حميد زيد كود ////

غدا سيمسخ الراضي السلواني، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، وعضو حركة التوحيد والإصلاح إلى رجل حداثي، ومرشح للأصالة والمعاصرة في فاس لمواجهة الإسلاميين، كما مسخ في وقت سابق سمير عبد المولى، فتى البام المدلل، إلى إخواني ورع يحب الله أكثر منا، مع عدم اعتراض بنكيران على احتفاظه بسيارته المجنحة، وربطة عنقه الحمراء، ونمط حياته البلينغ بلينغ.

إذ يبدو إلياس العمري سعيدا في الصورة الملتقطة بصيده الثمين، وهو يتحدث إلى خصم الأمس، ويتفاوض معه، ويتفقان على شروط الصفقة، كما غمرت السعادة قبل سنوات الإخوان في العدالة والتنمية، وهم يستقطبون الشاب سمير، ويزورونه أفواجا في طنجة، بمن فيهم السيد المحترم عبد العزيز أفتاتي.

لا يحدث هذا النوع من الهجرة، ومن النقيض إلى النقيض إلا في المغرب، والكارثة أنه يحدث بسلاسة، ودون أن يثير أحدا، بل نعتبره نصرا وضربة موجعة للخصم.

وها هو الراضي السلواني، عضو حركة التوحيد والإصلاح يصبح من البام، بخفة يحسد عليها، يغير الحزب، ويغير قناعاته، ويلتحق بعدو الأمس.
ويا لها من خيانة، ويا له من انتقام.

رجعي وظلامي أمس، بنفس شعارات يساريي وحداثيي حزب الأصالة والمعاصرة، يتحول إلى تقدمي، يواجه الإسلاميين، بعد أن تخلوا عنه.
ثم يأتي من يتحدث عن القطبية في المغرب، ويتحدث عن المشاريع والبرامج والاختيارات والرؤى، بينما لا فرق، بين الحزبين المتنافسين، وهاهو البام يصطاد إخوانيا، وقبله العدالة والتنمية يستقطب فتى مدللا من خصمه.

وهناك من يعتبر هذا السلوك نصرا، وهناك من يبدو سعيدا بهذا الإنجاز، ولا أحد يرى ما يحدث مقززا، ومثيرا للغثيان، وأن من يقدمون على مثل هذه الخطوة لا أخلاق سياسية لهم، بدءا من الرجل المستقطب ووصولا إلى الحزب الذي استقطبه.

لا يشغل بال إلياس العمري إلا المقاعد، ومن أجل ذلك، فهو مستعد أن يستقطب التوحيد والإصلاح، والسلفيين، وأي شخص يَضمن له رقما إضافيا، في هذه المنافسة الشرسة بين الحزبين، وكذلك الحال بالنسبة إلى العدالة والتنمية، الذي يسيل لعابه إلى البحث عن راغبين أقوياء في الالتحاق به.

لكن إلياس العمري قادر على تبرير كل شيء، ولن يعجز عن اكتشاف الحداثة الكامنة في الراضي السلواني، والتي ظهرت له بمجرد استقباله.
كما أن المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة لا اعتراض لهم على ذلك، وما يراه الزعيم يكون، ومن يستقطبه فهو منهم، وكما جاء الحزب الوطني الديمقراطي إلى البام، فلا ضرر من أن يأتي الإخوان.

وفي المستقبل سيصير البام هو العدالة والتنمية. وسيصير العدالة والتنمية هو البام، لا فرق.

إنها مجرد أسماء وعناوين خداعة.

ولا فرق بين اليسار واليمين، وبين اليمين واليسار، وبين الرجعية والتقدمية، وكل ما نسمعه هو للاستهلاك فقط، وولاد عبد الواحد كاع واحد.

لا فرق أبدا.

والذي كان أمس خصما لدودا لإلياس العمري ها هو يلتقط معه الصور، وينال التزكية.

أما البرامج والشعارات والقناعات فهي مجرد تفاصيل ولغة مستهلكة تعود إلى الماضي.

أليس كذلك يا إلياس العمري

أليس كذلك أيها الرفيق الرضواني السلواني.

أليس كذلك أيتها الأحزاب المغربية

التي تدعونا إلى التصويت عليها

وفي نفس الوقت تنفرنا منها

وتتشابه

كأنها حزب واحد

له أسماء متعددة

فيظن الذي منح صوته للبام أن صوت عليه فعلا

بينما هو صوت للعدالة والتنمية

والعكس صحيح

وكل ذلك يتم بسلاسة

وخفة

ويبدو للمتتبعين والمعنيين طبيعيا

عجبي.

عجبي.