البام غلب الأحرار فالانتخابات الجزئية فالجماعات الترابية.. واش تنسيق بيناتهم ولا توجاد لـ2026؟
وم ع
يتم حاليا بالقصر الملكي الشهير “فيناريا” في تورينو (شمال إيطاليا)، عرض أزيد من 170 قطعة أثرية مغربية، تضم على الخصوص نسخا من القرآن الكريم ومنابر وسبحات وزرابي وأسطرلابات ومؤلفات في مجالات الفلك والفقه والجبر، وكذا مخطوطات، وذلك ما بين 11 أبريل الجاري و28 يونيو المقبل.
وقد شرع المعرض، الذي ينظم تحت شعار “الصلاة، تجربة إنسانية”، منذ السبت الماضي، في استقبال أوائل الزوار، حيث يسعى، حسب المنظمين للإسهام في تعزيز الحوار بين الأديان، وقيم السلم والتعايش، وتمكين الزوار من اكتشاف وتقدير القيم والطقوس الدينية للآخر.
فعلى مدى أزيد من شهرين، يعد المعرض بالتعريف بقرون من تاريخ مختلف الأديان، خاصة عبر أغراض أو تجهيزات أخرى تم استخدامها من قبل المصلين خلال إقامة الصلاة، أو في علاقة بهذا العمل التعبدي.
وقد أثارت مساهمة المغرب في هذا المعرض، إعجاب الزوار بالنظر لجودة القطع المعروضة التي يعود بعضها إلى قرون عديدة. فإلى جانب مختلف الأغراض المستخدمة من قبل المصلين خلال الوضوء والصلاة أو في ارتباط معها، المعروضة ضمن أربعة أروقة، قدمت المملكة خلال هذا المعرض، الذي يمتد على مساحة تبلغ 1000 متر مربع مخصصة للأديان السماوية الثلاث وكذا الهندوسية والبوذية، دعامات سمعية بصرية خاصة بالخطب وباقي التعاليم المرتبطة بالصلاة.
وسبق حفل افتتاح المعرض في وجه الزوار، تنظيم ندوة صحافية قام بتنشيطها ثلاث شخصيات تمثل الديانات السماوية الثلاث، من بينهم السيد عبد اللطيف بكدوري، مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي أعرب عن ارتياحه للدعوة التي تم توجيهها للمغرب للمشاركة في هذه التظاهرة الهامة التي تسودها روح التعاون وقيم الأخوة.
وأشار السيد بكدوري إلى أن المغرب، البلد متعدد الثقافات، المنفتح والديمقراطي لا يسعه إلا أن يبرز أن مثل هذه القيم، المتجسدة من خلال الصلاة، لا تتم فقط ممارستها، بل تساهم في تشجيع التعايش والسلم بين شعوب مختلف الثقافات.
واعتبر رئيس أساقفة تورينو، المونسينيور تشيزاري نوسيغليا، من جهته، أن العالم يعيش لحظة تاريخية تتسم بالمأساوية، وأن هذا المعرض يأتي للتذكير بأننا “نرتبط بقيم وتقاليد وكيفية العثور على الطريق نحو السلام”، داعيا منظمي المعرض إلى فتح أبواب هذا المعرض خاصة في وجه “الفقراء من كافة الأديان” لتمكينهم من الاستمتاع بجمالية الفضاء والتفكير بشأن الرسالة التي ترغب التظاهرة في نشرها حتى يكونوا هم أنفسهم شاهدين على قيم المحبة والأخوة بين البشر.
من جانبه، أشاد رئيس الطائفة اليهودية بتورينو، داريو ديسينيي، بهذه “المبادرة الهامة وغير المسبوقة”، معربا عن اقتناعه بأن “الحوار بين الأديان كفيل بالمساهمة في فهم وتقدير أفضل لثقافات الآخرين حتى وإن كانت مختلفة”، منوها بكل أولئك الذين مكنوا من تنظيم هذه التظاهرة الكبرى، التي ستستقطب “بالتأكيد عددا كبيرا من الزوار”.
وإلى جانب السيد بكدوري، يضم الوفد المغربي الذي قدم مساهمة المغرب في هذا المعرض، كلا من السيدين محمد لمعاملة مدير الشؤون العامة بقطاع الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعبد العزيز الإدريسي مدير متحف محمد السادس بالرباط.
وتنظم هذه التظاهرة إلى غاية 11 يونيو المقبل بالإقامة الملكية السابقة بفيناريا ريالي، وهي إحدى إقامات الأسرة الملكية سافوا، المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو منذ 1997.
وقد تم تشييد القصر انطلاقا من سنة 1675 من طرف المهندس المعماري أميديو دي كاستيللامونتي، بطلب من الدوق شارل إيمانوييل الثاني الذي كان يرغب في موطئ قدم للقيام بجولات الصيد في الجبال شمال تورينو، وقد أخذ القصر اسمه من اللاتينية “فيناسيو ريجيا” وتعني الصيد الملكي.