الرئيسية > آراء > كلما غيب الموت قامة مغربية كبيرة يفضحنا رحيلها ويكشفنا على حقيقتنا! غدا أو بعد غد سوف يرحل كبير آخر من كبار هذا البلد، ولن نبقى إلا نحن، نحن أبطال عصر اللهطة، بزعمائنا الملهوطين، وشعبنا الملهوط
18/02/2017 20:13 آراء

كلما غيب الموت قامة مغربية كبيرة يفضحنا رحيلها ويكشفنا على حقيقتنا! غدا أو بعد غد سوف يرحل كبير آخر من كبار هذا البلد، ولن نبقى إلا نحن، نحن أبطال عصر اللهطة، بزعمائنا الملهوطين، وشعبنا الملهوط

كلما غيب الموت قامة مغربية كبيرة يفضحنا رحيلها ويكشفنا على حقيقتنا!  غدا أو بعد غد سوف يرحل كبير آخر من كبار هذا البلد، ولن نبقى إلا نحن، نحن أبطال عصر اللهطة، بزعمائنا الملهوطين، وشعبنا الملهوط

حميد زيد كود ////

يفضحنا الموتى.

يفضحنا كبارنا.

وكلما رحل أحدهم يفتضح أمرنا أكثر ونظهر على حقيقتنا.

وهم معنا على قيد الحياة يظللونا بقاماتهم الشامخة. وبتجاربهم. وبمساراتهم الغنية. وبثقافتهم الواسعة. وبإلمامهم. وبمواقفهم. وبانسجامهم.
نتغطى بهم. ونقف خلفهم. ونطمئن لأنهم مازالوا هنا.

ونستر عرينا بوجودهم معنا.

ونقول لا خوف علينا. ولن يحدث لنا سوء. ماداموا هنا. وما نعيشه ليس إلا سحابة صيف.

لكنهم سوف يرحلون لأنها سنة الحياة والموت.

إنهم قلة الآن. وسوف يرحلون.

وكلما رحل واحد منهم سنحزن طبعا.

لكن الأكيد أننا سنشعر بالخجل.

كأن كل رحيل صفعة.

صفعة لنا جميعا.

فهم يكشفوننا ويضعوننا أمام صورتنا الحقيقية بمغادرتهم لهذه الحياة.

ونبدو كما نحن.

نبدو دون سند منهم.

دون دعامة كانوا يشكلونها

دون ما قاموا به. وما كتبوه. وما ضحوا به. وجئنا نحن وأفسدناه

نبدو كما نحن دون رتوش ودون ماض يستر عرينا.

وأتخيل شعور الاستقلاليين اليوم بعد رحيل امحمد بوستة.

طبعا هناك حزن سيخيم عليهم.

لكنه بلا شك سوف يكون حزنا ممتزجا بالخجل.

الخجل من الراحل ومن إرثه.

الخجل من وضعهم الآن ومن وضع البلد السياسي.

الخجل مما ارتكبوه

وليس هم فحسب

بل الجميع. كلنا. كل الأحزاب. كل المغاربة.

وكلما رحلت قامة بحجم امحمد بوستة سينتابنا نفس الشعور. وسنحزن، لكننا سنشعر بالخجل.

الأمر لا يقتصر على حزب الاستقلال.

ولا على اليمين ولا على اليسار. بل على الجميع. وفي كل المجالات.

وجودهم معنا يجعلنا نطمئن أن رجالا عاقلين مازالوا يحرصون علينا وعلى المغرب.

وأن عقلا مازال في في البلد

وأن سياسة وحكمة مازالتا في البلد.

وأن اسما مازال بيننا.

وأن أشخاصا عقلاء يمكنهم أن يصححوا اعوجاجنا. وأن يقولوا كلمة حين يتفشى الجنون بيننا.

وأن يقفوا ويقولوا هذا عيب

ما تفعلونه هو عيب ولا يليق.

وحتى وهم صامتون نشعر بأنهم غير راضين

ونرى نظرتهم

ونرى حسرتهم

لكن أخلاقهم وتجربتهم وثقافتهم لا تسمح لهم بأن ينتقدونا

وينتقدوا الوضع الذي وصلنا إليه

وغدا سيرحلون

غدا أو بعد غد

سيرحل كبار هذا البلد

ولن نبقى إلا نحن

نحن أبطال عصر اللهطة

بزعمائنا الملهوطين

وجماهيرنا الملهوطة

وشعبنا الملهوط

ودوختنا التي لا شفاء لها

حيث كلما رحلت قامة من قامتنا ينتابنا

حزن

لكنه ممزوج بنوع من الخجل

ونرغب في أن نعتذر

ولا نقدر

ولهطتنا تجعلنا ننسى بسرعة

ولا نتذكر وضعنا

إلا بعد أن نسمع نعيا جديدا

فيأتينا نفس الخجل

ونفس الحزن

ونعود بعدها إلى لهطتنا

وتذاكينا

الذي يفضح القاع الذي نعيش فيه جميعا.

موضوعات أخرى

29/03/2024 06:00

العراقي لي حرق القرآن فالسويد علق لبلاد خرا.. غادي يطلب فيها اللجوء بعدما قررات ستوكهولم تجري عليه