كود : يونس أفطيط

المشهد الاول : 2020
هل هناك دور عرض مغربية تعرض أفلام إباحية؟ هل هناك مجالا لأن أرى قبلة داخل دور العرض… مشهد ساخن.

لا هذا أمر غير موجود، إنه سابع المستحيلات، دور العرض المغربية أضحت تعرض أفلام الرسالة والقادسية ومسلسل عمر.

لا تصدقوا تلك البوسترات التي تشاهدونها في الشوارع، إنها من أجل اصطياد الجماهير وإعتقالها، أما الصالات السينمائية المغربية فهي تعرض أفلاما ملتزمة، لا مجال لوجود الافلام الرومانسية، أو حتى تلك الافلام التي توجد بها عبارة “فاك يو” التي كانت تترجم سابقا ب”تبا لك”.

أتعرف يا هذا، بالامس شاهد أحد المارقين بوستر لفيلم قبلة بريئة وحين سأل عن ثمن التذكرة تم إعتقاله، لقد أصبح الانترنت مراقبا، لا يمكنك الولوج إلى اليوتوب لأنه يعرض مقاطع رقص وخلاعة.

المشهد الثاني : 1989

أتعرف يا هذا، حين كنت صغيرا إصطحبني إبن عمي إلى السينما، أتذكر ذلك جيدا في صيف سنة 1989، في الخارج تم وضع لافتة عليها إشهار لفيلم هندي، بالفعل كان في الداخل فيلم حركة، لكن الحركات كانت ساخنة جدا، الفيلم كله في مقطورة قطار، فتاة واحدة و70 ألف أحمق يتناوبون عليها، قاعة العرض تلك إلتحفت الحجاب اليوم، لم تعد تتذكر الفيلم الهندي الذي يتحول بقدرة قادر إلى فيلم فيه ممثلة شقراء و70 ألف رجل.

قاعة العرض هذه أصبحت تعرض الآن فيلما ملتزما لا يشبه في شيء فيلم حجاب الحب الذي شاهدته ذات مرة قبل ان تتم مصادرته بعد إنتخابات 2017، حيث أصبحت كل الاعمال الفنية هرطقة، وفقط ما يعتبر ملتزما هو ما يتوجب أن يشاهده المغاربة، فقد وقع للفن المغربي ما وقع لإبن رشد في الاندلس.

لقد صرت أرى نفسي قاصرا، لا أعرف أين هي مصلحتي، أنا لا أجيد التفريق بين ما يتوجب علي دفع ثمن تذكرته، فهناك مسؤولين يقررون فيما يصلح لي وما لا يصلح، وأتذكر جيدا يوم بدأ كل هذا، لقد إنطلقت شرارته كحرب إيديولوجية، من يفوز على من، هل يفوز الاسلاميون، أو الحداثيون، هل تكون الغلبة لليمينيين أم اليساريين.

الكل شن الحرب على الكل، وإنتهى التطاحن بفوز اليمينيين، آنذاك أحسوا بأن ما سطروه في النشأة بات قريب المنال، كنا في السابق نرى ألوان الطيف، لكنهم بدأوا ينزعون من أعيننا هذه الالوان حتى صارت الدنيا كما بدأ التلفزيون بالأبيض والاسود فقط.

المشهد الاخير : هل كان عيوش السبب في ذلك؟

أتساءل الآن بعد مضي سنوات، هل كان عيوش سببا في ما وقع لنا؟ لقد كانت التسريبات من فيلمه سببا فيما وصلنا إليه، لم يكن في الفيلم الذي لم نشاهده أبدا ما يدعو إلى الجلبة التي وقعت، لقد كانت لدينا في المغرب دور عرض تعرض أفلاما جنسية، وكانت السلطات تداهم حفلات جنسية بشكل شبه يومي، وكان زوارنا الاجانب يأتون باحثين عن اللذة، كان هذا أمر تعايشنا معه، علماءنا الذين صرخوا في وجه عيوش هم نفس العلماء الذين كانو دائما يبتلعون ألسنتهم في مواجهة الخمر وما يقع في مراكش وصالات القمار… وحكومتنا الاسلامية، هي نفس الحكومة التي لم تستطع مواجهة التماسيح والعفاريت فأمسكت بطائر الكناري وسلخته لتبرز صلاحياتها الواسعة.

أتعرف يا هذا لماذا أنا معتقل الآن؟ لقد أمسكوني أدخن سيجارة، وحكموا علي ب80 جلدة وسنتين سجنا، لكنهم لم يسألوني لماذا دخنت السيجارة، لم يعلموا أنني وضعت السيجارة بين السبابة والوسطى بسبب قتلهم لكل طائر كناري وعجزهم المقيت في وضع التماسيح والعفاريت داخل أقفاص، لقد ظلمني تمساح ولم أجد ما أرد به غير تدخين سيجارة.