الكورة ولات خطر على الحياة فالجزائر: لعاب جزائري مات بسبب غياب الإسعاف فالتيران
حميد زيد كود ///
أعرف أشخاصا ومن فرط مشاهدتهم لقناة الجريرة صار رذاذ يخرج من أفواههم.
ولي صديق مدمن عليها تحول إلى تنين ينفث نارا.
وقد هاجر مغاربة إلى العراق وسوريا بفضلها وبفضل تنويرها للعقل العربي.
وبفضل مهنتييتها وجرأتها. وخصوصا بفضل مديحها لـ “ما يسمى الإرهاب”. ساهمت قناة الجزيرة في تطوير درجة الوعي المغربي.
وصار المغربي يميز بين الإرهاب وما يسمى الإرهاب.
لذلك أتفهم من يدافع عنها. هنا في المغرب.
إنه يقوم بذلك دفاعا عن الحرية. وضد الحصار الجائر المفروض على قطر.
وإعجابا بـ”القوة الناعمة”.
ودون مقابل طبعا.
لقد غيرت الجزيرة على مدى سنوات طباع العرب. ودعمت ثورات. كأنها في مهمة عسكرية. وعادت أنظمة رفضت تسليم السلطة للإخوان المسلمين.
ولم نسلم منها نحن أيضا.
فتصعد معنا وتتراجع حسب الطقس. وبقياس درجة حرارة علاقة النظامين في قطر والمغرب.
والجو صحو جميل هذه الأيام ومنعش.
وعلينا جميعا أن نعدد أفضال الجزيرة علينا. ونهاجم السعودية والإمارات.
فالموضوع مهم.
وقانون القرب الصحفي يفرض علينا ذلك.
وأن ندلي بدلونا.
وأن نقول: لا لإغلاق قناة الجزيرة. ولم لا وقفة احتجاجية. ومسيرة مليونية.
ونحن المغاربة لا ننسى فضل من أحسن إلينا.
ولا ننسى فضل أحمد منصور. الذي كان يحب المغرب. ويزوره كثيرا من أجل التبضع.
ولا ننسى فضل الدكتور عزمي بشارة الذي جاء ليعربنا. قبل أن يطرده الأمازيغ الأشرار.
ولا ننسى تثقيف الجزيرة لنا.
ولهذا الجيل الذي تربى وتعلم السياسة وهو يحملق فيها.
وتعلم التكفير بفضلها.
وتعلم أن يشتم.
وأن يصرخ
وأن يكفر وأن لا يرى الإرهاب إرهابا.
وتعلم أن أن يكون متجهما دائما. ورافضا للفرح. وللفن. وللأدب. وللتلسلية. وللرقص. وللغناء.
حتى صار المغربي المدمن على الجزيرة متامهيا معها ومع خط تحريرها.
ومعفرا بالتراب.
ويتطاير منه الرذاذ.
وكل معالم المدنية. وكل الحضارة المغربية. وكل أناقتنا. وكل ثقافتنا. وتنوعنا. وكل قربنا من أوربا. أعدنا فيه النظر بفضل هذه القناة الرائدة.
وهذه”القوة الناعمة”.
فأخذتنا الجزيرة ووضعتنا عنوة في قلب العالم العربي.
وفي الصحراء القاحلة.
وفي البادية.
وصارت تتعامل معنا ككتلة واحدة.
وكلنا عالم عربي.
ثم جاء عزمي بشارة في وقت متأخر ليعلمنا القومية
ويعلمنا الديمقراطية.
وليسلط علينا مراكز بحثه.
فصرنا مثل اليمن. ومثل العراق. نهرول في الشوارع كالحمقى. ونردد دروس قناة الجزيرة. التي تلقننا إياها مذيعات جميلات في استوديات مكيفة من الدوحة.
وكلنا عالم عربي. وكلنا بدو.
وما تراه الجزيرة يصلح هناك. هو بالضرورة يصلح هنا.
وما علينا إلا أن ندمج في حراك الجزيرة.
وفي غيرتها ودفاعها المستميت عن الشعوب.
ولم يتغير شيء.
وليس لأن قطر في أزمة مع جيرانها
وليس لأن السعودية والإمارات يقاطعان قطر
فإنه علينا أن نهلل لها. هنا في المغرب.
ونمدحها.
وليس مفروضا علينا أن نكتب عنها الافتتاحيات.
وليس جيدا أن ننكشف ونتعرى إلى هذا الحد.
وأعرف المستفيدين منها
لكني أعرف أيضا ضحايا الجزيرة
وهم كثر
ومن بينهم صديقي الذي صار تنينا وينفث نارا
وآخر صار يكره الرصيف والشوارع
ويحب الغبار
والخلاء
والدم والجهاد
والخراب
وطنين فيصل القاسم
ولا يرى الإرهاب
إرهابا.
ويتابع ما يحدث في سوريا واليمن
ويسيل لعابه
ويتمناه هنا
مكفهرا
متجهما
مصابا بمرض اسمه الجزيرة
من أعراضه الحزن المزمن
والصراخ
وتعريف السياسة
كونها فنا للخراب
تصوره
كاميرات الجزيرة المتطورة.