذا الدمار، ظهرت زينة الداودية، وأعلنتها مدوية، وأطلقت أغنيتها الجديدة”صنطيحة”، فالتزمن جميعهن الصمت، وانسحبن حتى تمر العاصفة.

إنها حرب النجوم التي تستعمل فيها كل الأسلحة، بقذائف ومنصات صواريخ مثبتة في دبي وبيروت والرباط الدار البيضاء، وبروباغاندا في كل القنوات الفضائية وفي اليوتوب.

وقد حذرتكم ووضعتكم في الصورة

لكنكم لا تبالون ولا تهتمون

ولا تتابعون هذه المعارك كما أفعل أنا

وتعتبرونها موضوعا تافها ولا يستحق أي اهتمام

ولن تلوموا إلا أنفسكم حين يقع المحظور

وحين تضطر ابتسام تسكت إلى استعمال أسلحتها المحظورة

فتطلق شررا من عينيها

وتمصمص شفتيها وتقلبهما وترتدي فستانها وتتزين

وتقصف دنيا باطما وهي تتجول بسيارتها البورش في المنامة

وأظن أنه مازال ممكنا إيجاد مخرج لهذه الحرب غير المسبوقة

إذا توفرت الإرادة والنوايا الحسنة

وتم تغليب المصلحة الوطنية

وإلا فالقيامة

هي ما ينتظرنا جميعا.