حميد زيد كود—-

نحن الرجال. من يدافع عنا نحن الرجال في هذا البلد. من يفكر فينا. لا أحد.

من يقف في صفنا. من يرفض أن يشارك في مسيرة النساء يوم 8 مارس. لا أحد. لا أحد.

إلا بسيمة حقاوي. وحدها. قررت أن تتضامن معنا، وأعلنت بصوت جهوري. وبشجاعة نادرة، أنها لن تشارك معهن.

وأعلنت أيضا أن وزارتها لن تخرج يوم 8 مارس، وقد أصدرت أوامرها بهذا الشأن، وكل من يمثل الوزارة وسولت له نفسه أن يشارك معهن، فلن يلوم إلا نفسه.

وأكثر من هذا، أخبرتنا، أنها في اليوم المحدد، ستسافر إلى نيويورك، لتقدم للأمم المتحدة تقريرا حول النساء المغربيات، ولتفضحهن أمام العالم.

إنهن يتهيأن منذ مدة، ويستعدن على قدم وساق، للمطالبة بالمساواة والمناصفة، ويجتمعن في المقرات، ويعبئن النساء للحضور بكثافة، ويهددن بأن تكون مسيرتهن حاشدة.

متن بغيظكن، واقضمن أظافركن، وولولن، والطمن خدودكن، فنحن الرجال معنا الوزيرة.

والمسؤولة الرسمية عن كل نساء المغرب في صفنا، وتدافع عنا، وقد أعلنتها واضحة ومدوية، ولن تشارك، إنها مسألة حياة أو موت، وستجمع حقيبتها، وفولارها السينيي، وذلك الذي اشترته من تركيا، وستركب الطائرة، متوجهة إلى أمريكا، كي لا تسمعكن، وكي لا تبالي بكن، وبصراخكن وشعاراتكن.

حفظك الله لنا يا بسيمة، يا امرأة بألف رجل، وخير مدافع عن الذكور في هذا البلد.

لولاك لزاحممنا في المناصب والوزارات وفي البرلمان وفي كل مكان، ولأصبح أي موقع نتواجد فيه تزدحم فيه معنا امرأة.

وكأي رجل طيب دعوتِ إلى إكرامهن، والاهتمام بهن، والشفقة عليهن، لكنهن لا يقنعن ويطالبن بالمساواة والمناصفة.

ماذا يردن أكثر من الإكرام.

ماذا يردن أكثر من وصفك للرجال الذين يضربون زوجاتهم بالشماتات.

ماذا يردن أكثر من اهتمامك بـالصغيرات الفاخرات، والتي دافعت عن حقهن في الزواج والتمتع الجنسي بأجسادهن التي نضجت قبل الأوان

وحدك يا بسيمة حليفتنا وسط تينك النسوانيات، ووحدك سندنا، بعد أن تخلى عنا الرجال المسؤولون.

ولو بحثنا عن أكثر الرجال فحولة، وأشدهم نزعة ذكورية، لما وجدنا وزيرة أفضل منك، ولولا الحراك والربيع العربي والانتخابات النزيهة والديمقراطية، لضاع الرجال في هذا البلد، الذي تتربص فيه النساء بنا، وينتظرن الفرصة للانقضاض علينا، وتقاسم المغرب معنا، ليأخذن النصف من أي شيء.

ولولاك، لطالبن بأن يصبح نصف الرجل امرأة.

لولاك لشطرننا إلى نصفين، ولأن مطالبهن لا تتوقف، فليس غريبا أن يدعين إلى أن يصبح الرجل امرأة، وينقرض الرجال، ويخلو لهن الجو، ويسيطرن على المغرب.

إنهن لوبي خطير، ويتغلغل،ويتغلغل، إلى أن يطردننا من المنازل ومن العمل ومن الشوارع ومن المغرب، فيصبح المغرب لهن وحدهن، ويأتين برجال آخرين، من بلدان أخرى، رجال خانعين، ويتفهموهن، ويقتسمون معهن المناصب والمسؤوليات، وربما الإرث.

يا بسيمة يامرأة شديدة البأس، في زمن قل فيه الرجال، وتخنثوا، وتخلوا عن كرامتهم ورجولتهم، وأصبحوا يسمحون بخروج زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم للاحتجاج في 8 مارس.

ما أشجعك

ويا لموقفك البطولي

فليس سهلا على امرأة أن تقف ضد بنات جنسها

ليس هينا أن تعلن امرأة واحدة ومسؤولة معارضتها لنساء المغرب

وليس سهلا أن تقول لهن لا

لن أشارك

أنا مسافرة إلى نيويورك

يا أما لم تلدني

يا أفضل من زوجتي

يا امرأة ليست ككل النساء

ماذا كان سيكون مصير الرجال لولاك يا بسيمة

كن سيلتهمننا

ويستولين على ممتلكاتنا

ويتحرشن بنا

ويشبعننا قبلا رغما عنا

يا مدافعة عن ما تبقى من الرجال

يا أملنا الوحيد في هذه الدنيا

وما دمت موجودة فنحن بخير

ولن نخاف منهن

ولن نخشى مسيرتهن التي يقلن إنها ستكون حاشدة

طز فيكن

يا ثريات

يا تاركات أزواجكن بلا وجبة غداء

لتلفحكن الشمس في سماء الرباط

بينما وزيرتكن

للا ومولاتي

الحادكة

والقادة

تتبختر في نيويورك

وتكرمكن

وتتبصع

وتشتري الفساتين والفولارات المزركشة

وتدافع عنا نحن الرجال

كما لم يدافع عنا رجل من قبل.