كود عمر المزين ////

قال الباحث احمد عصيد ل”كود” ات ما حدث بفاس يذكرنا بما كان يحدث قبل مئات السنين في العصور الوسطى سواء في البلدان الإسلامية أو في أوروبا،عندما كانت هذه البلدان غارقة في ظلمات الجهل والتخلف”.

مذكرا ل”كود” ان الناس، قديما كانت تعتقد “أن المثلي تسكنه روح شريرة أو أنه مريض بمرض معدٍ فيحرقونه بالنار، وذلك بسبب غياب المعرفة العلمية الضرورية بحقيقة الميول الجنسية للمثلي والتي لها أساس في التركيب الفيسيولوجي كما لها علاقة بالثقافة وبالتجربة الشخصية والاختيار الفردي. وبفضل التحليل النفسي وغيره من العلوم الإنسانية أصبح من الممكن التفكير علميا في حالة المثليين وتفسيرها خارج الثقافة الشعبية والحسّ المشترك”.

عصيد اوضح ل”كود” أن يحدث ما حدث بفاس اليوم وما حدث بالقصر الكبير بالأمسمعناه أن البلد الذي يحدث فيه ما زال أهله على حالهم من الجهل،حيث يغلب عندهم الهياج والانفعال الغريزي على العقل والحكمة والعلم” .

واوضح انه “في المجتمعات الإسلامية ما زالت المعرفة العلمية تعيش في غربة، وما زال الجهل والخرافة هما الغالبان على العامة،وحتى الذين كان لهم حظ دخول المدرسة يظلون أشباه أميين لأنهم مجرد متعلمين، لكن ما تعلموه لم يكن له أثر على بنية العقل والسلوك”.

وذكر عصيد في تصريحه ل”كود” بقرار منظمة الصحة العالمية وقال انها “أعلنت بناء على معطيات علمية دقيقة بأن المثليين ليسوا مرضى ولا منحرفين بل هم مختلفون في ميولاتهم عن الآخرين، وأن هذه الميولات تتم بناء على اختيار مبني على قبول الشخص بحقيقته ووضعيته التي كان يخفيها على الناس ويخجل من ذكرها، وأن الدول الديمقراطية قد أفسحت المجال لهذه العينة من المواطنين للتعبير عن نفسها انطلاقا من أن المثليين وهم يعيشون حياتهم وفق النمط الذي اختاروه لا يؤذون أحدا ولا يمسون بحقوق الآخرين حيث تدخل الميول الجنسية ضمن الحريات الفردية”.

ودعا الباحث عبر “كود” المغاربة أن “يفسحوا المجال للحوار وليس للعنف، وللتبادل وليس للحجر والوصاية، وللتسامح وليسللكراهية والبغضاء، فالمثليون مواطنون مغاربة يمكن أن يكونوا من رجال الأعمال أو الفنانين أو الحرفيين أو الفلاحين أو من بسطاء الناس الذين نخالطهم في الأسواق ونتعامل معهم يوميا، ويمكن أن يكونوا مواطنين صالحين (بحالهم بحال غيرهم) ويؤدون ضرائبهم ويعملون في مختلف القطاعات وينتجون ويساهمون في نهضة بلدهم”