الرئيسية > آراء > لا تحاربوا أيها الإسلاميون مهرجان البيرة، فهي ليست خمرا، وشاربوها يصوتون للعدالة والتنمية! إنها مجرد شراب مدر للبول وجالب للضراط
03/10/2015 15:57 آراء

لا تحاربوا أيها الإسلاميون مهرجان البيرة، فهي ليست خمرا، وشاربوها يصوتون للعدالة والتنمية! إنها مجرد شراب مدر للبول وجالب للضراط

لا تحاربوا أيها الإسلاميون مهرجان البيرة، فهي ليست خمرا، وشاربوها يصوتون للعدالة والتنمية!  إنها مجرد شراب مدر للبول وجالب للضراط

حميد زيد كود /////

هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، بخصوص قضية مهرجان البيرة، وذلك بدفع الحكومة وحزب العدالة والتنمية إلى الاحتجاج ومنع المهرجان.

يستغلون براءة الإسلاميين وجهلهم بعالم الخمور ليقحموهم في معركة هامشية، والدخول في صراع مع حزب البيرة في المغرب، كي يشغلوهم عن محاربة الفساد والتحكم.

ولأنهم يعرفون أن بنكيران وإخوانه لم يشربوها يوما، فهم يسعون بكل السبل لتصوير البيرة لهم باعتبارها خمرا ومسكرة وكرعها حرام.

لا، لا، أيها الإخوان.

لا تنساقوا إلى هذه المعركة، وليكن في علمكم أن البيرة معتدلة وليست ضدكم، وأغلبية الشريبين لا يعترفون بها خمرا، ومعظمهم يزيل بها العطش ليس أكثر، قبل أن يبدأ رحلة السكر الخطيرة.

إنها مدرة للبول فحسب.

وموردة للوجنتين، ومن يشربها يحمر وجهه، كأنه خجلان.

وأحيانا تكون طاردة للغازات والرياح، وجالبة للضراط المدوي.

لكن لا أحد بين السكارى يعترف بها ويضعها في خانة الخمور التي حرمها الله، حتى أن النساء يهرقنها على شعورهن فترطبها وتزيل عنها القشرة.

وفي السعودية ودول الخليج يبيعونها حلالا، ويشربونها زلالا.

ولكي أقرب إليكم الصورة، فهي مثل اللويزة، والشاي الأسود البارد، ومثل ليمونادة بومس، والفرق هو أنها تشرب مثلجة ومنشنشة، وبزبد في أعلى الكأس.

فلا تجعلوا منها عدوة لكم، ومن يوشوش لكم ويقول لكم إنها خمر ومسكرة، فكذاب، ويريد أن يلهيكم عن المعركة الكبرى وعن التدافع الحقيقي.

وأنصحكم أن لا تبالوا، ولو نظموا مليون مهرجان للبيرة، كما أحذركم من الانسياق إلى هذا الجدل، وخلق خصم وهمي لكم.

وإذا كنتم تحاربون الخمر، فحاربوا الخمور الحقيقية، الكافرة، القاتلة، المخربة، وعدوكم وعدو السكارى هو الويسكي والفودكا وماء الحياة

وأخطرها وأشدها كفرا هو ذلك القادم من المكسيك، والتي يسمونها التيكيلا، جرعة واحدة منه، برشة ملح وليمون، وها أنت في عالم آخر، لا تدافع فيه، وإذا تماديت في شرب هذه التيكيلا، فلن تدري بنفسك إلا وأنت تزور الفردوس والجحيم في نفس الوقت، وتكون في كل مكان، وتجرب الموت والحياة، وتصبح ميتا ولا تدري أنك ميت، وحي ولا تدري أنك حي، وفي هذا العالم وأنت لست فيه.

ولذلك، وأنا أرى أرى غضب واحتجاج الشباب الإسلامي في الفيسبوك وتويتر من مهرجان البيرة، وصراخهم وبكاءهم وعويلهم وتحذيراتهم، أستغرب من كل هذا الهيجان ضد مشروب لا يستحق، وليس ذا قيمة كي نواجهه ونخوض حربا ضده.

وصدقوني البيرة تافهة.

وباستثناء أنها تجعلك تذهب إلى التواليت ألف مرة، فهي طيبة وساذجة ومعتدلة وغير استئصالية.

وعيبها الوحيد أنها توسخ الجدران وتخربها، وشاربوها يتبولون على السيارات، وأحيانا في سراويلهم، ودون ذلك فلا أحد يضعها في خانة الكحول.

وحتى الطعام اللذيذ، لا يرافقها، ومقارنة بالنبيذ هي لا شيء، ونديم البيرة يضحك ضحكة بلهاء، ويردد كلاما أخرق ويتشاجر دون سبب مقنع، مدعيا السكر، والحال أنه لا يفهم في هذا الفن.

أما النبيذ فيظهر شاربه حكيما، وقد يصبح فيلسوفا ومحللا بارعا، وتنفتح شهيته للطعام، وشربه له طقوس ويحتاج إلى مستوى من المعرفة والثقافة.

فلا تعادوا البيرة ولا تهاجموها، ولا تتسرعوا وتتخذوا موقفا من مشروب تجهلونه.

وكم من شارب لها يصوت عليكم.

وكم سكير بيرة في صفكم.

على عكس النبيذ، فإنه يستحيل أن يكون عاشقه محافظا، وقد يطمح إلى أن يكون أرستقراطيا، لكن ليس مع
الجموع، ومواقفه لا لبس فيها، وحتى طريقة فتح قنينته تحتاج إلى أن تكون حداثيا غير مغشوش.

النبيذ ثقافة وذوق وموقف من السياسة والحياة، على عكس البيرة التي يمكن أن تشربها، وتستيقظ في الصباح وتصوت على العدالة والتنمية.

كما أنه يستحيل وضع النبيذ في كانيتة وتعليبه، بينما البيرة تسمح بذلك، لتهافتها وكثرتها وشيوعها وإقبال من هب ودب عليها.

فلا تحاربوا خزانا انتخابيا مخلصا لكم، ولا تنساقوا إلى هذه المعركة وتعتقدوا أن البيرة خمر ومسكرة.

حتى الذين يسمونها الجعة، تشعر من رنة الاسم رائحة أصولية وضيق أفق.

اسألوا السكارى ولا تتسرعوا، إنهم يستغلون قلة تجربتكم وعدم درايتكم بعالم الخمر، ليلهوكم وليخاصمكومم وليخلقوا البغضاء بينكم وبين واحد من أكبر الأحزاب في المغرب، حزب البيرة، الذي لا تعرف نواياه الحقيقية، وقد يشرب معك، فتحمر وجنته، ويشرع في نصحك.

شارب البيرة أخلاقوي ويؤمن بالكم على حساب الكيف.

وشارب النبيذ ذواق، وتعنيه الجلسة والحوار وتبادل الآراء والصداقة أكثر من أي شيء آخر، ويرفض أن يقوم في كل دقيقة ليتبول، قاطعا خيط الحديث الرفيع.

وأسوأ ما في البيرة، وما يؤكد أنها ليست خمرا، هو أنه يلزمك سيارة كي تأخذها معك إلى البيت، وإلا فضحتك في الطريق، أما النبيذ، أما الويسكي، فيكفي أن تكون عندك حقيبة ظهر، وها أنت سعيد، تتجول مع قنينتك، وهي نائمة رفقة كتاب، ودافئة إلى جانب ديوان شعر، تتهيأ لك وتتهيأ لها، ويزداد عمرها وتزداد نضجا.

لكل هذا

لا تتسرعوا

ولا تعارضوا مهرجان البيرة

واسألوا عنها

وعن شاربيها

جربوها إن أمكن

ومن يقول لكم إنها خمر

ومن يقول إنها مسكرة

فكذاب

كذاب

ويسعى إلى إلهائكم

وتحويل أنظاركم عن الأهم

وصدقوني

لو كانت خمرا

لأخبرتكم بذلك

فلا تصدقوا الخصوم

ولا تقعوا في هذا الفخ

كأنكم سكارى

وما أنتم بسكارى.

موضوعات أخرى

19/04/2024 10:47

موتسيبي رئيس الكاف وصل للرباط ومشى لمركز محمد السادس وعندو أنشطة مهمة فالمغرب هاد الويكاند

19/04/2024 10:30

أسرع ترقية: الحكومة عينات “صديق” بايتاس اللي كان موظف عادي لمدير مركزي ثم كاتبا عاما في أقل من 3 سنوات

19/04/2024 10:00

الطالبي العلمي كاعي من البلوكاج لي داير لشكر لهياكل مجلس النواب واللي تسبب فتعطيل المؤسسة التشريعية

19/04/2024 09:30

تنافس دولي كبير على استثمارات الهيدروجين بالمغرب.. مسؤولين فهولندا تلاقاو وزير التجهيز وعينهم على صفقات الموانئ والسدود والهيدروجين

19/04/2024 09:15

فضيحة فبني ملال.. التغرير بأطفال قاصرين بغرض تعريضهم لاعتداءات جنسية طيح بيدوفيل