عبد الواحد ماهر كود /////

لايبدو أن زبناء المركز التجاري « آنفا بلاص » المطل على الأطلسي بمدينة الدار البيضاء يعبؤون بدعوة الحكومة المغربية لمقاطعة الشركات السويدية في إطار تداعيات محاولة اعتراف الدولة الاسكندنافية بجبهة البوليساريو.

فقبالة مدخل مكتبة آل سعود بكورنيش عين الدياب في البيضاء، يستمر متجرماركة H&M السويدية في عرض الملابس والإكسسوارات بأسعار “تفضيلية” في محل تجاري يشغل جزءا من طابقين في مجمع”آنفا بلاص »،حيث تصطف متاجر تعرض واجهاتها الزجاجية أرقى “الماركات”العالمية .

بين المحلات يوجد متجر من طابقين يعرض منتوجات علامة” H@m”، الماركة سويديّة تمّ تأسيسسها سنة 1947 من قبل Erling Persson تحت اسم Hennes،والذي يعني « لها » باللغة العربيّة

كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف زوالا حيث القيظ في الخارج،أما محلات “المول”المطل على الأطلسي فإنها مكيفة وتزين الجدران الفاصلة فيما بينها إعلانات ملون بعضها بخيوط النيلون الملونة .

لاشيء يوحي بوجود “أزمة”مع السويد

دلفنا إلى رواق «ملابس الأطفال» بالطابق الثاني التحت أرضي في المركز التجاري، وهو متجر مفتوح على واجهة زجاجية أنيقة.

يميناً رصت الأقمشة القطنية،طاقيات صوفية للشتاء ،قبيات وأيضاً دزينات من الجوارب القطنية الملونة..أما الأسعار فهي “حارقة”بالنسبة لصوحافي حوفار يعمل بالقطعة، وبالكاد قد يحصل على تعويضات التنقل من مدير الموقع بعد نشر هذا الربورتاج.

في نهاية الرواق ينزلق درج بشكل لولبي متجها إلى الأسفل،ركبنا الأرجوحة وهبطنا أمتار تحت بجانب جدار كتبت عليها باللغة الانجليزية عبارة مرحبة بالزبائن.

الأبيض والأحمر لونان يميزان”الديزاين”الداخلي لمحل آآش آآند إيم السويدي.

يمين السلم الكهربائي الذي لاتكف أدراجه المعدنية على الصعود والهبوط بشكل ميكانيكي علقت قمصان يعرضها المتجر ضمن سلسلة تخفيضات موسمية،فيما علقت في الجانب الآخر آخر صيحات الموضة الشتوية الخاصة بالماركة العالمية.

في ناصية المتجر وفقت مواطنتان تتحدران من دولة في إفريقيا جنوب الصحراء ، كانت السيدتان تقفان أمام عاملة صندوق وتفردان أمامها ملابس داخلية وعطرا حملته إحداهن من رف خشبي يجاور “لاكيص”.

يفد على المحل زبناء مغاربة وأجانب، يتبضعون أو يكتفون بإلقاء نظرة على ما يعرضه من أقمشة قبل الدخول لمحل يعرض بضائع أمريكية تبث في مدخله رمز نسر كبير في إشارة إلى النسر الأمريكي الشهير.

ثم ونحن نتجول داخل المحل شاهدنا فتاة عاملة بالمحل تتجاذب أطراف الحديث مع رجل من شركة خاصة للحراسة.اقتربنا منها لنسألها في “كود” عن مكان ملابس “الصولد”في المحل التجاري الموجود في الطابق الأرضي ،أومأت برأسها باتجاه الدرج الكهربائي مضيفة أن الملابس التي لاتحمل « تيكيتات » بالأسعار فهي مخصصة لـ « الصولد » وتباع القمصان المدرجة في حملة التخفيضات بأسعار تتراوح مابين مائة ومائة وعشرين درهما،في حين أن الأقمشة المتواجدة بالقرب من سلعة « الصولد » فأسعارها حارقة.

وبحسب فتاة تعمل في المحل فإن مبيعات المتجر لم تتاثر بتفاعلات قضية السويد منذ إعلان موقفها المناوئ للوحدة الترابية للمغرب، وقالت الفتاة ردا على سؤال لـ « كود » إن المحل يستمر في بيع منتوجات الماركة العالمية بشكل عاد وأنه لم يتأثر بما يقال عن مقاطعة المغاربة للبضائع السويدية مؤخرا.