أصلا خصو “التجريم” فمدونة الأسرة.. القضاء انتصر للقانون ضد الأعراف والتخلف السلفي وحكم بالسجن لراجل تزوج بطفلة فدوار بإقليم وجدة
حميد زيد كود //////
الأذكى بين الجميع هو عبد الإله بنكيران.
دون إعلانات مؤدى عنها في الجرائد، ودون إنفاق مال، ولا درهم واحد، يقوم بأنجح حملة انتخابية لحزبه، ويخبر المصوتين بأنه مهدد في حياته، لكنه مستعد أن يموت في سبيل الله، فتصفق الجماهير، ويصرخ المتعاطفون: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، عليها نحيها، وعليها نموت، وفي سبيلها نجاهد، وعليها نلقى الله.
كم من مرة قال بنكيران هذا الكلام، ودائما يختار الوقت المناسب ليقوله، وليعلن خبر موته.
وكم من مرة كان سيموت بنكيران، وكم من مرة نجا من الموت بأعجوبة.
في مغرب يقول عنه رئيس الحكومة إنه آمن ومستقر، لا يجد حرجا في أن يزعزعه، وأن يخبر المواطنين أن الرجل الثاني في الدولة مهدد في حياته، وقد يموت في أي لحظة.
لكنه لا يخاف من الموت.
في اللحظة المناسبة والمدروسة بعناية، يشعر بنكيران بخطر الموت، وتتحول هذه الدولة التي لا يمل من مدح استقرارها وأمنها إلى دولة مافيات.
ودائما لا يموت بنكيران، وأكثر من ذلك، يربح من خبر حياته المهددة ما لا يربحه أي منافس آخر، ويستفيد من ذلك، وتتصل”أخبار اليوم”بمصادر عليمة داخل حزب العدالة والتنمية، لتخبر القراء بمهنية عالية عن الجهة التي تهدده وتخطط لاغتياله.
ويمر إعلان بنكيران الخطير كأي كلام عادي ، وكصورة الفتاة مع شباط، وكخالتي الضاوية، ويدخل في إطار الحملة الانتخابية.
الموت والله والآخرة والجنة وما لا يجرؤ أي حزب على توظيفه، لا يتردد بنكيران في اللعب به، وترديده أمام الناس.
ودائما بشكل موفق.
ودائما كحيلة يلجأ إليها حين تشتد المنافسة.
زمن كان رجال السياسة في المغرب يغتالون فعلا ويختطفون، لم يجرب أحد هذه اللعبة، ولم يقل أي زعيم حزب في ذلك الوقت إنه يشعر أن حياته في خطر، وأن جهات تتربص به، وأنه سيموت، وأنه لا يخاف الموت، رغم أن ذلك كان معتادا ومألوفا، ولا أحد ينفيه.
لكن بنكيران فعلها، وأكثر من مرة، وفي توقيت مضبوط.
صوتوا، إذن، على بنكيران
صوتوا على المصباح
صوتوا على رئيس الحكومة
صوتوا على شهيد المستقبل
صوتوا عليه كي لا يموت
صوتك سينقذ حياة، فلا تمنحه للأحزاب الأخرى
صوتوا على العدالة والتنمية
وتابعوا معنا
جديد بنكيران
وكيف نجا من الموت
وكيف سيحاولون اغتياله في الانتخابات البرلمانية القادمة
وكيف سيفلت منهم
وكيف سيربح
كما دائما
لأنه بطل
والبطل في هذا النوع من الأفلام
مهما حاولت أن تتخلص منه
ومها حاولت تصفيته
ومهما صوبت مسدسك نحوه
فإنه يبقى حيا
لينجز الجزء الثاني
والثالث
والرابع
إلى ما لا نهاية
من فيلمه الأكشن الانتخابي
وكما في مهمة مستحيلة
البطل لا يموت
وهل مات توم كروز
ليموت بطلنا
وعبثا تحاولون أيها الخصوم
عبثا تخططون لاغتياله
إنه الأذكى بين الجميع
والوحيد الذي يعرف تقنيات خلق الإثارة في الحملة الانتخابية
وتوظيف الموت
والحياة
والله
والدموع
والمافيات
وكل ما لا يخطر على بال.